الحرب في سوريا تُفرق دروز الجولان
عن أنباء موسكو - 16\08\2012
نشرت الأسوشيتد برس تقريرا حول تأثير الوضع السوري على دروز هضبة الجولان، مُوضحة
ان مجتمع الدروز المعروف بتماسكه فككته الحرب السورية.
أوضح التقرير "ان الحرب الاهلية الدائرة في الجارة سوريا اثرت بشكل كبير على
المجتمع الدرزي في هضبة الجولان وهو المجتمع المعروف بتماسكه، فالمشاحنات الغاضبة
بين دروز مؤيدين ومعارضين للنظام السوري اصبحت تؤثر على العلاقات الشخصية داخل
المجتمع وتحرض الزوج على زوجته، حتى أن بعض حفلات الأعراس كادت أن تفسد نتيجة
لمشاحنات دارت بداخلها حول نظام الأسد".
وأشار التقرير الى ان "المشاحنات بين المعسكرين انتقلت الى الجدران الخارجية
للمباني، حيث استخدمها كل طرف لعرض أرائه كما اتجهوا الى تشغيل المواقع الإخبارية
الالكترونية المتنافسة لدحض رأي الفرق الآخر".
وتقول ميادة أبو جبل، 39عاما "في مشاجرة وقعت الشهر الماضي، رشق أنصار النظام مؤيدي
الثورة السورية بالأحذية والبيض والحجارة، مما دفع الزعماء الدينيين أن يعلنوا حظرا
على المظاهرات السياسية داخل القرى الدرزية الأربع في الجولان."
ويقول غاندي كحلوني 35 عاما، وهو أحد مواطني الجولان ومن مؤيدي النظام السوري
"أصبحنا نصرخ على بعضنا بعد ان كنا في السابق نُسلم على بعضنا ".
واعتبر التقرير "تزايد الانقسامات بين الدروز في الجولان مثيرا للدهشة بالنظر إلى
ضيق نسج المجتمع الدرزي والمتمثل في 22000 نسمة".
والجولان هي هضبة مُسيجة استولت عليها اسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها في
1981، ومنذ استيلاء إسرائيل على الهضبة يعتبر معظم الدروز فيها أنفسهم سوريين، على
الرغم من أن العديد منهم لم يدخل سوريا قط .
وفي العلن على الأقل، يؤيد جميع الدروز نظام الأسد باعتباره منقذهم من أيام الحكم
الإسرائيلي، ومع ذلك، بدأت بعض التساؤلات تدور في ذهنهم حول الديكتاتور السوري،
فالنظام قمع معارضيه وقتل خلال 18 شهر الماضية ما يُقدر بـ 20000 شخص.
ويبرر بعض الدروز دعمهم الأسد خوفا من سيطرة مسلمة أو مسيحية على البلاد، وهوما قد
يؤثر سلبا على ابناء طائفتهم داخل الاراضي السورية، بينما يبرر آخرون ذاك الدعم
بخوفهم من انتشار الفوضى في البلاد.
وينتشر الدروز في اسرائيل ،لبنان وسوريا، وقد استطاعوا الحفاظ على شخصيتهم من خلال
اظهار ولاءهم لبلد اقامتهم، ويُحظر عليهم الزواج من خارج طائفتهم أو تغيير
معتقداتهم.