السياحة الريفية بالجولان تتحدى الاحتلال - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

السياحة الريفية بالجولان تتحدى الاحتلال
محمد محسن وتد - الجزيرة نت -الجولان المحتل
تستثني إسرائيل القرى العربية بالجولان المحتل من أي مشاريع استثمارية بالسياحة والاقتصاد، مع أنها تتطلع لمضاعفة عدد السياح ليصل إلى ستة ملايين سائح سنويا، ويقدر مردود الدخل السنوي للمستوطنات من السياحة الريفية والزراعية بنحو مليار دولار، قد لا تنال منه القرى العربية شيئا يُذكر.


شقق فندقية للمستوطنات أقيمت على أنقاض مدينة البانياس (الجزيرة نت)

وتوظف إسرائيل ميزانياتها للاستيطان السياحي والزراعي لليهود على حساب أراضي وموارد السكان الأصليين البالغ تعدادهم 25 ألفا، مما دفعهم لتطوير مشاريع ذاتية بديلة لاستقطاب السياح إلى قراهم، أملا في توفير مصادر رزق لمئات العائلات التي تستقبل ضيوفها بحفاوة وخدمات لا تضاهى.

ويواصل رجال أعمال عرب تطوير مشاريع سياحية ريفية مستقلة داخل القرى العربية، خاصة وأن 80% من السكان يعتمدون على الزراعة بمعيشتهم اليومية، إذ أقيمت خمسون غرفة فندقية في مسعى لإثبات حق السكان الأصليين بالجدوى السياحية لأراضيهم المحتلة، كما وظفت المنشآت السياحية لتدعيم الزراعة وتوفير مئات فرص العمل وتسويق المنتجات الزراعية بدلا من الارتهان بالسوق الإسرائيلي.

جوهر الصراع
وتدمج مشاريع السياحة الريفية بالقرى العربية ما بين الترفيه ودعم الزراعة، كما يقول صاحب فندق النرجس بقرية مجدل شمس غسان ربح، الذي أنشأ أول فندق عربي ينافس المشاريع السياحية التابعة للمستوطنات.


الفنادق بالقرى العربية بدأت تنافس مثيلاتها بالمستوطنات (الجزيرة نت) ويلفت ربح في حديثه للجزيرة نت إلى أن المجلس الإقليمي للمستوطنات بالجولان يتمادى بممارساته التضييقية على المزارعين العرب وباعة المحاصيل من تفاح وكرز ولوزيات وعسل ومنتجات ألبان، إذ يسعى لإغلاق الأكشاك المنتشرة على جانبي الطرق المؤدية للمنتجعات السياحية.
كما يمنع المجلس التسهيلات وهبات الدعم الحكومية عن المستثمرين العرب، ويمنعهم من إقامة مرافق سياحية ترفيهية داعمة للسياحة الريفية في قراهم.

ويضيف ربح أن السياحة الريفية التي أخذت تتطور مؤخرا تسعى لجذب السياح الأجانب ومن فلسطينيي 48 على وجه الخصوص، وهي تدعم صمود المزارعين خلال مواسم قطف الكرز والتفاح واللوزيات، لأنها تسمح للسائح بقطف المحاصيل الزراعية بأسعار لا تنافس، مما يسهل على العائلات تسويق محاصيلها ومن ثم تطوير مرافق أخرى من مطاعم ومقاه تشغل المئات من الأهالي.

مماطلة وعراقيل
ويشكو السكان والمستثمرون العرب من العراقيل والمماطلة خلال استصدار التراخيص لإقامة المشاريع السياحية بقراهم وانعدام البنى التحتية، وهو ما يؤكده المستثمر شوقي أيوب الذي حوّل مزارع الكرز والتفاح الخاصة بعائلته إلى نواة لمشروع يتيح للسائح الاستمتاع بقطف الثمار بنفسه، إلى جانب توفير الشقق الفندقية بأحضان الطبيعة الغنية.


مزارع القرى العربية تمكن السائح من قطف المحاصيل بنفسه (الجزيرة نت)
ويقول أيوب في حديثه للجزيرة نت إن إسرائيل تركز في حملتها على مشاريع استيطانية سياحية لتطوير منتجعات ومسابح ومسارات لجولات بأحضان الطبيعة حول المستوطنات، إضافة لمطاعم تقدم مأكولات شرقية وعربية، بهدف الإضرار بمطاعم ومنتجعات القرى العربية.

ويؤكد المستثمر أيوب رفضه الحصول على أي دعم حكومي إسرائيلي، لكنه يطالب بالسماح للسكان المحليين بتطوير مشاريع خاصة بهم على الأقل.

ويقول إن إسرائيل أوكلت للمستوطنات الإشراف على جميع المرافق السياحية بالجولان دون إشراك العرب، بل حرمت السكان العرب من المشاركة بإدارة منتجع التزلج البالغة مساحته خمسة آلاف متر مربع في قرية مجدل شمس، حيث تستفيد مستوطنة "نفي أتيف" من أرباحه التي يضخها نحو ثلاثمائة ألف سائح في فصل الشتاء.