تفاح الجولان.. موسم متواضع هذا العام
الجولان - «جولاني» - 29\09\2011
بالرغم من أن هذا الوقت من العام هو ذروة موسم التفاح، إلا أن القادم
إلى الجولان هذا العام لا بد أن يلاحظ خطباً ما. فلا حركة نشطة في برادات التفاح،
ولا على الطرقات الزراعية، التي عادة ما تعج بحركة التراكتورات الزراعية، التي
تجر خلفها العربات، فتأتي مليئة لتعود فارغة إلى البساتين ليعاد ملؤها من جديد.
عاملة
في أحد البرادات في بقعاثا
هناك إجماع بين المزارعين بأن موسم التفاح هذا العام ليس بأحسن أحواله، مع أن التقديرات تختلف من مزارع للآخر، وهذا ربما طبيعي لاتساع رقعة المنطقة المزروعة بالتفاح، ومعها اختلاف الظروف الموضوعية لكل منطقة ومنطقة. وهكذا اختلفت تقديرات المزارعين في الجولة التي قمنا بها اليوم على البساتين انطلاقاً من بقعاثا مروراً بمسعدة ووصولاً إلى مجدل شمس. فهناك من قدر الكمية لهذا العام بـ 25% من المتوسط السنوي، وآخرون أكثر تفاؤلاً كانت تقديراتهم 50%، وهذا بالطبع يدل على الإجماع بأن موسم التفاح لهذا العام يعد من أسوأ المواسم التي مرت على المزارعين.
الدكتور
حسين القيش.. طبيب ومزارع...
الدكتور حسين القيش، شأنه شأن معظم مزارعي الجولان، فهو يمارس عمله الأسسي كطبيب
أسنان، لكنه يقول أنه يعمل في الأرض فقط من منطلق المحافظة عليها، وهي التي ورثها
من والده. وعن الموسم لهذا العام يقول الدكتور حسين:
"الموسم هذا العام نسبة إلى العام الماضي سيء جداً، فالكمية لا تتجاوز 30%، في الحد الأعلى. تكلفة المزارع ثابتة بغض النظر عن الكمية، بل أن
التكاليف ترتفع من عام لآخر، لأن الأسعار ترتفع، وخاصة أسعار المياه. فالعمل في
الأرض هو فقط من أجل المستقبل ومن أجل المحافظة على الأرض، فهي عملية غير مربحة
وإنما قضية مبدئية وقضية ارتباط بالأرض. بالنسبة لي فأنا أملك 5 إلى 6 دونمات، وأنا
لا أعتمد في معيشتي عليها، ولكن يجب المحافظة على التفاح والمياه.
يعطونا سنوياً 200 م3 من المياه للدونم، وهذه كمية قليلة جداً، فالأخصائيون يقولون
أن الحد الأدنى من المياه المطلوب لدونم التفاح سنوياً هو 500 م3. طبعاً هذا عدا عن
مرض الجرب الذي هاجم التفاح هذا العام، وهذا يتطلب دراسة من مهندسينا الزراعيين
لإيجاد حل له.
الأزمة الكبرى أنه إذا لم يكن تفاح فإن البرادات ستكون فارغة هذا العام، وهذا يراكم
الأزمة لأن البرادات مملوكة من قبل المزارعين أنفسهم. أنا عضو في لجنة أحد البرادات،
ولدينا هنا في بقعاثا عادة تمتلء البرادات بأكثر من 60% من استيعابها الكلي، وهذا
العام لن يكون هناك أكثر من 40%، وهذا لن يكفي مصاريف هذه البرادات.
هذه السنة صعبة جداً، فأتمنى أن يتم هذا العام أيضاً إرسال التفاح إلى الوطن، لأن
هذه العملية تحافظ على سعر التفاح، وأتمنى أيضاً أن يتم رفع السعر لتعويض المزارعين.
أتمنى أن يكون العام القادم عام خير وبركة، وأن لا نرسل تفاحنا إلى الوطن – بل أن
نكون داخل الوطن ونبيع تفاحنا بأنفسنا في سوق الحميدية".
مزارعَيْن
من بقعاثا: ثلث الموسم هذا العام
بعض المزارعين الذين التقيناهم في أحد البرادات في بقعاثا أكدوا أن الكمية هذا
العام لا تتجاوز ثلث الكمية المعتادة، فقال أحدهم:
"هذا العام بالكاد توجد ثلث الكمية التي قطفناها العام الماضي، وهذا لا يعيد مصاريف
المبيدات والمياه التي دفعناها من جيبنا، ولموسم مديون للعام القادم".
مزارع مخضرم آخر قال:
"سندفع بالتأكيد من جيبنا هذا العام، لأن الموسم قليل جداً. ليس بوسعنا فعل أي شيء.
إذا لم يتلق المزارعون مساعدة فسيدفعون الثمن غالياً، ولن يكون بمقدورهم سداد أثمان
المبيدات والمياه".
نبيه
أبو زيد مدير براد المجدل
السيد نبيه أبو زيد من براد المجدل أكد ما يقوله المزارعون، عازياً ذلك إلى سببين
أساسيين:
"من الصعب أن تمتلئ البرادات في الجولان هذا العام، فهناك نقص كبير في التفاح. هناك
عدة أسباب لهذا النقص: السبب الأساسي هو قلة المياه والري العام الماضي، والسبب
الأخر هو كثر الثمر العام الماضي، والمزارعون لم يقوموا بعملية التفريد كما يجب،
وهذا أدى إلى موسم قليل هذا العام لا يتجاوز الـ 50%.
أمر إضافي آخر هو تدني الجودة بسبب الجرب الذي ضرب الموسم".
عاملة
في براد السلام في مسعدة
بعض الأخصائيين يضعون اللوم على التقاليد الزراعية الغير علمية التي ينتهجها
المزارعون، ويؤكدون أنه لو تم العمل حسب الإرشادات الزراعية الصحيحة لكانت جميع
المواسم ثابتة، ويضمن ذلك عمليات التفريد، والمبيدات، والري، بالإضافة إلى مجهود
خاص خلال فترة الإزهار، وهذا ما لا يحدث.
وبرد الأخصائيون على المزارعين الذين يضعون اللوم على قلة المياه بالقول أن هناك
مناطق لا تعاني من قلية المياه، مثل منطقة المرج القديم الذي يرتوي من مياه «رأس
النبع»، ومع هذا نفس المشكلة قائمة هناك، وهذا يعني أن أسباب أخرى غير المياه تقف
خلف الأزمة".