كلمة إلى العم الغالي
جميل ابو صالح
07\04\2012
يا عميَّ الغالي...
لست أدري بماذا أناديك، يا عمي، أم يا أخي، أم يا صديقي، فكل هذه النداءات تنطبق
عليك، فقد كنتَ عمّاً حنوناً، وأخاً حميماً، وصديقاً وفياً.
فوجِئنا برحيلك المبكر برغم معرفتنا بما لديك من آلامٍ، وهلَعتْ قلوبنا لغيابك عنّا،
وانهمرت دموعنا لمجرد رؤيتنا لك مسجّى وحتى بعد أيامٍ من هذا الرحيل، فلا زلنا
بحاجة إليك، نحن وأولادك الصغار الذين لا يعرفون الآن معنى للموت، لكنهم سيدركون
لاحقاً. نتشوّق لرؤيتك وضحكاتك المجلجلة، نأنس بوجودك بيننا، ونرتاح لملاقاتك
وطلاّتك، يا من عودّتنا على المحبة والحنان، لقد حرقت قلوب محبيك بهذا الرحيل
المبكر، وأدخلت الحسرة واللوعة بغيابك، فماذا سيقول الوالد عندما يتخيلك ألا تكفيه
الحسرات التي مرّ بها في السابق!! كيف سيكون وضع الوالدة الثاكلة التي لا تقوى على
ما أصابها من آلام ومواجع، ماذا ستكون حال الأخوة الذين لا يتأخرون عن افتدائك
بالغالي والنفيس لو كان ذلك ينفع، وما هو حال الأخوات وأبناء الأخوة ونساؤهم ومحبيك
جميعاً من الأقارب والأصدقاء والزملاء وغيرهم الذين لا تبرح الدموع تنهمر من عيونهم
في كل لحظة، فقد أدمى القدر قلوب هؤلاء جميعاً، وأصابهم في الصميم، ألم تستطع
الانتظار بعض الوقت لكي يكحّل كليم ابن عمّك الذي تمنّى أن يحضر لرؤيتك ومواساتك
على آلامك التي جرّب قسماً منها؟؟
ماذا أقول يا عمّي الغالي في صفاتك، فقد صح قول الشاعر فيك:
قليلُ التّشكّي للمصيباتِ حافظٌ | |
من اليوم أعقابَ الأحاديثِ في غد |
إني عاجزة عن تعداد صفاتك المميزة، وأخلاقك
النبيلة، وأمانتك التي شهد فيها الجميع، فلعلّ هذه الجماهير وهذه اللهفة التي
لمحناها في عيون الكثيرين ممن ودّعوك، وما شهدوا به من أمانة في تجارتك، ودعة في
تواصلك مع الآخرين، وحبٌ للحياة ، ومواظبة على العيش بكرامة، لعلّ هذه الصفات
جميعها تبلسم الجراح، وتخفف الآلام، فإلى جنة الخلد يا عمي الغالي، ونتمنّى من الله
العزيز القدير أن يلهم الأهل والأحبة الذين فقدوك الصبر والسلوان . وإنا لله وإنّا
إليه لراجعون.
الآسفة على فراقك شادية مجيد أبو صالح