مواطن
يحاول إخماد الحريق "ببربيش"!!!
حريق السيارة يكشف
ضرورة اتخاذ إجراء ما..
نبيه عويدات - 22\11\2011
شهدنا يوم أمس احتراق سيارة في البلدة وكيف قام الأهالي بإخماد الحريق بعدما تأخر
حضور الإطفائية لأسباب لم تعرف بالرغم من استمرار الأهالي بمصارعة الحريق لقرابة
الساعة.
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو لماذا يضطر الأهالي إلى المخاطرة بحياتهم وسلامتهم
لإطفاء حريق في الوقت الذي من المفروض أن تقوم بذلك جهة مختصة متدربة ومؤهلة للقيام
بمثل هذه المهمة.
إن الذي دفع الأهالي للمخاطرة هو احتراق السيارة على مقربة من البيوت واحتمال
انفجارها وتعريض المواطنين للأذى، خاصة وأن سائق السيارة قال أنها تعمل على الغاز
وأن الاسطوانة مليئة، وهو ما من شأنه التسبب بانفجار كبير.
لقد حاول الأهالي في بداية الأمر استخدام "برابيش" المياه من المنازل المجاورة،
ودلاء الماء، لكنها كانت أضعف من أن تخمد الحريق، ثم تم التنبه إلى وجود فتحة مياه
معدة للإطفائية في مخزن تابع للمجلس المحلي قرب المكان، لكنه تبين أن الخرطوم
الموجود هناك أقصر من أن يصل إلى مكان وجود السيارة، فقام الأهالي "بتطويله" بصورة
ما، بعد جهد جهيد، ليساهم بصورة أساسية في إخماد الحريق، ولولا ذلك لربما تعذر
إخماده، ولربما تعرض الأشخاص الذين قاموا بعملية الإخماد للأذى...
لقد مر الحريق على خير، لكن ما شاهدناه أمس يدق ناقوس الخطر في حال تكرار الأمر،
وهو ما يدفعنا إلى التساؤل كيف لنا أن نتجنب ذلك..
الجواب البديهي الذي قد يتبادر إلى ذهن كل واحد منا هو: لماذا لا توجد إطفائية في
بلدة كبيرة مثل مجدل شمس يزيد عدد سكانها عن تسعة آلاف نسمة؟
لا نريد الخوض في ذلك.. ولكنه إذا تعذر وجود مثل هذه الإطفائية، فلماذا لا يتم
العمل على تدريب بعض الأشخاص على القيام بمثل هذه الأعمال؟ ولماذا لا تجهز معدات
أساسية ضرورية لإخماد الحرائق، قد لا تكون تكاليفها باهضة؟
الخرطوم..
نقصة بضعة أمتار فقط.. والبعض يحاول المساعدة على تطويله
اقتراح عملي لتدارك الخطر في المستقبل:
1. هناك فتحات مياه خاصة للإطفائية منتشرة في جميع أنحاء البلدة، والمطلوب هو تجهيز
خرطوم مياه طويل بما يكفي لاستخدامه حين حدوث حريق في أي مكان (ربما يكون في سيارة
أو في بيت أو محل تجاري)، يتم وصله بإحدى هذه الفتحات واستخدامه لإخماد الحريق.
2. اقتناء بعض المعدات الأساسية لإخماد الحرائق، وهي معدات لا تكلف الكثير وليست
بحاجة إلى ميزانية خاصة.
3. تدريب بعض عمال المجلس لإكسابهم المعرفة الأساسية في كيفية التعامل مع الحريق
وإطفائه، وهذا لا يحتاج إلى مجهود كبير وميزانية كبيرة، ولا إلى توظيف أشخاص جدد،
فهؤلاء العمال يقومون أصلاً بأعمال مختلفة ومتنوعة ويمكن أن يكون لهم دور أيضاً
بالمساعدة في إخماد الحرائق.
4. هناك الكثير من الشباب من البلدة الذين تلقوا تأهيلاً لإخماد الحرائق، وهم
يقومون بالتطوع هنا وهناك، ودون مقابل، فلماذا لا يتم تسجيلهم كمتطوعين لخدمة
بلدتهم ويتم استدعاؤهم في حال حدوث حريق.
أعتقد أن هذه الأمور البسيطة، التي لا تكلف شيئا، بل القليل من الجهد والتنظيم فقط،
يمكنها أن تجنبنا حدوث مأساة لا سمح الله في حال حدوث أمر مشابه في المستقبل.