..ويبقى الحلم
مسعود الجولاني - 21\02\2012
كلمات مبعثرة وأفكار محاصرة تحتاج إلى مزيد من الفوضى ليتسنّى لها أن تظهر
وتنجلي,وأصوات مختنقة,متداخلة,تجمع في مشهد واحد,تناغم الرقصات وحرارة
العبرات.وأياد مرفوعة,ربّما تطال آلهة السماء,علّها توقظها من سباتها الذي استمرّ
لعقود مضت.وقلوب انفطرت وخدود احترقت ومرآة نسيت من رمقها في المرّة الأخيرة,وعلى
الرفوف تكدّست الأوراق المكتوبة بعناية,تحت الضغط,لتبشّر,بحرج, بغد افتراضي أكثر
إشراقا...
وعلى منصّات المساءلة وفي أقبية التحقيق,تم القبض على الجاني,متلبسا, فكيف يجرؤ على
الخوض,مباشرة أو مواربة, بتابو"استلهام الخيال الإنساني" ؟ألا يعي الوبال الذي قد
يلحقه بالشجر والحجر,عندما يتمادى بإضعاف لهيب المشاعر؟لقد ضُبط بالجرم المشهود
وانتهى الأمر,ولن يشفع له التلظي خلف اسمه المستعار..."الحلم",نعم,هو لا
غيره,فالحلم من استحضر زخّات المطر رغم تشرذم الغيوم, وهو من زرع نجوما مضيئة في
عتمات الليل المظلم,أهدى البحر لجتهُ ووهب حمرة النبيذ متعة السهر,ولولاه لغار بهاء
اشراقة الشمس واختفى سحر غروبها.
وبعد كل هذا,كيف يمكن,يا وردتي النديّة,أن أُسلب هذا الحلم جهارا,فيتبدّى دفء
الغمرات ويرحل طيب العناق؟دعيني أتيه في فضاءاته,ما خفي منها وما بان,أتلوّى مع
نسائمه وأتنفس مسك عبقه.أما آن للورود أن تُزهر من جرح العذاب,وللانتظار أن يتنحّى
جانبا...ولرمال الشاطئ أن تعاود لعبة الوصال ما بين ذهب خيوط الشمس وعاج دفق
الأمواج!؟آه من شقاء الرحلة التي تنذر نقطة انطلاقها ب.."لو أن.." منذ حين وكل
مونتي هي مجرد حلم عار وساعة رمليّة,أقلبها حينا وأنساها أحيانا,وربّما هذا التناسي
هو محاولة مبتكرة منّي,لإغراء الزمن بالتوقّف,ورغم الألم,عسى أن يحصل هذا وأنا في
غمرة الحلم.