هل لاحظتم عودة الشيح؟ - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

هل لاحظتم عودة الشيح؟
الجولان - «جولاني» - 24\05\2012
يرتبط الشيح بالنسبة لأولئك الذين تجاوزوا لأربعين من عمرهم من بيننا بذكريات الطفولة. ففي تلك الأيام لم يكن لا كمبيوتر ولا أيفون ولا تابلت.. وحتى التلفزيون كان فيه محطتان أو ثلاث ويبث برامجه في المساء فقط.. لذا، مع قدوم الصيف كان الأطفال يخرجون إلى اللعب في الجوار.. وفي هذا الوقت من العام كانت نباتات الشيح تنتشر في كل مكان.. وتشكل جزءا أساسياً من المحيط الطبيعي لقرانا.. فكانت رائحة أزهارها المميزة تعبق في الأجواء والمنظر الأخضر الموشح بقوة بالأصفر يطغي على المنظر.. إنه مشهد لا يزال محفوراً في ذاكرة الكثيرين منا من دون شك...

وكان الشيح في السنوات الأخيرة قد اختفى من المشهد الطبيعي، وذلك لأسبابا عديدة، منها التوسع العمراني مثلاً.. إلا أنه كان ملفتاً للنظر هذا العام نمو نباتات الشيح وانتشارها بكثافة في كل مكان.. فحيثما نظرت ترى الشيح.. على أطراف القرى.. وعلى التلال.. وعلى جوانب الطرق وبين البيوت في حاراتنا المختلفة. وربما كان ذلك بعد مواسم هطول الأمطار والثلوج والخير الوفير الذي حل ضيفاً على منطقتنا في فصل الشتاء.

كثيرون يتفاءلون برؤية أزهار الشيح، وحتى اشتمام رائحته المميزة التي لا مثيل لها، ولعل هذه الرائحة ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببداية فصل الصيف الذي تدعو مع اصفرارها إلى حيوية الصيف ونشاطه المستمر، ويضفي تواجدها بين البيوت جمالاً لا متناه ورائحة عطرة لا مثيل لها بين روائح الزهور الطبيعية البرية.

الشيح الذي ينمو في منطقتنا هو الشيح البلدي، وينتشر في سوريا وتركيا وإيران وشمال إفريقيا. لأوراقه رائحة عطرية قوية وطيبة. يستعمل في الطب وترعاه الماشية. يحتوي الشيح على زيت طيار ويمكن الاستفادة منه كاملاً، عدا جذوره. مادة السانتونين المتوفرة فيه فعالة في طرد الديدان من المعدة، كما أنه يقطع البلغم ويعالج المغص ويستعمل مغليه لعلاج الحميات ومنقوعه في تخفيف البول السكري. كما يستخدم الشيح كبخور حيث يحرق في المنازل لتطهيرها من الروائح الكريهة.

 

 إضغط هنا لمشاهدة مجموعة صور لانتشار الشيح التقطت يوم أمس