ما هي أسباب أزمة المتة في الجولان؟
الجولان – جولاني – 28\10\2012
يعيش الجولان منذ شهرين أزمة "مته" حقيقية، حتى بات الحصول على عبوة واحدة منها
أمرا صعب المنال، فارتفعت أسعارها بصورة جنونية وصلت حتى 30 شيكل للعبوة.
ومع بوادر الأزمة الأولية بدأت الإشاعات تتكاثر وبدأ الكثيرون بشراء كميات منها
تفوق حاجتهم الراهنة، وهو ما زاد الطين بلة، فأدى ذلك إلى نفاذ الكمية الموجودة
بالأسواق بسرعة كبيرة.
المشكلة أصبحت حديث الساعة بين النساء خاصة، إذ أن المتة تعتبر المشروب الأول الذي
لا تستوي بدونه مجالس النساء في مجتمعنا، ولا حتى الزيارات العائلية وزيارات
الأصدقاء، وهو بحق المشروب الشعبي لدى الجولانيين.
السيد
عاطف أبو صالح: ليس هناك احتكار محلي للمتة
بعد استفحال الأزمة قررنا البحث عن أسباب الأزمة فتوجهنا أولاً إلى بعض المحال التجارية لنتأكد بنفسنا من أنه بالفعل لا يمكن شراء المتة في السوق، وهذا ما حدث بالفعل، إذ لم نتمكن من إيجادها سوى في سوبر ماركت واحد فقط، هو سوبر ماركت عاطف أبو صالح، وبسعر عال جداً هو 30 شيكل للعبوة الواحدة، في الوقت الذي كان فيه سعر نفس العبوة قبل شهرين 15 شيكل فقط، أي نصف السعر.
عبوة
المتة المتوفرة حالياً قي الأسواق (30 شيكل)
السيد عاطف أكد أنه لا يوجد احتكار في السوق فالمادة مفقودة لدى المستوردين
الثلاثة، والدليل أنه لا يمكن الحصول عليها مهما دفعت من ثمن.
وأضاف السيد عاطف أنه هناك مستوردان أساسيان للمتة هما "الشقحة" و"ويلي فوود" لا
يملكان في مخازنهما أي كمية، ولو كانت لديهم لباعوها بهذه الأسعار الجنونية وربحوا
الكثير من الأموال. المصدر الوحيد حالياً هو مستورد من شفاعمر، اسمه الشعيبي، ولديه
كمية محدودة وقد رفع سعر العبوة في البداية إلى 15 شيكل، ثم إلى 22 شيكل، والآن إلى
27.5 بسعر الجملة للتاجر، ونحن نبيعها بـ 30 شيكل للمستهلك.
السيد
ماجد الشاعر: المتة مفقودة لدى المستوردين
هذا الكلام أكده كل من السادة ماجد الشاعر، طاهر أبوعقل (سوبر ماركت الأمانة)، وزيد
عويدات، وكان لكل منهم روايته حول أسباب النقص. تراوحت بين تلف المحصول في بلد
المصدر ومشاكل في استيراده.
بعد تأكدنا من أن المشكل ليست محلية، وأنه لا يوجد احتكار لهذه المادة من قبل
التجار المحليين، قررنا البحث عن المصادر التي يمكن استيراد المتة منها، فوجدنا أن
المصدر الأساسي للمتة في العالم هو الأرجنتين، التي تنتج سنوياً 300 مليون كيلو متة،
تستهلك منها في سوقها الداخلية 262 مليون كيلو، وتصدر الباقي إلى العالم، فتأتي
سوريا في طليعة الدول المستورة للمتة، تليها تشيلي ثم البرازيل، وتأتي المتة التي
نشربها نحن في الجولان من الأرجنتين أيضاً.
السيد
زيد عويدات: محصول المتة تلف في الأرجنتين
وتبين لنا من خلال البحث أن هناك مشكلة حقيقية في موضوع المتة في الأرجنتين، أدت
إلى تدخل الحكومة ورئيس البلاد لحلها، وقد تطرقت لها الحكومة بشكل موسع على موقعها
الرسمي على الانترنت، وتناقلت أخبارها وكالات الأنباء في أمريكا الجنوبية.
وجاء في خبر أورده موقع "يونيفيجن" في أبريل الماضي أن "الأرجنتين توقف تصدير المتة".
وفي تفاصيل الخبر يكتب الموقع أن الارجنتين، أكبر منتج ومصدر للمتة في العالم، قررت
وقف تصدير المتة بعد تزايد شكوى المواطنين من نقص المتة في السوق المحلية، وقد أكد
ذلك وزير الزراعة الأرجنتيني "نيربيرتو ياوهار" على موقع الوزارة الرسمي على
الانترنت.
كذلك كانت رئيسة الأرجنتيين، كريستينا فيرنانديز، قد هددت خلال حفل رسمي، باتخاذ
خطوات قاسية لحل مشكلة النقص في المتة في البلاد.
وقال وزير الزراعة الارجنتيني أن الكمية التي كانت موجودة في شهر نيسان في الحقول
والمطاحن تكفي الاستهلاك المحلي في الأرجنتين لسبعة أشهر فقط، أي حتى شهر تشرين أول
(10\2012).
ويضيف الموقع أن الشكوى من ازدياد الأسعار ناتجة أيضاً من قرار الحكومة الأرجنتينية
بإجبار شركات تصنيع المتة على رفع الأسعار التي يدفعونها للمزارعين مقابل منتوجهم
في الحقول بنسبة 100%. وجاء هذا القرار بعد أن اتهم المزارعون التجار بتخزين
المنتوج في مخازن كبيرة خاصة بهم، حيث يشترونه من المزارعين بأسعار بخسة، ويبيعونه
بأغلى الأسعار للمستهلك.
من خلال ما ورد في هذا التقرير يتضح أن مشكلة النقص في المتة ستستمر في الأشهر
القادمة، وحتى قدوم الموسم القادم للمتة في الأرجنتين في شهر آذار أو أبريل على
الأقل، وأن أسعارها ستبقى مرتفعة، وإن ليس بنفس المقدار حتى بعد عودة تدفقها من
جديد إلى الأسواق.
ويتضح من خلال التقرير أيضا أن مشكلة المزارعين في كل العالم واحدة، فهم يتعبون
والتجار يربحون.. ولا يسع مزارعي الجولان هنا إلا أن يحسدوا نظرائهم الأرجنتينيين
الذين هبت حكومتهم لحمايتهم، أما مزارعينا "فيا حسرة".. من يحميهم؟؟؟
عبوة
أخرى متوفرة في الأسواق 22 شيكل لـ 250 غرام فقط