الطلاب يتلاعبون
بالأهالي والمدارس وينظمون بدهاء تعطيل العملية التعليمية
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 15\01\2012
باستثناء المدرسة الإعدادية، بلغت نسبة الغياب في مدارس مجدل شمس اليوم قرابة الـ
50% من الطلاب، "بحجة الثلج"، ما أثار غضب مدراء المدارس والهيئات التدريسية، الذين
اعتبرا هذا الغياب غير مبرر ومضر بالعملية التربوية. المدرسة الإعدادية عالجت
القضية بالاتصال، صباحاً، بالغائبين شخصياً من قبل مربي الصفوف.
غياب الطلاب في مثل هذه الحالات يتكرر في السنوات الأخيرة، أي بعد عاصفة ثلجية، أو
عندما يشاع نبأ عاصفة ثلجية، دون أن تستدعي ظروف الطقس ذلك، أو لأسباب أخرى غير
موضوعية، وهو ما يؤدي إلى خسارة الكثير من الأيام التعليمية.
المدرسة الإعدادية لم تستسلم لتصرف الطلاب هذا، حيث أقيمت "غرفة عمليات" لمعالجة
المشكلة، فبعد أن بدأ اليوم بغياب 200 طالب من أصل 500، تمكنت المدرسة من استدعاء
جميع الطلاب الغائبين من بيوتهم، باستثناء بعض الطلاب المرضى، لتسير العملية
التعليمية بصورة عادية.
وقد تحدثنا مع السيد أيمن الصفدي، مدير المدرسة الاعدادية، الذي قال أن الأمور وصلت
حداً لم يعد بالإمكان السكوت عنه. لقد عانينا في السنة الماضية من هذه الظاهرة
وقررنا القضاء عليها، لذا وضعنا خطة مدروسة مسبقاً لكيفية التصرف في مثل هذه
الحالات، وقد نفذناها اليوم بنجاح تام.
وأوضح السيد أيمن، إن ما يحدث هو أن الطلاب يقومون بالاتفاق فيما بينهم، بواسطة
الفيس بوك، على الغياب عن المدرسة، وهم بذلك يفرضون أمراً واقعاً، فعندما يغيب 40%
أو 60% من الطلاب تتعطل العملية التعليمية.
أما عن الخطة التي اتبعتها المدرسة فيقول السيد أيمن أنها كانت على النحو التالي:
"اليوم عند حضورنا إلى المدرسة صباحاً حدث ما توقعناه، حيث تغيب 200
طالب عن المدرسة. عندها بدأنا بتنفيذ الخطة، وهي الاتصال بأهالي
الطلاب، فقام كل معلم بالاتصال بأهل طلاب صفه وإعلامهم
أن العملية التعليمية تسير بصورة عادية، وأن الامتحانات الفصلية التي كانت
محددة مسبقاً ستجرى في موعدها، وأن
الطلاب الغائبين سيحصلون على علامة صفر إذا لم يتقدموا للامتحان، إلا إذا
كان لديهم عذر حقيقي، وهو ما دفع
الأهالي إلى إحضار أبنائهم إلى المدرسة على جناح السرعة، حيث كان الحضور شبه تام
وأقيمت الامتحانات في موعدها وسارت العملية التربوية على أكمل وجه حتى انتهاء
الدوام عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر".
وتحدث السيد أيمن عن خطة أخرى ينتهجها الطلاب لتعطيل التعليم، وحدثت يوم الخميس
الماضي، وهي قيام الطلاب بالاتصال بأهاليهم والطلب منهم الحضور إلى المدرسة لأخذهم،
بادعاء أن هناك غيابا كثيرا وأن العملية التعليمية متوقفة، فيفتعلون حالة من
الارتباك تؤدي بالفعل إلى توقف العملية التعليمية، بعد تصديق الأهالي لأبنائهم
والحضور لأخذهم. ولحل هذه المشكلة قامت المدرسة يوم الخميس بشرح الأمر للأهالي
ومرافقتهم إلى داخل الصفوف ليروا بأم أعينهم أن العملية التربوية تسير بصورة طبيعية.
وتوجه السيد أيمن إلى الأهالي قائلاً:
"إن أبناءنا يحاولون بذكاء التلاعب بنا، بما يضر بمصلحتهم، لذا علينا التعاون لوضع
حد لهذه المشكلة، لأن التلاعب لن يتوقف عند هذا الحد، فقد تتطور الأمور مستقبلاً
إلى مستويات لن يعود بالإمكان بعدها التحكم بها أو معالجتها".
باقي مدراء المدارس حملوا الأهل المسؤولية الأولى عما يحدث، معتبرين أن عليهم إرساب
أبنائهم إلى المدارس في مثل هذه الحالات.
السيد تركي أبو صالح، مدير المدرسة الثانوية، أسف لغياب الطلاب دون سبب، معتبراً أن
كل يوم تعليمي مهم بالنسبة لطلاب المدرسة الثانوية، الملزمين باجتياز منهاج محدد
للتقدم لامتحانات البجروت. وقال السيد تركي أن نسبة الغياب اليوم بلغت 40% من
الطلاب، وقد اتصل بلجنة أولياء الأمور في المدرسة لبحث الموضوع معها، كذلك
قام بعض المعلمين الذين كانوا حددوا امتحانات لهذا اليوم بالاتصال بالطلاب والطلب
منهم الحضور إلى المدرسة، وقد استجاب لذلك عدد منهم.
نسبة الغياب في المدارس الابتدائية بلغت 50%، وذلك لمدة يومين، يوم الخميس الذي سبق
العاصفة، واليوم بعد انتهائها.
السيد رقيق عويدات، مدير المدرسة الابتدائية أ، قال أن عمليات الغياب المنظمة وغير
المبررة هذه أصبحت مقلقة ومزعجة، ليس فقط لأنها تضيع على الطلاب أياما دراسية مهمة،
بل لأنها مضرة من الناحية التربوية والمعنوية.
وأضاف السيد رفيق أننا أمام حالة يقوم فيها الأطفال بفرض قرارهم الغير مسؤول بتعطيل
المدرسة، دون أن يحرك الأهالي ساكناً لمنع ذلك.
من جهته أسف السيد عز الدين زهوة، مدير ابتدائية المناهل، لهذا الوضع، سائلاً عن
هذا الاستهتار بالعملية التربوية، حيث لم يكن هناك أي سبب يدعو إلى الغياب يوم
الخميس الماضي، اليوم الذي سبق العاصفة، أو اليوم الأحد بعد العاصفة، فحالة الطقس
مستقرة والثلوج ذابت بصورة كاملة، وحركة السير في البلدة ميسرة جداً مثل أي يوم
عادي في فصل الشتاء. وحمل السيد عز الدين الأهالي المسؤولية الكاملة عن ذلك.
وتوجه السيد عز الدين إلى لجان أولياء الأمور داعياً إياها إلى تحمل مسؤولياتها في
هذا الشأن، إذ ليس من المعقول أن يتلاعب الأطفال بنا بهذه الصورة، فنحن، أهالي
وهيئة تدريسية، نتحمل المسؤولية الأخلاقية والتربوية عن سلوك أبنائنا ومستقبلهم".