مجهولون يسممون 52 خلية نحل في الجبل
مجدل شمس\الجولان – جولاني – 29\08\2012
قام مجهولون بتسميم 52 خلية نحل تعود لعدد من مربي النحل في المنطقة، ما أدى إلى
نفوق النحلات وفساد العسل في المناحل. الضرر المادي يقدر بأكثر من 110 آلاف شيكل.
خلايا النحل كانت موزعة في أماكن مختلفة على قمم جبل الشيخ، وهي موجودة في هذه المناطق منذ سنوات، وهذه هي المرة الأول التي يحدث فيها مثل هذا الأمر، وهو ما أثار استغراب مربي النحل في الجولان وتركهم حائرين حول هوية الفاعل والهدف من ارتكابه هذه الجريمة، خاصة وأن الخلايا ليست ملك شخص واحد، بل هي ملك عدد من الأشخاص، وهم جميعاً رجال دين وليس لهم عداوات مع أي كان.
الشيخ اسماعيل فرحات، أحد مربي النحل الذين تضرروا من عملية التسميم قال لمراسلنا
صباح اليوم:
"قبل ثلاثة أيام علمنا بأن هناك من رش مبيداً حشرياً على خلايا النحل. الخلايا ليست
لشخص واحد وإنما لعدد من الأشخاص، منهم الشيخ أبو زين الدين، الشيخ فهد عواد وأنا.
أتينا إلى هنا فوجدنا أن النحلات قد نفقت، وهناك آثار مبيد حشري على الصخور. لا نعرف
من له مصلحة في هذه القضية. استدعينا خبيراً من "مجلس العسل"، وهي الهيئة المسؤولة
عن العسل في إسرائيل، ففحص الخلايا المصابة، وأكد أن العملية مقصودة، فقام بأخذ
عينات للمختبر لفحص نوعية المبيد الذي تم رشه. لدينا الكثير من الشكوك لكنه ليست
لدينا أدلة ثابتة ولا نستطيع توجيه أصابع الاتهام لشخص معين مؤقتاً".
الشيخ رامز رباح، أحد أكبر مربي النحل في المنطقة، لكنه لم يتضرر في هذه الحادثة،
أعرب عن استهجانه لما حدث وقال:
"نربي النحل في جبل الشيخ منذ أكثر من 15 سنة لكنه لم يحدث مثل هذا الأمر من قبل.
اعتبرنا هذه المنطقة آمنه ولذلك جاء الأمر مفاجئاً. هذه جريمة كبيرة ضد الانسان وضد
هذه الحشرة المباركة والمسالمة. هذا عمل لا يمكن وصفه بالكلمات. حدث أن كانت هناك
حالات سرقة للخلايا، لكن أن يقوم أحدهم بتسميم النحل فهذه جريمة لا تغتقر. نحن الآن
بصدد وضع طريقة لمراقبة الخلايا ومنع حدوث مثل هذه الأمور في المستقبل".
أكبر المتضررين من هذه الجريمة كان الشيخ فهد عواد، الذي فقد 26 خلية نحل:
"أربي النحل منذ سنوات وأعتمد في معيشتي بقدر كبير من هذه المهنة. آتي بالخلايا كل
عام إلى الجبل، لأن الجبل مكان نظيف ومليء بالأزهار البرية وهو مرعى ممتاز للنحل.
جئت يوم الاثنين لمعاينة الخلايا فوجت نحلا ميتا على أبوابها. في البداية اعتقدت
أنها أصيبت بمرض ما، فقمت بفحص جميع الخلايا، وخلايا لأشخاص آخرين في الجوار
فوجدتها جميعها على هذه الحال، عندها فهمت أن هناك عملية قتل لهذه النحلات. فقدت في
هذه العملية 26 قفير نحل، والشيخ أبو زين الدين خسر 18 قفير، والشيخ اسماعبل فرحات
خسر 8 خلايا".
وقدر المتضررون الخسارة المالية بحوالي الـ 110 آلاف شيكل، فالخسارة ليس فقط في موت النحلات بل أيضا بفساد العسل نفسه، حيث سيتم إتلافه خوفاً من أن يكون المبيد قد انتقل إليه.
نشير إلى أن صناعة العسل في الجولان تلقى رواجاً كبيراً، حيث يعتبر عسل جبل الشيخ من أفضل أنواع العسل، نظراً لأن المنطقة خالية تماما من التلوث، وتنبت فيها أعشاب ونباتات نادرة لا تنبت في أي مكان آخر، لهذا يطلب عسل المنطقة من قبل المستهلكين، حتى أن الكثيرين منهم يأتون إلى هنا خصيصاً من أجل شراء العسل من مصدره مباشرة، على اعتباره عسلا نقياً وخالياً من أي إضافات.
إضغط هنا لمشاهدة المزيد من الصور