الحقوا التفاح فبل أن
يصيبه ما أصاب الكرز
نبيه عويدات – 08\08\2012
لا زال أمامنا قرابة الشهر حتى بداية موسم قطاف التفاح، والدلائل تشير إلى أن أصحاب
النوايا السيئة بدؤوا يعدون العدة للانقضاض على المزارعين وضرب السعر. فالشائعات
بدأت تـُنشر بطريقة لئيمة بين المزارعين عن أسعار متدنية جداً لـ"ميخال" التفاح،
لإرباكهم ودب الذعر والخوف في قلوبهم.. وهو بالضبط تكرار لسيناريو الكرز من الموسم
الأخير، الذي وضع علامة استفهام كبيرة على مستقبل زراعة الكرز في الجولان.
لا زال أمامنا الوقت الكافي للتفكير في كيفية تجنب الأزمة، لأن وقوعها هذه المرة
سيتسبب بكارثة اقتصادية مصيرية بالنسبة لأهالي المنطقة جميعاً، لن نتعافى منها لزمن
طويل.
الحلول معروفة للجميع، والكل يتحدث عنها منذ زمن، لكن حالة غير مفهومة من
اللامبالاة تسيطر علينا، حالنا فيها مثل حال الشاة التي تسير إلى المسلخ دون أن
تحرك ساكناً لتجنب هذا المصير الرهيب! فعلاً إنه لواقع غريب جداً...
هناك أمران محددان يجب القيام بهما على الفور لتجنب الكارثة:
1. هناك قسم من البرادات قامت بتأجير غرف كاملة لتجار سيضعون فيها تفاح ليس من تفاح
الجولان (تفاح المستوطنات). هذه البرادات هي ملك للمزارعين وقد أقيمت لحماية موسم
التفاح، وليس للتجارة، لذا يجب التحقق من أن جميع البرادات، بكامل طاقتها، ستكون في
خدمة تفاح مزارعي الجولان فقط، وليس سواهم. فموسم هذا العام وفير وسنكون بأمس
الحاجة للبرادات لتعمل بكامل طاقتها من أجل حماية الموسم.
2. يجب الشروع فوراً في إنشاء لجنة تسويق مركزية، سيكون من أهم فوائدها أنها ستضع
حداً للفوضى والبلبلة، وتمنع تدني الأسعار تحت مستوى يتفق عليه، حتى ولو تطلب الأمر
إتلاف جزء من المحصول، وهو أمر متعارف عليه في كل دول العالم، وذلك لحماية الجزء
الباقي منه. وهنا يجب التأكيد على أن المخاوف التي يتناقلها بعض المزارعين من إنشاء
مثل هذه اللجنة لا أساس لها من الصحة، فنحن "لا نخترع العجل من جديد"، فهذه اللجان
قائمة في جميع أنحاء العالم ولها آليات عمل شفافة ودقيقة تمنع التلاعب والفساد،
وتضمن أن يحصل كل مزارع على حقه. ثم أنه ليس هناك ما نخسره أكثر من ذلك، فتعالوا
نجرب أن نكون منظمين لمرة واحدة ونحكم بعد ذلك على هذه التجربة ومدى نجاحها.
ليس أمام المزارعين هذا العام، وفي المستقبل، من خيار آخر غير تنظيم صفوفهم وبدء
استخدام عقولهم، فهذا واجب عليهم، لأن التفاح كان وسيبقى العمود الفقري لاقتصاد
منطقتنا، وهو أمانة في أعناقنا لضمان حياة كريمة لأفراد هذا المجتمع، والتفريط به
جريمة ستحاسبنا عليها الأجيال القادمة.