اصحاب الجهل المركب
نبيل مهنا الحلبي - 21\08\2011
لا شك ان لكل شيء في الوجود مباديء واسس واصول يرتكز عليها فبهذة المباديء والاسس تقوم قائمة الشيء وكلما توفرت الشروط الصحيحة كانت اهلية وجودة هذا الشيء افضل . فللبناء اسس وللزراعة اسس وللرياضة قوانين تحكمها وتحدد مضمونها وانواعها . ومما لا شك فية ان ممارسة الثقافة والاندماج في الحياة الفكرية لة مواصفات معينة . فرزانة الخلق والصدق والشفافية والانسانية والتواضع اقل ما يقال من هذة المواصفات الضرورية لتكوين شخصية سوية بالدرجة الاولى فما بالك بالشخصية المثقفة النخبوية التي تقع على عاتقها مسؤلية تطوير المجتمع من الناحية الفكرية والسلوكية والتنظير والتخطيط لمشاريع تهم الشان العام . فلا بد ان تكون هذة الشخصية على درجة عالية من الوعي الذاتي وعلى تحمل عواقب كل فعل يصدر منها والا فهي تستغل منصبها الاجتماعي بشكل اناني وخاطيء مما يؤثر سلبا على محيطها من الاشخاص نظرا لانها شخصية قيادية يحتذى بها . . لكن القصور الجدلي والخواء الفكري غالبا ما يصيب الانانيين المتعطشين للوصول الى مثل هذة المناصب الاجتماعية ضاربين بعرض الحائط كيفية الارتقاء الراقي .همهم ممارسة سلطة معينة ليشعرو انهم اصحاب شان مما يدل على انة لا شان لهم قبل ذلك المنصب . وان صدف وتسلل احدهم لهذة الحياة الفكرية حتى ولو اغتصابا وبالخداع وهو مكشوف للاخرين . فيمارس عليك جهارا نهارا كل انواع القرصنة النفسية وكان موقعة الجديد هذا قد اعطاة الحصانة والامن وخولة بان ينظر بدونية للاخرين .حينها تشعر وكانك داخل فيلم قراصنة الكاريبي تحاول جاهدا اللوذ بالفرار شاريا لنفسك حياة جديدة متخطيا كل محاولات الاسقاط الفكرية ناجيا من كل الزيف والارهاب العقلي الذي يمارس عليك من قبل قراصنة الثقافة حاملي لواء الابداع والخلق . ان لللة في خلقة شؤن . واذا حاولت فتح نقاش ما في اي مسالة يتعذر عليك بناء حوار منطقي فمن طبائعهم الاستبداد في الراي وعدم القدرة على تفهم الاخر فهم امرين جازمين لايعطون فرصة التكلم والاقتناع لمحدثهم واحيانا تصل بهم الامور الى قلب الحقائق راسا على عقب وذلك لتتماشا مع مصلحتهم المشوهة للواقع . وهنا تدرك مدى فضاعة جهلهم فمن المعروف ان الانسان الجاهل يعرف عن مسالة ما نصفها او اكثر بقليل اما الجاهل تماما بشكل كلي لا يعرف شيئا اطلاقا عن هذة المسالة لكن الجهل المتقع الغير طبيعي في كل معايير السواء ان يعتقد الشخص ان عكس المسالة هو الصحيح وهذة الحالة تسمى الجهل المركب ومن يصل الى هذة الدرجة من الادراك المشوش الضبابي المضطرب لا بد من ان يكون قد ابتلى وبدون شك اطلاقا بشحنات قوية من الحقد والبغض والكراهية . عندما .تحتك باشخاص من هذة الفئة النفسية تدرك حينها نعمة اللة على خلقة وعبادة حين من عليهم بعاطفة الحب والحنان وبالاخلاق القويمة جاعلا منهم اسوياء متناغمين اصحاء بدنا وروحا.