الرصيف.. لا أهمية له
في قرانا
الجولان – جولاني – 05\09\2012
كنا قد طرحنا مشكلة غياب الأرصفة المعدة للمشاة أو "تغييبها" في قرانا في تقرير
أعددناه قبل أكثر من عام ونصف، ولا تزال هذه المشكلة تؤرق المواطنين، خاصة مع
ازدياد أعداد السيارات وحركتها في شوارعنا.
يبدو أنها مصادفة غريبة أن نتلقى بنفس اليوم رسالتين من شخصين مختلفين يطلبان منا
طرح قضية الأرصفة للفت النظر إليها، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على عمق الأزمة
وعلى أنها أصبحت تزعج الناس فعلاً.
وجدي محمود كتب "لموقع جولاني" ملاحظة قال فيها:
"خرجت أمس مع ابني لنتمشى قليلاً.. حاولنا بصعوبة كبيرة السير على الرصيف، لكنه كان
مغلقاً أمامنا في كل اتجاه سلكناه.. كان السير على الرصيف مجازفة، وأحسست في لحظة
ما أن ابني في خطر حقيقي.. فاستدرنا وعدنا أدراجنا إلى البيت.. فليس هناك مكان
للمشاة في بلدتنا...".
أما جمانة القلعاني فكتبت تقول:
"عليكم أن تصوروا هذا المنظر في الصباح، وكيف يسير أبناؤنا إلى مدارسهم، وما هو
الخطر الذي يتربص بهم.. فوسط هذا الزحام يضطر الأطفال إلى السير على الشارع..
ببساطة لأنه ليس هناك رصيف يسيرون عليه.. فالرصيف إن وجد فإنه محتل من قبل أحدهم..
فالكثيرون حولوه إلى موقف لسياراتهم.. ذلك بعد أن أجّروا (كراجاتهم).. وقسم من
أصحاب المحلات احتل الرصيف وحوله إلى جزء من دكانه...".
لا يمكننا بالطبع إلقاء اللوم فقط على السائقين وأصحاب السيارات والمحلات التجارية،
فالمشكلة أكبر من ذلك، فهناك ظروف موضوعية قائمة، مثل ضيق الشوارع والاكتظاظ،
والتطور الاقتصادي الذي شهدته المنطقة، ومعه هذه النمو بأعداد السيارات وحركة السير
على الشوارع، الذي لم يرافقه نمو وتخطيط عمراني مناسب، وهنا يقع اللوم على السلطة
المحلية التي لا تولي هذه القضية أي اهتمام، إن كان ذلك على صعيد تطوير الأرصفة
القائمة، أو تخصيص أماكن مناسبة لسير المشاة على الشوارع، أو حماية الأرصفة من
اعتداءات بعض المواطنين عليها.
وإذا كنا قد عذرنا السلطة في الحارات القديمة، ذلك أن الوضع قائم ومن الصعب تغييره،
فإنه لا عذر لها في الحارات الجديدة، حيث لا تخصص أماكن لمواقف السيارات عند بناء
البيوت الجديدة، ليس هذا فقط، بل هناك اعتداء صارخ على الأرصفة، في الوقت الذي تملك
هذه السلطة القدرة على إيقاف الفاعلين ومعاقبتهم بقوة القانون الذي يخولها ذلك..
لكنها لا تفعل...
بالرغم من أن المشكلة معروفة لدينا، إلا أننا خرجنا في جولة قصيرة في الجوار لإعادة النظر بالموضوع، وقد قمنا خلال هذه الجولة بالتقاط عدة صور، ربما تعطي تصوراً لمن لم يلحظوا ذلك عن هذه المشكلة.