ما يشبه الصلاة
مسعود الجولاني - 25\07\2011
لطالما حسبت أنني قد أحسد النور العذري الذي يقبّل ناظريها عند الصباح,ولكنّني لم
أتوقع يوما أن أغار من ومضات العتمة في عينيها عندما تشنق النظرات بحركات لا إرادية.
كم تمنيت يوما أن أستحيل زهرة حمراء تقترب من مبسمها,تذوب برهافة أنفاسها ليمتزج في
آن لون الورد, خمرة الثغر وخجل الوجنتين.
يمضي الدهر وينقلنا من عالم إلى آخر,فتغدو ضفائر الشمس الذهبية خيوط مطر تنهمر على
طول المدى, وتتحول نوائب الدهر رمادا يقبع في غياهب
الذاكرة المنسية.يقفز الزمن ليعلن الخريف عن اغتيال حفيف أوراق الشجر,ولكن تعود
الأيام حاملة أحلامنا الوردية فتغلّ فينا بانسياب دموع تتأرجح على أغصان
غضّة.فالزمن يبدّل الأحوال ويناقض الأدوار في كل القضايا والمسائل شرط ألا ترتبط
بملحمة عذابنا-أنا وأنت. ولكن ما بي أناقض نفسي وأتبنّى آية سقوط الزمن في رحلة
العشق وقد أنكرتها قبل حين,وكل الاختلاف في الحالين أنّني أبدلت آلهة بسواها...ربّما
يشفع لي أن آلهتي في هذه المرة تتفرّد بكل الجمال والرقي اللذين افتقدتهما في غيرها.
تعالي نتقاسم العذاب كما نتبادل همس الهوى,أيؤرقك سهر الليالي أم أنه خلق ليكون
وسادتي وحدي؟أتضنيك رعشة الوجدان أم لعلّه نزف منفرد لتحناني فقط؟أتستجدين الأحرف
كتابة اسمي كما أفعل أنا؟ألا تحنّ أناملك لعناق القلم وملمس الورق؟
بالأمس القريب بحثت عن صوتك في شدو البلابل والبارحة فتّشت عن ابتسامتك ما بين زهور
الربيع,واليوم أبحث عنهما معا!
والآن وقد رسمت بعضا من ملامحك على الورق, عذرا منك إذ
أعيدك إلى ثنايا الروح, فقد حاصرني خدر النعاس في غربتي,
أو لعلّ حنيني المعتّق لإطلالتك قد تسرب إلى الحواس وبات يرافقني في كل الأركان
والأمكنة, وسواء كان هذا أو ذاك ,
فإنّني أعدك أن أعود لاحقا لأستكمل لوحتي من جديد.