عنف في ثانوية مسعدة
على خلفية قروية
مسعدة\الجولان - «جولاني» - 21\12\2011
وقعت أعمال عنف جسدي في ثانوية مسعدة ظهر اليوم بين مجموعة من الطلاب، وصفت بأنها
على خلفية قروية، أدت إلى استدعاء الشرطة، التي اعتقلت عددا منهم، وإرسال باقي
الطلاب من جميع القرى إلى بيوتهم.
الأحداث المؤسفة وقعت بينما كانت المدرسة تحتفل بتكريم فريق الجري الذي فاز بالمركز الأول في مسابقة الجري القطرية بحضور لجنة أولياء الأمور وعدد من الأهالي. فبعد انتهاء حفل التكريم مباشرة، وبينما كان الطلاب يدخلون إلى صفوفهم، وقع شجار شارك فيه عدد من الطلاب بعضهم من بقعاثا والبعض الآخر من مسعدة، اضطر المعلمين إلى التدخل لفضه. ثم قامت المدرسة باستدعاء الشرطة التي حضرت وقامت باعتقال 11 طالباً، يعتقد أنهم مسببي الشغب، ثم اقتادتهم إلى محطة الشرطة في كتسرين، حيث لا يزالون رهن الاعتقال إلى لحظة كتابة هذه السطور. بعد ذلك تم إرسال باقي طلاب المدرسة إلى بيوتهم تحت إشراف المعلمين والشرطة.
المدرسة
خالية من الطلاب بعد إرسالهم إلى بيوتهم
إدارة المدرسة عقدت اجتماعاً فوريا، حضره
بالإضافة إلى الهيئة التدريسية مفتش التربية والتعليم السيد جلال الأسعد ولجنة
أولياء الأمور، تم خلاله تدال الموضوع والاتفاق على برنامج عمل تربوي يعمل به
لمعالجة آثار الحادثة مباشرة بعد عودة الطلاب من العطلة الفصلية التي تبدأ اعتبارا
من يوم غد.
نشير إلى أنه يتعلم في ثانوية مسعدة 530 طالباً من قرى مسعدة وبقعاثا وعين قنية،
وأنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها أحداث شغب على خلفية قروية. فقد سبق وأن
وقعت مثل هذه الأحداث أكثر من مرة، تسببت قبل ثلاث سنوات بإغلاق المدرسة لمدة ثلاثة
أيام، بعد إعلان الإضراب من قبل الأهالي احتجاجاً على ذلك.
السيد نايف البطحيش، رئيس لجنة أولياء الأمور في المدرسة، تحدث عما حدث اليوم فقال:
"دعينا إلى المدرسة اليوم للمشاركة في الاحتفال بتألق مجموعة من طلاب المدرسة في
مسابقة الجري، حيث فاز الفريق ببطولة الجري على المستوى القطري، وهذا فخر كبير لنا
أن نحتفل معهم بهذه المناسبة. الاحتفال استمر نصف ساعة، وبعد دخولنا إلى المدرسة
والسعادة تغمرنا لنقيم هذا الحدث، دعينا من قبل الإدارة إلى الساحة وأخبرنا أن هناك
شجاراً بين طلاب بقعاثا ومسعدة، فخرجنا إلى الساحة، لجنة أولياء الأمور والمعلمون،
فوجدنا المناوبين يحاولون الفصل بين الطلاب، فساعدناهم على تهدئة الأمور وإعادة
الطلاب إلى الصفوف. لم نتمكن من معرفة الأسباب أو من تسبب بنشوب الشجار، فكان هناك
أكثر من 300 طالب في الساحة. كانت هناك حالة من الهلع والخوف بداخل المدرسة، وهو ما
دفع الإدارة إلى دعوة الشرطة إلى المدرسة لضبط الأمور، إذ كان من الصعب علينا كلجنة
أولياء أمور ومربين أن نضبط الأمور، فقسم من الطلاب دعا أهاليهم، وقسم منهم جاء
يتهجم وهذا سبب لنا إشكالاً، وفقط وصول الشرطة مكن من ضبط الأمور. ننوه إلى نقطة
مهمة وهي أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها خلافات بين الطلاب، ولكن ما يجدر
ذكره أن هذه الأحداث تأتي من خارج المدرسة، حيث تبدأ المشكلة قبل يوم أو يومين خارج
المدرسة ثم تتسر إلى داخل المدرسة وتتسبب بكل الأمور التي شاهدناها اليوم.
