اجتماع مركز الشام:
فوضى.. والخلوة ستشكل لجنة مراقبة
مجدل شمس\الجولان - «جولاني»- 26\08\2011
عقد في مجدل شمس مساء الجمعة اجتماع عام، حضرة حشد كبير من الأهالي، جاء
تلبية لدعوة الهيئة الدينية في البلدة، متابعة لجولتها التي قامت بها مساء أمس،
لتحذير المحال التي تبيع وتقدم المشروبات الروحية، لكي تتوقف عن ذلك.
ولوحظ غياب جهات مهمة تشارك عادة في اتخاذ القرارات في البلدة.
وشهد الاجتماع في ختامة حالة من الفوضى بعد أن اعترض البعض على القرارات واللجنة، ما دعا الهيئة الدينية إلى فض الاجتماع، على أن تشكل الخلوة بنفسها لجنة مراقبة لمتابعة القضية.
وكان الشيخ أبو سلمان سليم الصفدي
حدد منذ البداية مواضيع الحوار باثنين:
- قضية المشروبات الروحية وكيفية منع بيعها أو تقديمها في المحال التجارية والمطاعم.
- قضية "اللباس الفاضح"، كما سمته الهيئة، وارتياد النساء للمحال التي تقدم الكحول
وحتى ساعات متأخرة من الليل.
وقال الشيخ أبو سلمان: "لقد رأينا بأنفسنا المشروبات المسكرة معروضة على
المكشوف ورأينا الصبايا في وقت متأخر من الليل، وهذا أمر
غير مقبول".
الشيخ طاهر أبو صالح تحدث بصورة عامة عن أحداث الأمس وعن القرار الذي تم
اتخاذه من قبل الهيئة الدينية بالذهاب حتى النهاية في هذه القضية.
وقال الشيخ طاهر أنه وللأسف تباع في هذه المحال المشروبات المسكرة ويرتادها الشباب
والصبايا بصورة تتنافى مع عاداتنا الدرزية العربية الأصيلة، مطالباً المجتمع
بالوقوف جبهة واحد لمحاربة هذا المرض، على حد قوله.
وعن موضوع اللباس الغير محتشم لدى الصبايا، قال الشيخ:
"الموضوع الثاني الذي سنناقشه هو اللباس الغير محتشم الذي ترتديه الصبايا، والذي
سنحاول في هذا الاجتماع إيجاد حل له".
الشيخ أبو زين الدين حسن الحلبي قال:
"لقد شكلنا في الماضي وفوداً من رجال الدين وتوجهنا لأصحاب هذه المحال، لكن للأسف لم
نلاق تجاوباً من قبل المجتمع، ويد واحدة لا تصفق، لذا لم نتمكن فيما مضى من وضع حد
لهذه القضايا، ما نأمله اليوم هو التعاون من قبل الشباب والمجتمع لكي نتمكن من ذلك".
أما الشيخ حسن علم الدين أبو صالح فقال:
"مع الأسف لقد انجرفنا مع المدنية الزائفة. لقد تركنا الإيجابيات في المدنية
والتقطنا منها السلبيات".
الشيخ أبو منصور فاضل السيد أحمد أكد على ضرورة التربية، وأن الحل الصحيح لهذه
القضايا، وجميع المشاكل، يبدأ داخل العائلة وبالتربية السليمة:
"قد يقول قائل أنها حرية، ولكن الحرية بدون ضوابط تنقلب إلى فوضى، والفوضى تاريخياً
كانت سببا في تدمير الشعوب. الحرية مطلوبة وهي هدف رئيسي في الحياة، لكن يجب أن
يكون لها إطار منسجم مع حرية المجتمع، بمعنى تنتهي حرية الفرد عندما تبدأ حرية
الجماعة".
وعن الشباب تحدث السيد سميح أيوب فقال:
"هناك شرخ بين المشايخ والشباب والطرفان مسؤولان عن ذلك. هناك قضايا كثيرة يجب
معالجتها وليس فقط قضية المشروب أو الصبايا كما قال أحدهم. أذكركم أنه في تلك
الأيام عندما سافرت بعض الصبايا في منحة دراسية إلى روسيا قاطعتم أهلهن، وها أنتم
اليوم تدعون لهن بالتوفيق لأنهن أصبحن طبيبات ويعالجن نساءكم وبناتكم. تعالوا نبدأ
بالمشاكل من الأول. رخص القيادة: اليوم 60% من النساء لديهن رخصة قيادة، وهن يساعدن
على إعالة أسرهن، وأنتم حتى اليوم تقاطعوهن ولا تحضرون أعراسهن. أنتم لا تشاركون في
الأعراس إذا كان صاحب العرس ينوي إقامة فرح، حتى أنكم لا تشاركون الناس في أعراسهم
عندما يكون العرس «تأهيل»، فإذا كنتم لا تشاركون الناس فكيف تستطيعون التأثير عليهم".
بعد ذلك طلبت الهيئة الدينية تشكيل لجنة من 20 شخصاً يكون نصفها من الشباب ونصفها الآخر من المتدينين، وبدأ بالفعل تسجيل الراغبين بالمشاركة، إلا أن لغطاً واعتراضات على الطريقة التي تتم فيها العملية، واعتراض البعض على القرارات، أدت إلى ارتفاع حدة النقاش، فدبت الفوضى في الاجتماع، ما دعا الهيئة الدينية إلى إلغاء التسجيل للجنة وفض الاجتماع، على أن تقوم الهيئة بنفسها باختيار الأشخاص جميعهم في وقت لاحق.
وفي ذلك قال الشيخ طاهر مختتماً الاجتماع:
"للأسف تفاجأنا أن هنالك آراء لا تتناسب مع آراء المجتمع الداعية إلى الكرامة والشرف، لذلك سوف يختار المشايخ اللجنة بأنفسهم".