زحمة السير أمام المدارس.. معضلة بلا حل
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 04\10\2011
ربما كنا قد تطرقنا لهذا الموضوع مرات كثيرة في السابق، ولكن بقاءه دون حل كل هذه
السنين يفرض إعادة طرحه من جديد، حتى يتم إيجاد حل يحفظ سلامة الطلاب وكرامة
الأهالي في نفس الوقت.. إنه موضوع زحمة السير أمام المدارس..
يعتبر إيصال الأبناء إلى المدرسة صباحاً وأخذهم منها بعد الظهر مهمة عسيرة، نظراً
لزحمة السير وحالة الفوضى التي تسود المكان، في جميع المدارس دون استثناء، وهو ما
أصبح أمراً لا يطاق، وبدت الأصوات تعلو بصورة أكثر حدة من قبل لإيجاد حل لهذا الوضع.
كل هذا وما زلنا في فصل الصيف، فكيف الحال عندما يأتي الشتاء، وتصبح زحمة السير
أضعافاً مضاعفة، حيث سيتضاعف عدد الأهلي الذين يوصلون أبناءهم إلمدرسة بالسيارة،
لأن القدوم إلى المدرسة سيراً على الأقدام في ظرف الطقس في منطقتنا يصبح أمراً
مستحيلاً.
لقد تعاطينا مع هذا الموضوع كثيراً، وأصبحت الحلول معروفة، لكن تطبيقها هو المشكلة،
واللوم يقع قبل كل شيء على الأهالي الذين لا يتجاوبون مع الحلول، ثم مع السلطة
المحلية التي لا تبذل جهوداً كافية لذلك.
لقد تعاطت لجان أولياء الأمور مع هذه المشكلة على مدى سنين، وتوصلت إلى أن الحل
الأفضل يتمثل بتسيير حافلات تقل الطلاب من بيوتهم إلى المدرسة وبالعكس. لكن تسيير
هذه الحافلات غير ممول من قبل السلطات، ذلك أن القانون يمول الحافلات فقط في حالة
بعد المدرسة عن البيوت أكثر من 3 كيلومترات، وهو الأمر الغير متوفر في قرانا. وقد
نجحت اللجان في إحدى السنوات بإقناع المجلس المحلي بتمويل قسم من التكلفة، على أن
يدفع الأهالي القسم الآخر منها. لكن الأهالي، وللأسف الشديد لم يدفعوا المطلوب منهم،
وهو ما أدى إلى توقف المشروع.
إن إحجام الأهالي عن الدفع يبقى أمراً غير مفهوم، مع العلم أن القضية حسبت بدقة،
وتوصلت اللجان إلى أن تكلفة توصيل الأبناء إلى المدرسة بالسيارة الخاصة أعلى بكثير
من المبلغ الشهري الذي سيدفع للباص، ومع هذا لم يدفع الأهل!!!
بعد فشل مشروع الباصات حاولت اللجان إيجاد حل آخر، واقترح أحدهم تنظيم عملية السير
أمام المدارس، على أن تكون حركة السير باتجاه واحد، يعني أن يكون هنا تفاهم غير
ملزم بأن يتقدم الأهالي بسياراتهم إلى المدرسة من جهة واحدة، ويغادروا من الجهة
الثانية، وبذلك نضمن عدم الاحتقان وتعطل حركة السير، لكن ذلك لم ينفع أيضاً لأن
الأهالي لم يلتزموا بذلك.
هناك إجماع بأن اللوم يقع أولاً وآخراً على الأهالي، فلو اتفقوا هلى نظام معين،
وغير مهم ما هو هذا النظام، لوضعوا حداً للفوضى ولأصبحت الأمور أسهل بكثير، ولو أن
الأهالي توقفوا عن بعض التصرفات الغير مسؤولة، كإيقاف السيارة بطرقة غير سليمة
وتعطيل حركة السير في انتظار قدوم الابن أو الابنة من داخل المدرسة، وكأن لا وجود
للآخرين، وكأنهم هم الوحيدون الذين لديهم أبناء في المدرسة، لو فعلنا ذلك، ربما
لكانت الأمور أفضل بكثير...