رحلة العذاب
مسعود الجولاني - 09\08\2011
جسد متضائل حتّى العظم وعينان صغيرتان غائرتان وقد افتقدتا الأمل بقطعة خبز,وشمس
ظالمة ساطعة,التهمت خضرة الأرض وراحت تروي عطشها من سمرة ساعدي ذلك الطفل التائه.
وبحر حزين,عانى كثيرا وصمت طويلا وكان إذا بكى- يخفي دموعه في عبابه. يا ترى,هل
يستمرّ أيضا بهمس الأنين وقد غدت أمواجه مسربلة بالأحمر القاني؟!وماذا عن ذلك
الضجيج,هل هو دندنة عزف أم آهات نزف؟
وامرأة جميلة, يزهو الكتاب بين يديها ويغار البحر من دفق عاطفتها,تنتظر لمسة حبّ
وعناق دافئ...وطال الانتظار,وشالها يتكمّش بالكتفين,يتطاول ليحظى بعبير العنق, حتّى
لو كلّفه ذلك أن يرمى بحدّة النظرات.
وعابد خاشع يتلوّى بين مخاوفه وركن صلاته,يتوق بشغف إلى اليوم المنتظر,كتوق المظلوم
لعدالة السماء وكشوق الملحّن للحن الخلود ... ولم يأت بعد.
وأم حنون تنتظر عودة الغالي وقد محّى آثار قدميه على رمال الشاطئ قبيل أن يستقر في
مركب الغربة,تماما كما الكاتب يبحث ما بين الكلمات عن نصّ مبتكر وفكرة شاردة وفيض
من الإحساس...وما زال.
وحبيبة ذات ابتسامة آسرة وإطلالة لافتة,قد أمست هي العنوان والآمال وبدت كأنّها
تختزل كل أحرف الأبجدية في كتاب حبيب متيّم, لطالما خاطبها قائلا: أيّتها
المازوخيّة الهوى, لا تحرمي عينيك البريق ولماذا تمحّين ألوان لوحتك؟ أعشقك حتّى
الإدمان,وكم أغار من ظلّك الذي ما انفكّ يلاحقك ويحضنك,وعلى طريقتك...عذّبيني ما
شئت..حاصريني..أقتليني..ولا تقلقي عليّ,فكما الطائر الفينيقيّ,سأعود من جديد لأغمرك
وأتيه في عينيك.