نهاية أو بداية مشروع الوقف.. أو نحن نقف بالوسط ؟
نبيه حلبي - 26\09\2011
ربما بين مرحلتين ..مرحلة تخليص الأراضي وتوزيعها ...ومرحلة تنفيذ المشروع وبداية
تفريغ المحاضر والبناء عليها...
سأتناول هذا الكلام على انه نظرية. والنظرية تبقى نظرية حتى تأتي أخرى و تدحضها
وتحل مكانها. والواقع الذي سيتكون, ويسير مع الأيام يتحول إلى حقيقة, وتاريخ..
نكتبه بكتب التاريخ ونحدثه إلى صغارنا والأجيال القادمة.
فهل هناك ما نحدثه إلى أجيالنا القادمة عن مشروع الوقف في مجدل شمس؟؟؟؟
((نعم)) هو الجواب الصحيح وبكل فخر..لان المشروع بادر إلى إدارته, مجموعة متطوعة من
المشايخ والشباب وأوصلته إلى نجاحات نسبية.. وأنقذت البلد من فشل و فوضى وتخريب
ونزاعات كانت لتحصل لولا حكمة العقلاء وحماس الشباب الحر..
ولأنه ليس الوقت الآن لتخليد نجاحات الأهالي بالمشروع.. لأننا ما زلنا بوسطه..
ولأننا نواجه المرحلة القادمة بتنفيذ المشروع وربما ستكون الأصعب فيه.. فانا اقترح
أن نؤجل الكلام العاطفي والتقييمات الشخصية أو التركيز على سلبيات المرحلة الأولى .
والانتقال اليوم قبل الغد لوضع الخطوط العريضة ومبادئ المرحلة _ 2 _ من المشروع .وهي
التفريغ والبناء.
ولماذا التفريغ ؟؟؟ لأنه يجب أن يكون جماعيا...ولأننا نبني على سفوح جبل الشيخ .
ولأن حفر الصخر مكلف, وعبئ مادي لا يتحمله أكثرية الناس البسطاء ذوي الدخل المتوسط
والمحدود . ولأننا بدأنا المشروع بروح الجماعة وسنكمله بذات الروح .
في اللحظة التي استلم فيها الشاب "فلان" شفعته بدأ يفكر من أين سيأتي بعشرات آلاف
الدولارات, ثمن عمل البايكر في التفريغ حتى يستطيع البدء في البناء. وكم سنة عمل
سيقضيها من عمره لتجميع هذا المبلغ.؟؟ وبدأ يبحث بين جيرانه المحظوظين مثله بحصولهم
على شفع .ليجد من هو أكثر حظا منه وعدد الصخرات عنده اقل من تلك التي وجدها في
محضره. فيكتشف أن الجميع تقريبا أصابهم نفس الحال ويفكرون بصمت مثله بمشكلة تكاليف
التفريغ.
قبل سنتين ومع بداية المشروع ..أطلقت فكرة التفريغ الجماعي, وكتبت عنها الكثير من
المقالات وقدمت مداخلة اقتصادية تبين جدوى أن يتعاون كل من سيحصل على شفعة مع
الآخرين, في توزيع عبئ التفريغ على الكل.. ليتمكن الفرد من توفير مبالغ كبيرة
يرصدها للبناء بدل أن يدفعها إذا ما قرر التفريغ منفردا. ويمكن للجميع العودة إلى
ذلك المقال الذي عالج موضوع الجدوى الاقتصادية من التفريغ الجماعي للمشروع ليجد
فيها الكثير من التفاصيل.. والتي لم أجد لها مكانا في إيرادها بهذا المقال.
وملخص تلك المداخلة أن... صاحب الشفعة هو صاحب سهم في جمعية اقتصادية تشتري ثلاث
بواكر... يكون بالجمعية شريكا مع حوالي ألف مشارك غيره, حصلوا على شفع.. يدفع ما
مقداره 300 شيكل شهريا, لمدة خمس سنوات... ويحصل على شفعة مفرغة ..ويوافق على وجوده
ضمن سلم أولويات,, يتم التفريغ من خلاله حسب حاجة وجاهزية الفرد لاستلام شفعته .ويتم
تفريغ 100 شفعة سنويا .ولمدة العشر سنوات القادمة..
وليس هذا فقط....
في المرحلة القادمة يجب أن يدار المشروع من قبل المهنيين وليس الوجهاء والمتطوعين .ويعطى
كل صاحب اختصاص دوره في انجاز المشروع.والمهنيين المقصودين هم:
1..المهندسون..فالمشروع هو هندسي بامتياز . وهو,, مخططات ومساحة وشوارع وحدائق
ومرافق عامة وغيرها... فأين هم مهندسونا باقتراحاتهم وإشرافهم على المرحلة _ب_من
المشروع؟؟؟
2..الاقتصاديون..ومعهم الإداريون, وما أكثرهم دارسي الإدارة والاقتصاد في بلدنا.
أوليس المشروع بحاجة إلى فرع الإحصاء.. ليوفر جداول بحالات الناس وطلباتهم وأوضاعهم,
لينسق ترتيبهم وفق جدول أولويات ؟؟ وأليس بحاجة لإداريين متخصصين لإدارته؟؟وأيضا
أليس بحاجة لاقتصاديين يضعون جدوى اقتصادية متكاملة للمشروع بكل مراحله واحتياجاته؟؟؟
فأين كل هؤلاء؟
3..المحامون.. ماذا سيفعل "فلان" بشفعته وكيف سيحصل على ترخيص في البناء؟هل سيتوجه
"للمنهال" ليوقع لهم على طلبهم باعتبار الأرض لهم وهم سيمنحونه حق استئجارها ؟ أم
أن محاموا المجدل سيوفرون له غطاء قانوني ومرافقة تمنحه الحق والقدرة على البناء
دون تعرضه لملاحقات قانونية.اوليس نحن بحاجة لتنظيم أمور جمعيتنا القانونية
والتعاقد فيما بيننا على التشارك في انجاز المشروع. وبناء علاقة قانونية مع المجلس
المحلي وباقي مؤسسات الدولة ؟
4..المحاسبون..ونحن نتحدث عن مشروع فيه مال ومدفوعات ومصروفات.. فالأفضل أن لا ننسى
وضع المشروع بأيدي مهنيين وماليين ومحاسبين يتقنون فن التعامل بشفافية مع أبناء
بلدهم, وفن تخريج المشروع ضريبيا, وفن إدارته ماليا.. بيننا كمساهمين ومشاركين وبين
البنك والمؤسسات المختصة.
ألسنا بحاجة لأن نضع نخبة من كل هؤلاء, بلجنة واحدة تستكمل إدارة المشروع؟؟؟؟؟؟
أعود واذكر بان ما اكتبه هو نظرية.. .فكرة... يبقى تحويلها إلى واقع رهن بمدى إيمان
الناس بها.
ولكن أجد أن لا مفر من التعاون في إتمام المشروع جماعيا, وبروح متجددة.. واعية
لمعضلات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمشروع والناس..وأنا سأبقى أراهن
على محبة الأهل لبعضهم البعض, ولبلدهم, وعلى ثقتهم يبعضهم البعض.وأرجو من الجميع أن
يقف كل واحد من أرضه وعلى أرضه, ليقول كلمته ويتصل ويبادر وينسق للمرحلة القادمة...
فهذه بلدنا.. وهذا هو مستقبلنا الذي نبنيه اليوم. وسنحدث أبنائنا وأحفادنا عنه بكل
فخر واعتزاز..