لماذا اختفى «معقود» التفاح والسفرجل من بيوت الجولانيين?
«جولاني» – 06\10\2011
أذكر عندما كنت صغيراً أن بيتنا لم يكن يخلو من الـ "معاقيد" بأنواعها، وعلى رأسها
التفاح - ملك الـ "معقود" – ثم السفرجل والتين والباذنجان، وغيرها من أنواع المربى،
التي كانت أمي تحضرها كل عام للعائلة وللضيوف على السواء، وكان هذا تقليدا في كل
البيوت الجولانية – تقليد جميل اختفى في السنوات الأخيرة دون حتى أن يلاحظ أحد ذلك.
غني عن التعريف أن الجولان غني بالتفاح والسفرجل والتين والعنب، وأن كل بيت كان في
السنوات السابقة يمتلك بستاناً أو قطعة أرض مزروعة بهذه الأشجار المثمرة، وكان من
الطبيعي أن يقوم الناس بتصنيع هذه الفواكه لحفظها لفترات طويلة، وتناولها في فصل
الشتاء. ولهذا السبب تعلم الجولانيون مع الوقت صناعة المربى من هذه الفواكه، أو كما
تسمى العملية باللهجة الجولانية "تعقيد" الفواكه، وصناعة "المعقود" منها، بطرق
وأساليب متعددة، فأصبحت هذه القضية جزءا من الموروث الذي تناقلته البنات من الأمهات،
وجزءا من وظيفة ربة البيت التي اقتضت تحضير مؤونة الشتاء، قبل ظهور السوبرماركتات
والغذاء المصنع والمعلب، وقبل خروج ربات المنازل إلى العمل، وشبه الانقراض لمفهوم "المونه"
لدى ربات المنازل في عصرنا.
لدى معظمنا فائض كبير من التفاح والكرز، على الأقل، عدا عن الأجاص والدراق والخوخ
والتين والعنب، وهي جميعها منتشرة في بساتيننا وحقولنا وفي حدائق بيوتنا، كجزء من
البيئة الجولانية، فلماذا لا نقوم
بتصنيع هذه الفواكه على صورة مربى (معقود)، ونحن الذين نرمي سنوياً أطناناً من هذه
الثمار بسبب تدني الأسعار وصعوبة التسويق، وخاصة الكرز والتفاح؟!
موقع «جولاني» يحاول من خلال زاوية خاصة إعادة إحياء تراث المربى والمعقود، وذلك من
خلال استرجاع ونشر الوصفات التي كانت أمهاتنا وجداتنا تستخدمنها
لتعقيد وتجفيف الفواكه، لذا نتوجه لكل من لازال يعرف هذه الوصفات الأصلية القديمة (تفاح،
سفرجل، تين، باذنجان، كرز، زبيب، خل العنب الأصلي...)، أن يتوجه إلينا عبر الهاتف:
4446401 – 052، أو عبر البريد الإلكتروني nabeeh@jawlany.com، لكي نقوم بنشر هذه
الوصفات للجمهور.