التقطت بكاميرا الهاتف المحمول
حزن وغضب شعبي بسبب تأجيل الزيارة للوطن
الجولان - «جولاني» - 11\09\2011
يسود جو من الحزن والغضب الشعبي في قرى الجولان بسبب قيام السلطات الإسرائيلية
بتأجيل الزيارة السنوية إلى الوطن، والذي كان من المفروض أن تبدأ اليوم وتستمر
أربعة أيام.
والمعروف أن هذه الزيارة في غاية الأهمية بالنسبة للأهالي، فبالرغم من أنها زيارة دينية، إلا أنها الفرصة الوحيدة بالنسبة لهم للتواصل مع أهلهم وذويهم داخل الوطن السوري. ويأتي هذا التأجيل (أو الإلغاء) ليحرم المئات من النساء والأبناء والبنات والرجال من لقاء عائلاتهم على الطرف الآخر لخط وقف إطلاق النار، وهو الأمر المحرومون منه منذ أكثر من أربعين عاماً.
ومنذ ساعات الصباح الباكر تجمع العديد ممن كان من المفروض أن يسافروا اليوم إلى الشام ضمن وفد الزيارة، وبينهم عدد كبير من الأمهات والسيدات اللواتي كن يأملن بزيارة عائلاتهن داخل الوطن، تجمعوا في ساحات القرى، بينما سيطرت على الجميع مشاعر الحزن العميق والغضب.
السيد معتز أبو صالح، الذي كان يساعد والدته المتقدمة في السن، والتي كانت مسافرة
ضمن الوفد لزيارة ابنها في دمشق، يقول أن أهالي الجولان يتعرضون للتنكيل والمهانة
بطريقة خبيثة، ووجه اللوم إلى بعض الشخصيات صاحبة القرار في المنطقة وتساءل أين هم
الآن ليأتوا ويشرحوا للناس ما يحصل.
وقال معتز:
"هناك استخفاف واستهتار واضح بأهالي الجولان تضافرت فيه عدة جهات داخلية وخارجية.
الأشخاص المفروض أن يوضحوا ماذا حصل غير موجودين هنا. المفروض أن يأتوا ليس فقط
الآن صباحاً بل من قبل، لأنني اعتقد أن هناك أشخاص يعرفون ماذا يحدث وساكتين.
برأيي لا يجب السكوت عن الموضوع، فهذا حدث غير بسيط؛ هذا حدث يدل على أننا نحن هنا
في الجولان المحتل أصبحنا لعبة بيد الكثيرين وهذا يجب أن يتوقف ويجب أن لا يسكت
الناس عنه.
الناس ذاهبة للقاء أبنائها وأهاليها، تكلفت خلال هذا الأسبوع مشاعر وماديات وجميعنا
نعرف أوضاع الأهالي الصعبة.
أقول دون أن أخجل من أحد: لو كانت هذه الزيارة إلى الوطن على صعيد أوسع من هذا،
ومفهوم ماذا أقصد، لكانت الأمور تغيرت، لكن بما أن الأمر يتعلق بأناس مساكين
محرومين من أهاليهم فهذا ما يحدث.
والدتي مثلاً، وبسبب وضعها الصحي الصعب، يمكن أن تكون هذه آخر فرصة لها لمقابلة
ابنها. هؤلاء الأشخاص الذين يحرمون من الزيارة، أما الأشخاص الباقين الذين يسافرون
لأهداف معينة غير موجودين هنا".
وكانت الداخلية الإسرائيلية قد اتخذت في وقت متأخر من مساء الأمس قرار بـ "تأجيل" الزيارة إلى أمد غير مسمى. ولم تعلل الداخلية قرارها الغريب هذا، وخاصة توقيته الذي نزل كالصاعقة على الأهالي، قبل ساعات معدودة من السفر.