على ما يُلام
رفاء - 13\04\2012
كما يحطّ المساء على سفح الجبل انسدالاً، كانت معالم حياتنا تطير تباعًا. فمن أقنع
نفسه بأنّ كلّ شيء سيكون على ما يُرام وكلّ شيء سيصبح أفضل، تجهّم وجهه كلّما رأى
تلفازًا وسمع خبرًا وتزاحم عيشًا مع من حوله. هذه الأرض التي حوَت حضورنا البشريّ،
أصبحت كشالٍ أحمر لمصارع ثيرانٍ إسبانيّ. ما من أحد يمرّ باتجاهه ويخرج عبره الما.
عبثًا نقول أنّ "كلّ شيء على ما يُرام".
وجهُ قريتي لا زال كما هو، لكنَّ معالمه تبعث برائحة ارتباك. لقد تبنَّى صفات البحر عنوةً وها هو يصارِعُ ويصارَع به ومعه بين مدٍّ وجزر، بين أمواج مفتعلة تحت شعارات سمائيَّة وأرضيَّة مفتعلة.
"كلّ الوجوه على ما يُرام" – ما دامت تتخبّط نزاعًا ولحاقًا بـ "ركمجة" هذه الحياة!
"كلّ الوجوه على ما يُرام" – ما دامت ماضية مستسلمة لقدر لم يفغر فاه بعد!
"كلّ الوجوه على ما يُرام" – ما دامت صراعاتنا ونزاعاتنا تلتحف صفات السّطح!
"كلّ الوجوه على ما يُرام" – ما دامت تتقن فنَّ "الافتعال"!
افتعال البسمات، افتعال الدّهشات، افتعال الضّحكات، افتعال التّنهيدات ، افتعال الانفعالات!
"كلّ الوجوه على ما يُرام" – ما دامت تحمل فوق أكتافها همَّها وهمَّ البعض والكل، وهمَّ وجوهٍ ومساحات خارجة عن نطاقها الحدوديّ!
"كلّ الوجوه على ما يُرام" – ما دامت تسعى إلى تغيير، إلى النّقمة على، إلى الحياة الحياة، إلى هذا جيلنا ولنا الحقّ، إلى كلّ شيء غير، كل شيء مختلف، كل شيء تنصَّل عن ماضيه ولُوِّنَ بنا أصبح أفضل!
"كلّ الوجوه على ما يُرام" -
"بعضُ الوجوه على ما يُرام" - -
"لا.
وجوه..
على ...
ما....
يُرام....."!
وجهُكَ، وجهُكِ، وجهي، وجوهنا، وجهُ قريتي...
"كلّ الوجوه على ما لا يُرام؛"
كلّ الوجوه على ما يُلام!
أين الـ "يُرام" في وجهك والوجوه؟
أين؟