حرب البسوس الجديده بين صقور بني بكر ونسور بني تغلب! - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


حرب البسوس الجديده بين صقور بني بكر ونسور بني تغلب!
صلاح القيش - 11\02\2012

ذاك هو عصر الجاهلية حيث لم يكن هناك مذهب وطائفة وسياسة ودولة ودين ودنيا وجزيرة.. عربية.. أو غير عربية؟
لم يكن حينها الا حائط الكعبة حيث كان الشعراء العرب يتسابقون بكتابة باكورة أشعارهم حتى تصل إليه، لعلها تحضى بأن تعلق عليه لتكتب بماء الذهب لقيمتها اللغوية والتعبيرية والادبية والشعرية. ورغم زخم الشعراء وامكانياتهم وقدراتهم ذاك العصر، الا انه لم تعلق حينها الا سبع منها! واما الآن، وفي عصرنا هذا، فما اكثر من صفحات الانترنيت وحيطان الفايس بوك.. والاكثر منها الكتاب!
في حينها طعن جساس ابن عمه كليب ملك العرب برمح من الخلف، حين لم يستطع مواجهته، وذلك لأن البسوس خالة جساس قد اغوته بالقتل لأنها ارادت ان توفر لناقتها مكاناً وافر الخير لترعى به ولتدر لها لبنا ابيضا. وكان اللبن حينها بمثابة الذهب! وأخذ لونه الابيض بالاسوداد حتى اصبح ذهبا ولكن بلونه الاسود في عصرنا الحالي. تقاتل ابناء العمومة والاخوال مدة اربعين عاما! ولم يخرج من تلك الحرب احد مظفرا بنصر مهيب! على العكس، فكلا المتحاربين خسر ممالكه واراضيه ومراعيه وثرواته وموارد مياهه، ولم نقرأ لأي من الشعراء قصيدة شعر عن تلك الفتره تشيد بقوة التغلبيين او شجاعة البكريين! بل اكتفت القبائل الاخرى بتوسيع نفوذها وفرض سيطرتها على كل موارد الارض والسماء. اما في عصرنا الحالي وبوجود هذا الكم الهائل من وسائل الاعلامّ، المرئيه منها والمسموعة، والمكتوبة، وصفحات الانترنت، والمواقع الاجتماعيه للتواصل، عادت خيول بني بكر وبني تغلب لتصهل من جديد ولتكتب على صفحات الانترنت وحيطان الفايس بوك ما هب ودب. لم احسب يوما انني سأكون من قبيلة بكر او قبيلة تغلب، فهم اولاد عمومة ونسبهم الواحد هو جدهم مضر، فهم كلهم اولاد مضر. ولطالما آمنت ان زعماء وشيوخ القبائل زائلة وشعوبها هي الدائمة الباقية. ولأنني من ابناء هذا العصر فقد استفزني بعض ما يكتب على الصفحات المحلية تحديدا، وعلى موقع الفايس بوك للاصدقاء واصدقاء الاصدقاء، فلم يكن بوسعي الا ان اكتب علي صفحتي الخاصة ما اعتقدته صائبا، واليكم النص الحرفي:
"ينتابني شعور من الذهول والتعجب من كثرة ولادة محللين سياسين وخبراء استراتيجيين ومهندسي ثورات على ساحتنا الجولانيه منذ ما يقارب العشرة اشهر الاخيره!!!فهناك الخبير العسكري وهناك المتحدث باسم الخارجيه وضابط الامن المركزي ورئيس جهاز المخابرات والمفتي ورؤساء تنسيقيات ومنسقين وسفراء وأمراء وملوك ووووالخ.. ولكن للأسف حتى الآن لم ار او استشف بكل ما اقرأ او اسمع او اشاهد ان نقاشهم السياسي قد ارتقى الى حد امكانية الاصغاء اليه او قرائته او مشاهته ولو لبرهه! حيث يفتقد الى اسس الادبيات والاخلاقيات! فكل طرف يتهم الآخر اما بالقتل والتنكيل وسفك الدماء واما بالخيانه والتآمر!!! وانا على يقين ان احدا منهم لا يعلم بما يجري على ساحة الوطن! لذلك اقول لكل من اراد الاصلاح :اصلحوا بداية ما في نفوسكم! ليس المهم من تكون معارضه او موالاة. من يريد لهذا الوطن العزة والكرامة، ولهذا الشعب العيش الكريم، عليه ألا يؤجج نار الفتن وألا يطرح ما يستهويه وما يخدم نرجسيته". انتهى

بعد ها فوجئت انه قد تم الغاء صداقتي من الكثير من صفحات الفايس بوك، لعظمة هذا الجرم اللذي ارتكبته، على رغم من تحملي لكل ترهاتهم طوال تلك الفتره. ولكن ليس
انا هنا كباقي ابناء مجتمعي، والذي يشكل السواد الاعظم فيه عمال وفلاحون ومزارعون، وهم كلهم مناضلون من اجل العيش الكريم بعزة وكرامة، وبما اننا ابناء حارة واحدة فنحن نعرف بعضنا جيدا. حين استهجنت ولادة كل المذكورين اعلاه لم اخطئ، حيث لم نشهد لهم صولات وجولات في عالم السياسة والدبلوماسية، وكذلك الامر في الميادين العسكرية، والاستراتيجية الدولية، وحتى لو قبلنا بكل ذلك فعليهم ان يحكموا ضمائرهم والا يستخفوا بعقولنا نحن البسطاء! وليعلموا ان من يقرأ لهم اولا اولادهم وذويهم، ونحن ابناء مجتمعهم!عداك عن القاصي والداني من هنا وهناك، فليست دنيا اسعد سعيد مرجعيتهم، ولا جزيرة الوحوش، ولا ساعة اورينت. اما بالنسبة لأصحاب المواقع الاكترونية الخاصة، فهي مواقع تجاريه وجدت من اجل كسب لقمة العيش، وبذلك عليها الا تدخل بصراع الكتابات بين هذا وذاك. وبالتعريج على موظفي المواقع العامة، فلا يسعني الا ان اقول لهم اتقوا الله بما تعرضونه. هذه المواقع ليست ملكيتكم الخاصة. وان رغبتم ان تعبروا عن ذاتكم وعما يستهويكم وما تفكرون به استعملوا صفحاتكم الخاصة على الفايس بوك، اما الموقع فهو ملك للعامة.

وبالعودة لبكر وتغلب، انا لا انكر انه في ذاك العصر كان هناك بعض الشعراء الانتهازيين الذين استغلوا حالة لحرب لكسب القليل من الدراهم، وذلك بتغنيهم بفرسان هذه القبيلة او تلك، وشجاعة فرسانها واصالة خيولها، ولكن لم يصلنا منها شيء، لانها كانت تقال داخل مجالس القبائل الخاصة، وليس على مسمع كل العرب! وكذلك لا ننكر انه بين مضر وابنائه من بني بكر وبني تغلب كان هناك الكثير منهم رافضين لمبدأ الاقتتال، او حتى التحييز لهذه القبيلة او تلك، فبالتهاية هم اولاد عمومة وهم كلهم احفاذ جدهم مضر، وقد دأبوا على استمرارية العلاقه والحفاظ على مصالحهم، والدفاع عن طريق الحرير شريان الحياة انذاك، وذلك بالتزام التوازن والهدوء والثبات وتهدئة النفوس والعمل على اصلاح ذات البين، حتى ولو كان الكثير منهم اكثر تشددا وتطرفا من الزير سالم او من جساس!! فأين نحن الآن من كل ذلك؟  

ملاحظة: التعليق على هذه المادة بالاسم الثلاثي الصريح فقط