الدكتور
أكرم الصفدي - طبيب عائلة
هل ينصح بأخذ اللقاح ضد مرض الانفلونزا؟
مجدل شمس \ الجولان - «جولاني» - 01\11\2008
موقع «جولاني» التقي الدكتور أكرم الصفدي في عيادته في مجدل شمس، وسأله عن اللقاح
ضد مرض الانفلونزا (أو كما درجنا على تسميته - Grippe - جريب \ غريب\ كريب)، الذي بات
ينصح به بشكل كبير مؤخراً مع قدوم فصل الشتاء، ومدى مصداقيته.
س: بداية ما هو هذا المرض وكيف ينتشر ويصيب الإنسان؟
ج: الانفلونزا البشرية عبارة عن مرض فيروسي يسببه فيروس الانفلونزا A'B، وهو مرض
معدي ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق التنفس أو السعال والعطس. ينتشر هذا المرض فقط
في أشهر الشتاء، من شهر تشرين أول وحتى شهر شباط. الفيروس يصيب الجهاز التنفسي
بالأخص ويسبب الزكام والسعال وارتفاع درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى ألم في
المفاصل، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات عديدة، منها التهاب الرئة، التهاب الجيوب
الأنفية، ولدى الأطفال بالإضافة لما ذكر يسبب التهاب الأذن الوسطى، ويؤدي إلى
الرجفة الحرارية نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير.
من مضاعفاته الخطيرة أنه يهيّج الأمراض المزمنة، كالربو والسكري وأمراض القلب
وأمراض الرئة، مما يؤدي بالمريض لدخول المشفى وأحياناً يسبب الوفاة.
س: كثر النصح مؤخراً باللجوء إلى التطعيم (اللقاح) ضد هذا الفيروس، فما مدى مصداقية
ذلك؟
ج: اللقاح هو الطريقة المثلى لمكافحة الفيروس والحد من انتشاره. فقد أكدت الأبحاث
أن اللقاح خفف بنسبة 60% دخول المرضى المصابين بهذا الفيروس إلى المستشفى، وخفف
بنسبة 80% حالات الوفاة نتيجة المضاعفات الناتجة عنه، وهذا مؤشر مهم جداً ونسب
عالية الأهمية.
من المهم أخذ هذا اللقاح كل سنة، لأن المناعة في الجسم بعد اللقاح أو بعد الإصابة
تستمر لستة أشهر فقط.
س: هل تنصح كل الأشخاص بأخذ هذا اللقاح؟
ج: ينصح بأخذ اللقاح لكل إنسان يرغب في التلقيح ضده، وذلك لكي نحد من انتشار هذا
الفيروس، ويوصى بشكل خاص بأخذه للأشخاص أو الحالات التالية:
- كل الأطفال من سن ستة أشهر وحتى خمس سنوات.
- كل الأشخاص من عمر 65 سنة فما فوق، حتى الأصحاء منهم.
- ينصح كذلك بأخذه لجميع النساء الحوامل، في كل فترات الحمل، وبعد الإنجاب - كي
نمنع نقل الفيروس للأطفال الرضع والصغار.
- لكل من يعاني من مرض مزمن كضغط الدم العالي، السكري، الربو، مرض التهاب الرئة
الانسدادي المزمن، مرض فشل عضلة القلب، وأمراض الكلى المزمنة والمصابين بالأورام
الخبيثة.
س: هل لهذا اللقاح أعراض جانبية أو مضاعفات؟
ج: كما هو معروف لكل تدخل طبي يمكن أن تكون مضاعفات، ولكن في هذا اللقاح فهي نادرة
جداً. المضاعفات ممكن أن تكون كالتالي:
- احمرار موضعي وانتفاخ في مكان إعطاء اللقاح، ولكن سرعان ما يختفي خلال يومين.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم ووجع عضلي ومفصلي مؤقت ينتهي خلال يومين.
- تحسس لدى الأشخاص الذين يتحسسون عادة من أكل البيض.
س: يقول البعض أنهم أصيبوا بالمرض بالرغم من أخذهم اللقاح المذكور، فهل هذا وارد؟
ج: لا يمكن أن يصاب الإنسان من اللقاح نفسه – هذا غير وارد. قد تكون الصدفة أن هذا
الإنسان قد أصيب بالمرض مباشرة قبل أخذه اللقاح، ولكنه لم يكن يعلم بذلك لأن أعراض
المرض لم تظهر بعد، أما إذا أخذ اللقاح قبل الإصابة فلا يمكن أن يصاب الإنسان به،
وهذا أمر مؤكد. هناك بعض الحالات التي أصيب فيها هؤلاء بفيروس آخر لديه علامات أو
أعراض مشابهة لفيروس الانفلونزا، وبالتأكيد إصابتهم ليست من اللقاح.
س: هل توجد فيروسات أخرى تشبه الانفلونزا؟
ج: نعم هناك أعداد كثيرة من الفيروسات التي تؤدي إلى السعال والرشح كالانفلونزا،
ولكنها موجودة طيلة أيام السنة وإصابتها أسهل من الانفلونزا.
س: ختاماً، هل تنصح بأخذ اللقاح؟
ج: أنصح كل شخص بأخذ هذا اللقاح لأن بذلك فائدة كبيرة لمنع انتشار الفيروس ومنع
مضاعفاته التي ممكن أن تكون قاسية جداً لبعض الأشخاص.