زُقاقُنا الخَفِيّ
رفاء - 04\10\2012
لَنا زُقاق
زُقاقُنا الخَفِيّ
زُقاقٌ بِلا خُطى
يَحتَلُّ انحناءةً سُفلِيَّة للذَّقن تَلتَقي بِرَبطَة عُنُقٍ روحِيَّة.
زُقاقٌ مَرصوفٌ بالحكايات والسَّفارِج المالِحة
بالأنفاس الضَّيِّقَة والأنفاس الهارِبَة عُمقَ البَحر وَوِسعَ السَّماء
بالغَصَّات والتَّنهيدات المَصحوبَة عِندَ البِدايات المَسائِيَّة
بِوجوهٍ، أشخاص وأحداث
بوَمَضاتهم وذِكرى ماضِيَة
بأسماءٍ، ريح، رائِحَة، وأماكِن مُلَبَّدَة بالضَّباب
برُؤيَة، حُلُم، شَجَرَة وأساوِرها الخَضراء.
زُقاقٌ مَشينا فيهِ الكَثير وطِرنا
زُقاقٌ تُلاحِقُنا فيهِ الحَياة كَي نَحيا أكثر
زُقاقٌ وَقعُ الخُطى فيهِ يُعادِلُ دَقَّاتَ قَلبٍ مُتَشَوِّقَة
زُقاقٌ نختبئُ فيهِ كَي نَرى الكُلّ ولا يَرانا أحَد
زُقاقٌ نولَدُ فيهِ مِن جَديد كُلَّما تَحابَّت رموشَنا وأنجَبَت ندى عيون
زُقاقٌ تَتَبَنَّانا فيهِ الدَّهشَة وَنَلبَسُ فيهِ قَميصَ طِفل
زُقاقٌ يُقحِمُنا بِكُلِّ ما عَتَّقنا فيهِ مِن ذِكرى، كَي نَنفُضَ عَنها الغُبار
ونَبتَسِم للبِدايات الآتِيَة
زُقاقٌ يُذَكِّرُني بِكَ، يسارعُ أنفاسي ويُعيدُ شَريطًا كانَ قَد تَلِفَ
زُقاقٌ تُحيطُه بيوتٌ مِنَ الأسئِلَة تَستَيقِظُ في العَتمة
زُقاقٌ يَدُلُّنا على طَريقٍ رَئيسِيَّة لَكِن يَحجُبُنا عَنها
زُقاقٌ نَسحَبُ فيهِ حَبلَ بلاهَتِنا، سذاجَتِنا وغَيباتِ وَعيِنا المُفتَعَلة كَي
نوقِعَ بِها بالعَدَم
زُقاقٌ أحبَبنا فيهِ بِصِدق، وقُلناها فيهِ بِصِدق، لَكِن للأزِقَّة فِعلُ
التَّخفِّي وإخفاء الصَّدى
زُقاقٌ سَأقصُّ فيهِ حِكايَتي عَلَيك، وأفشي لَكَ كَم مَرَّةً في سِرِّي قُلتُ يا
لَيت
زُقاقٌ يُشبِهُنا، اعتَدنا زِيارتَهُ وَكُنَّا فيهِ لَنا
زُقاقٌ خَبَّأتُكَ فيهِ، خَبَّأتُني فيه، وِمن حينِها لَم أعُد أنا.
زُقاقٌ هُوَ صُندوقنا الأسوَد، ما إن نَغرَق حتَّى يولَد وَيُسِمِع صَوتَنا الَّذي
طَلَيناه بالصَّمت؛
صَمت شِفاهِنا الدَّاخِليَّة.
لَنا زُقاق
زُقاقُنا الخَفِيّ
زُقاقٌ، فَأزِقَّة، فَقَضِيَّة.