هل من أفق لزراعة الخضروات في الجولان
الجولان – جولاني – 26\09\2012
كانت الزراعة ولا زالت العصب الرئيسي لاقتصاد الجولانيين. وبالرغم من مخاضات الصعود
والهبوط التي تعيشها من حين لآخر، وبالرغم من غياب الجدوى الاقتصادية في معظم
الأحيان، إلا أن هم الحفاظ على الأرض كان دائماً الدافع الرئيسي وراء إصرار
الجولاني على زراعة الأرض والعناية بها.
نعيش هذا العام أزمة حقيقية في تصريف مواسم الكرز والتفاح، وهي مواسم وفيرة بكل
مقياس، وهذا ما يطرح السؤال من جديد حول أهمية تنويع الزراعة في الجولان، وعدم
التركيز على الكرز والتفاح، اللذين أصبحت مساحة الأراضي المزروعة بهما تفوق قدرة
الأسواق المحلية على الاستيعاب، ولا تلوح بالأفق أي إمكانية لتصريفه في أسواق
خارجية.
البندورة
الزهرية.. انتاج جولاني مميز.. لا يستغل...
تعتبر البندورة البلدية، أو البندورة "الزهرية"، إحدى أنواع البندورة التي تميز بها الجولان، ولا يمكن شراؤها في أي مكان آخر، فيتناقل بعض المزارعين بذارها ويحتفظون بها من عام لعام، ويتهافت الناس على شرائها بالتوصية، فتختطف من الحقل قبل وصولها للسوق.. فلماذا لا نزرع البندورة؟
المزارع
فايز نعمان أبو جبل
يقول المزارع فايز نعمان أبو جبل أنه يزرع البندورة الزهرية منذ 35 عاماً، وأنه يحافظ على بذارها الأصلية التي يجددها كل عام، ليزرعها في العام التالي، ويصر على أن زراعتها مجدية اقتصادياً.
يقول السيد فايز نعمان أنه زرع هذا العام مساحة واسعة بالبندورة والباذنجان والملفوف البلدي وغيرها من الخضروات الواسعة الاستهلاك في منطقتنا، وهو مع ذلك لا يستطيع تلبية طلب المقربين والمعارف فقط، وأسعارها ممتازة، خاصة مع غلاء أسعار الخضروات الذي نشهده.
يوضح السيد فايز أن اختلاف الطقس بين الجولان وفلسطين يعطي المزارع الجولاني ميزة كبيرة، حيث تنضج البندورة عندنا بالضبط بين موسمي الربيع والخريف في فلسطين، في الوقت الذي تقل فيه البندورة في السوق ويصبح ثمنها خيالياً، وقد وصل هذا العام حتى 13 شيكل، وفي هذا الوقت بالذات تنضج البندورة في منطقتنا، وهذا ظرف يجب علينا أن نستغله.
الملفوف
البلدي - لا يلف "اليبرق" بغيره..
ويضيف السيد فايز أن الأمر الآخر المهم هو أن البندورة مطلوبة للاستهلاك اليومي، وتستطيع السوق المحلية استهلاك كميات كبيرة منها، أي أننا لسنا بحاجة لتسويقها في أي مكان.
اللوبياء
البلدية من أكثر أنواع الخضروات طلباً في الجولان
وأكد السيد فايز أن مردود زراعة البندورة البلدية مجد أكثر من زراعة التفاح، ونفس الشيء بالنسبة للوبياء البلدية، التي يصل سعر الكيلو منها حتى 15 شيكل، وهي مطلوبة والكميات المتوفرة لا تكفي الطلب المحلي عليها.
زراعة الخضروات ليست جديدة علينا، فكان أجدادنا يزرعونها قبل التفاح، الذي بدأ
أهلنا في زراعته فقط في خمسينيات القرن الماضي..
قد يصلح ما ذكر أعلاه مادة للتفكير.. لماذا لا نزرع البندورة؟