جبل الشيخ.. طبيعة أخّاذة... - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

جبل الشيخ.. طبيعة أخـّاذة...
نبيه عويدات - 29\04\2011
قبل يومين دعاني صديق لرحلة في جبل الشيخ، فوجدتها مناسبة للخروج من ضغط العمل وهموم الحياة، ولو لبضع ساعات من الزمن، فحملت الكاميرا من باب التقاط بعض الصور التذكارية من المكان، ولم يكن ببالي عرضها على الانترنت.
بدأنا رحلتنا عند الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، بعد انتهاء يوم العمل، وانطلقنا سيراً على الأقدام باتجاه القمة، دون أن نضع نصب أعيننا جهة معينة، وإنما التمتع بالطبيعة والابتعاد عن ضوضاء الحياة واستعادة بعض من الهدوء النفسي.
وبالرغم من أن هذه الرحلة أصبحت تقليداً نقوم بها في أواخر نيسان من كل عام، إلا أن جمال الطبيعة الأخاذ يأسرنا كل مرة وكأننا نراه لأول مرّة.


جبل الشيخ.. وديان وسهول مترامية

جبل الشيخ عالم بحد ذاته. تنظر إله من الأسفل فتراه كتلة جرداء، لكنك عندما تصعده تتفاجأ بأن هذا الجبل تلال ووديان وسهول مترامية في بعض الأماكن، فيها من الأشجار والنباتات أنواع لا تعد ولا تحصى، وهناك من المغائر والكهوف شواهد على وجود الإنسان في هذه الأرض منذ القدم. وبالرغم من أنك تسير وحيداً في المكان، إلا أن إحساساً يساورك بأنه يعج بالحياة.

يقول صديقي ورفيقي في الرحلة ناصر، أن الطبيعة فكرت هنا في كل شيء، فتجد الحيوانات والطيور ما يكفيها للحياة من غذاء وماء، ثم يشير إلى الكهوف مؤكداً أنها كانت مسكونة بالبشر في يوم من الأيام.


مغائر وكهوف.. شواهد على وجود الانسان

عندما تبدأ بالارتفاع في الجبل تصل مرحلة يهيئ لك فيها أنك على متن طائرة أو مركبة فضائية، فشدة انحدار بعض الأماكن يوحي لك بذلك، فترى الجولان وحوران منبسطان أمامك كراحة الكف، ويختفي شريط خط وقف إطلاق النار فتستعيد الأرض وحدتها، فترى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وبركة رام، وحضر وجباثا الخشب وخان أرنبة و والقنيطرة.. وسهولاً على مد النظر... وصولا إلى الأردن جنوباً وفلسطينن غرباً.


الراعي ابراهيم.. الجبل جزء من حياته

لا يمكنك أن تصعد الجبل دون أن تلتقي ابراهيم، ذلك الراعي الذي أصبح الجبل جزءا من حياته. قبل أن تراه تسمع صوته العذب أولاً يغني أحد المواويل الشعبية، أو صوت نايه، ثم يلتقيك بابتسامته الصادقة، وأمامه قطيع من الماعز وحوله قطيع آخر من الكلاب المدربة، التي تحاصرك لتتأكد أنك صديق وليس عدوا، ولا تفك حصارك إلا بعد أن تتلقى أمراً بذلك من ابراهيم شخصياً. يقول ابراهيم أن الكلاب حارس أمين، وأن الجبل مليء بالذئاب، ولولاها لفتكت بقطيعه.
تغادر ابراهيم بعد أن تسمع منه موالاً وبعض الإرشادات عن المكان، وأين يمكنك أن تجد «العكوب» و«المشـّا» إذا شئت.


مجدل شمس.. منظر كما تراها من الجبل

لم نكن ننوي إنهاء رحلتنا بعد، لكن الوقت بدأ يداهمنا، فأسرعنا الخطى غرباً ثم نزولاً باتجاه مجدل شمس، لكن المنظر الذي لاينفك يزداد جمالاً يجبرك أمام هذه السكينة وهذا الهدوء أن تأخذ قيلولة على إحدى الصخور، وتتمنى أن يطول هذا الحلم أكثر.. لكن الليل يداهمك فتنهض لأن عليك العودة إلى أسرتك، والنهوض غداً صباحاً إلى العمل والانشغال من جديد بهموم الحياة.. بانتظار العام القادم، ورحلة جديدة متجددة إلى جبل الشيخ.

 إضغط هنا لمشاهدة المزيد من الصور