بيني وبينكِ شعاعُ نور
وجدي طـاهر ابراهيم-مسعدة - 05\04\2012
قد يكون طريق سراب
فيه غفوة الزمن تكمن بلحظةٍ
بعدها قد ينكشف المستور
ما لي أرى في عينيكِ قهر
وفي فؤادكِ حطّت الأيام حملها؛
أشوال حصى وكأني أراها لهيب جمر !!
وليست قناديل عطور
أُناشدك أن تتبسّمي وان سمحتِ لي
أن أقول لكِ تبسّمي يا "عمري"
فأنتِ خابة حنان داخل طفلٍ مقهور
هذا الطفلُ أنتِ
وان كنتِ لا تعرفينَ كم من ظمآنٍ سقيتي
فأنتِ بريئةٌ والبراءةُ عندكِ
لا تعرفُ حدوداً ..لا قوانينَ ولا دستور
أُحسُّ فيكِ دفىءَ الشمس
وأرى فيكِ طٌهرَ القمر وبريق النجمة
وأقولُ لقلبي هيهاتٌ لكَ
لو كلَّ ما ذكرتَ قُــدِّرَ له الظهور
حياتي .. يقولونَ عنكِ في المعاجم أنّكِ إلهةٌ
وفي الأساطيرِ ملكــةٌ
تمعّنتُ المعاجِم .. قرأتُ الأساطيرَ فلم أَجد
ما يوافيكِ.. ما يوازيكِ بين السطور
بحثتُ عنكِ في ملفّات المـــاضي
فتّشتُ عنكِ في دواوين الحاضر
تنبأتُ عنكِ في طيّات المستقبل
ولم انسَ تفقد الأموات في القبور
وكأني نسيتُ نفسي , نسيتُ أن مكانَ اللؤلؤةِ
بين الورود وما كان على عقلي الشرود
أن حبيبتي مرقدها فراشٌ
من ريش نعام بين الزهور
لستُ أدري معكِ..ما هي حدودي
وأنا جنديٌ في ساحة الغرامِ
لا أعرفُ حدودًا
ولكنّي أعرفُ أنّي في عشقكِ معــذور
لستُ أدري ..لذا أسألكُ هل من حقّي
أن أحلُمَ بكِ في ساحةَبيتي
تمرحينَ ..تُغردينَ..تسقينَ الورودَ
هل من حقي أن أنُادي .. أن أصرخ..أُحبــكِ
وأن تبقينَ حوريتي وأبقى بحسنكِ مسحور ؟
أحياناً أُحسُّ , اشعرُ أنهُ من فوقكِ
يحومُ رجال الحب
يرغبونَ بتقبيلِ جبينكِ , بلمسِ يدكِ
وكأنكِ قبّةَ قديس إليها وجّهوا النذور
أمّا أنـا فغيرُ هؤلاء ..
في قلبي يا مُهجتي حب وولاء
وفي عروقي تسيرُ رغبة العناق
تفوق حب الموج لتقبيل الصخور
أعرفُ نصفَ من تكونين
ويكفي أن تكوني القلبَ الطاهر
وأنتِ لا تدرين ؛ كم من ليلةٍ بحثتُ عنكِ
حتّى في منامي كي أجدكِ
يا أحنَّ صدرٍ من بينَ الصدور
في منامي بحثتُ عنكِ
في يقظتي بحثتُ عنكِ
بحثتُ بين نجوم السماء
سألتُ عنكِ الكواكبَ ..طرقتُ أبوابَ الأبراج
تنقلتُ بين الغيوم .. بحثتُ بين قطرات الماء
كمن يبحثُ بصحراءٍ عن كنزٍ مطمور
أنـا..أنا من بحثَ عنكِ حتّى وجدكِ
أبتسمُ لو تبسّمتِ وأذرفُ دمعًا لو تنهدتِ
كوني لي .. لا لغيري
فأنا نبع حنان.. بركان عشق دائمًايثور
أعرفُ نصفَ من تكونين
ويكفي أن أرى براءة العينين
يــا خلاص كـل مُحِب
يــا ملكة الايثار :الى فؤادكِ
كيفَ يُمكنني العُبور ؟
عندما أراكِ يتوقف كل شيء من حولي
تتزايــد نبضات قلبي.. يتصبَّبُ عرقي
يُربط لساني ..تتبخرٌّ الكلماتُ من شفتيَّ
انها أجمل اللحظات عندي
أن أقِفَ أمامكِ في ساحةِ الغرامِ كجندي مأسور
ليتَ الناس عَرِفَت من أنتِ ولم تنسَ
ليتها عَرِفَت أنكِ الحقَّ ذاتهُ
وأنكِ الحبَ ذاتهُ
قبلَ أن تقسى قلوبها وتختلطُ معها الأمور
ومع هذا لي عتبٌ عليكِ؛
البارحة أمضيتُ ليلة العيدِ يتيمًا
أضحكُ معي وأرقصُ معي
واقفًا على أطلال ذكرى بيننا
هنــا جلسنــا..وهناكَ ركضنــا
في هــذا المكانِ بكينـا وفي ذاكَ ضحكنــا
عتبــي عليكِ بحق؛
حُبنـــا بذرة منها خرجت بذور
أعرفُ الآنَ من تكونين
وليسَ نصفَ من تكونين
أنتِ من حطَّ بها الزمن
أنتِ من تقاذفتها أمواج الحياة
أنتِ صاحبةُ القلب المكسور
حياتـي..كلّ شيءفي الحياة مقسوم
كقولهم:"لو أن الرزقَ يأتي يومًا يقوّةٍ
لما أكلت العصافيرُ شيئًا مع النسور"
اعلمي..اعلمي أنهُ بينَ أضلعكِ يرقد احساس
احساس يحبّ أن يطير , يحب روضة الحياة
يحب الحرية..يــا الله ما أعظمهُ عصفور
هذا العصفور دقَّ الأبواب
يسألُ عن حلم قد ضاع
بين أرجل الزمن
فما نفعهُ حمل الحجاب ولا رائحة البخور
هذا العصفور ..حياتهُ رواية هروب
وشمسه شمس غروب
هذا العصفور..حياتهُ مسلسل عشق
وللسخرية هو المؤلف,هو الممثل وهو الجمهور
قد تحديتُ العواصف من حولي
وفي حبّكِ تفاديت
وكأني سُخِّرتُ لتكوني قائدي
وفي فيلقكِ جندي مأجور
كيفَ لـي أن اتخلى عن عشقكِ
وسط معركة الحياة
وأن أجعلَ بينَ حنيني وشوقي اليكِ مسافات؟!
كيفَ لـي أن لا أقتدي بقلبك الصبور
ش ش ش اسمعي أسمعتِ؟!
قد قالَ فؤادي لفؤادُكِ :
أيها الثوري الشقي أيها الجميل الشرقي
تقدّم أنـا جنبُكَ ..أنـا عنوانكَ
تقدّم تعالَ ..تعالَ أيّها المغرور
حبيبتي .. قد أطلتُ الحديثَ عليكِ
أختمهُ بشعارنـا في الحياة :
يكفيني أن أرى عينيكَ – عينيكِ
يكفيني أن أكونَ بينَ يديكَ – يديكِ
يكفيني قطعة خبز وزيتون
عزَّ الله حٌبًّـا في خرابة
ولعنَ وحدةً في قصور