مسرحية نص كيس رصاص -
ثاني ايام المهرجان
جولاني - 30\09\2012
في محاولة لنبش الذاكرة الفلسطينية واعادة تقديمها كحكاية متجددة باوجاع جديدة، فقد
استطاعت مسرحية نص رصاص أن تكثف أكثر من ستين عاما في 70 دقيقة، ولامست الكثير من
القضايا والمحاور المفصلية في حياة الفلسطيني، حيث استطاعت المسرحية ان تؤدي
رسالتها لدى الجمهور الجولاني الذي يحيا في ذاكرته ووجدانه التراجيديا الفلسطينية
جيلا بعد جيل..
فمن القدس المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية جاءت الحكاية الفلسطينية لتتجسد هنا على ارض الجولان السوري المحتل، كجزء من ذاك البنيان القوي والمتين الذي تزاوجت خلاله القضية الوطنية والثقافية السورية في الجولان مع الحلم العربي التاريخي: فلسطين...
هذه المسرحية تشكل مدماكا هاما وعلامة فارقة في
الحركة المسرحية الفلسطينية. تحكي المسرحية قصة عائلة فلسطينية في القدس المحتلة
عام 1967.
بدأت المسرحية بتكسير الحدود الوهمية بين طاقم الممثلين والجمهور خارج القاعة،
وتميز الاداء ببساطته وعفويته وقربه من الناس بشكل رائعه ومميز وتعامل مع المشاهدين
كجزء من الآداء المسرحي من بداية العرض الى نهايته.
ادوات المسرحية متواضعة جدا، تماما كما هي امكانات الشعب الفلسطيني في مرحلة الهزال
والترهل، هذه التي يعيشها اليوم. وهل في هذا عجب؟ المسرحية تربك المشاهد، من حيث لا
يدري أين تبدأ؟ وكيف بدأت؟ وكالموج الخفيف الدافئ تحمل المشاهد، باحتفاء واحتفالية،
الى الابتسام، ثم يجول معها ضحكا وينساق معها غضبا، وفي أحيان أخرى يختنق بالدمعة
حزنا وكربا، إلى أن تنتهي بحمله على طرح التساؤلات الجوهرية والمصيرية، وتلزمه
بالتفتيش عن الأجوبة، ثم بالتمحيص والتأمل فيها. انها مسرحية تحاكي الكثير من
المشاعر الانسانية، متعة حسية بالدرجة الأولى ثم بصرية.
واذا ما انسحبت المسرحية على المشهد الفلسطيني
حصرا والعربي عموما فقولها واضح، تدعو الى فرز واضح وجلي بين الخصم الداخلي والعدو
الخارجي، الى نبذ التكفير وتهميش الآخر، بأشكاله السياسية والاجتماعية وغيرها. ونبذ
استعمال العنف. تقول بشرعية الاختلاف مع الخصم، وأما المعركة فهذه للعدو. ويبقى صدى
السؤال الجوهري المقض والموجع يؤرق المشاهد، أين البوصلة؟ وهل أهل البيت، الخصم
الداخلي، الذي ينسق أمنيا مع قوات الاحتلال، أو جاء على دبابة أمريكية كان ويبقى
خصما؟ أم انه يتحول في مرحلة ما الى عدو؟! ومتى يتحول الى عدو؟!
كما يقول الكاتب والناقد الصحفي "حذام العربي"
انتاج فلسطيني مقدسي جدير بالمشاهدة، وجدير بأن يعرض في مدن العالم، وعلى الأخص مدن
عالمنا العربي بمشرقه ومغربه، تماما كما هو جدير بالعرض على مصاطب منسية في مخيمات
الشتات الفلسطيني.
تصميم واخراج : عبد السلام عبده
تمثيل وغناء : ريم تلحمي، رجائي صندوقة، عامر الأشهب، عبد السلام عبده.
المسرحية من انتاج المسرح الوطني الفلسطيني – الحكواتي – القدس 2010 .
هذه الليلة في المهرجان سيتم عرض المسرحية الكندية/الفلسطينية "حقائق، خلف الأبواب
المغلقة"، الساعة الثامنة مساءً (20:00).قاعة الجلاء
يستوحي كاتب المسرحية، الكندي وهي مسرحية للكاتب الكندي آرثر ميلنر، من قصة حقيقية
تدور حول جريمة قتل، وتتطرق إلى جوانب اجتماعية وسياسية حول الشخوص والبيئة التي
تتعلق بها الجريمة، ويقوم بدور المحققين ضابطان فلسطيني واسرائيلي يسعيان لحل اللغز
ضمن التنسيق الأمني.
إضغط هنا لمشاهدة المزيد من الصور