كان لنا كلجنة أولياء أمور اجتماع اليوم في المدرسة مع مفتش التربية وضباط من
الشرطة، وطلبنا من الشرطة أن لا يفتح لأي من الطلاب ملف يمكن أن يسيء له في مستقبله،
فنحن نعرف ما هي مخاطر ذلك على مستقبلهم، ولذلك طلبنا بالاكتفاء بتوجيه تنبيه
للطلاب الذين تم أخذهم ولأهلهم من قبل الشرطة لكي لا تتكرر هذه الحادثة.
طبعاً، متابعة لهذا الموضوع كان هناك اجتماع مع الهيئة التدريسية ومفتش التربية وتم
اقتراح بعض الأمور التي من شأنها أن تؤثر إيجابا في هذه القضية في المستقبل، على أن
يعمل بها مع بدء التعليم بعد العودة من العطلة الفصلية.
ما أراه أن المربين والمدرسة يقومون بدورهم على أكمل وجه ولكن هناك تقصير كبير من
قبل الأهالي، الذين لا يزرون المدرسة ولا يتابعون أبناءهم بصورة دائمة، والأخطر هو
عندما تشتكي لأولياء الأمور، فبدل أن يقفوا معك بهذا الظرف وإلى جانبك يدخلون كجزء
من الخلاف ونضطر إلى إن نعمل على تهدئتهم هم.
وهنا نلفت النظر إلى التناقض في موقف الأهالي وعقليتهم، فأحد أولياء الأمور من
مسعدة، وهو سامر البطحيش، كان قد دعا في وقت سابق طلاب صف ابنه، من جميع القرى، إلى
حفلة في بيته، وابنه كان موجوداً ضمن الطلاب الذين أخذتهم الشرطة إلى كتسرين، إلا
أنه أصر أن يستضيف الطلاب في بيته، وقال لهم أنه إذا ثبت أن ابنه متورط في القضية
وله علاقة بإثارة الشغب في المدرسة فهو يرغب بأن يحصل على عقابه، فهذه المدرسة تهمه
وهو يعتبر كل الطلاب أبناؤه، وأخذ بقية الطلاب من بقعاثا وعين قنية ومسعدة إليه إلى
البيت وأقام لهم مأدبة غداء في الوقت الذي كان فيه ابنه محتجزاً في محطة الشرطة في
كتسرين.
السيد يوسف بشارة، وهو عضو في لجنة أولياء الأمور، قال تعليقاً على الحدث:
"المعروف أن العملية التربوية تقوم على ثلاثة عوامل، التي هي الأهل والطلاب والهيئة
التدريسية، وعندما تنجح العملية التربوية، فهذا دليل على أن هذه المركبات تقوم
بدورها كما يجب، لكن عندما يكون هناك خلل فإنه دليل على أن هناك تقصير من أحد
المركبات. الظاهر أن الهيئة التدريسية تقوم بواجبها ولا تقصر وكذلك الطلاب، فيبقى
أن بعض الأهل لا يقومون بدورهم كما يجب. آمل من كل الأهالي أن يعرفوا الحقائق قبل
كل شيء، وأن لا يعتبروا أبنهم بريئاً وبقية الطلاب مذنبين قبل أن يعرف الحقيقة،
يتأنى ويستوعب الموضوع، فهو لصالح ابنه ولصالحه بالدرجة الأولى عندما يحاسب ابنه
على الخطأ، هذا الشيء أتوقع أنه يساعد ويمنع هكذا إشكالات في المستقبل".