القبض على
"شحاذ" وتسليمه للشرطة
مجدل شمس\الجولان – جولاني – 01\01\2013
بعد استفحال ظاهرة الشحاذين الغرباء في منطقتنا في السنوات الأخيرة ألقى مواطنون
القبض على أحدهم اليوم وقاموا بتسليمه للشرطة. الشرطة دونت التفاصيل واستدعته
للتحقيق معه غداً في محطة كتسرين.
يبدو أنه قد بلغ السيل الزبى لدى المواطنين من ظاهرة الشحاذين وجامعي التبرعات
الغرباء في منطقتنا، قرر بعض المواطنين اليوم القبض على أحدهم وتسليمه للشرطة، عل
ذلك يساهم في وضع حد لهذه الظاهر المزعجة.
وفي التفاصيل يروي السيد منذر ابو جبل أنه سمع
جرس الباب وعندما هم بفحص هوية الطارق عبر كاميرات المراقبة المثبتة في بيته، تفاجأ
بأن الطارق يخفي وجهه من الكاميرا، وهو ما دفعه إلى الشك في هوية هذا الشخص الغريب.
وعندما خرج إليه تعرف على الفور على هذا الشخص الذي كان قد زاره قبل مدة وطلب منه
التبرع بمبلغ مالي.
يقول منذر:
"كان من السهل التعرف عليه لأنه فاقد للنطق (أو يدعي ذلك)، ومن السهل تذكره وتذكر
شكله، لكن الطريقة التي أخفى بها وجهه عن الكاميرا أثارت بي الشكوك. وهذا يبين أنه
تفحص البيت وعرف أن هناك كاميرات مراقبة، وأن هناك سبب يدعوه لإخفاء وجهه. وفي هذه
اللحظة وصل أحد الجيران، وتبين أنه يبحث عنه أيضاً، لأنه كان قد دخل قبل قليل إلى
بيتهم لطلب المال دون أن يطرق الباب، فأثار حالة من الذعر، وخرج الجار على الفور
للبحث عنه. عندها طلبنا منه الدخول إلى المكتب، وحاولنا استدراجه في الحديث لمعرفة
حقيقته، لكنه أصر على أنه فاقد للنطق، فحاولنا التواصل معه من خلال الكتابة. وتبين
لنا أنه يهودي وأن شخصاً باسم "آفي" يحضره إلى البلدة ليقوم بجمع المال، على أن
يعود عند الساعة الثامنة والنصف لأخذه بسيارته عند مدخل البلدة. وأثناء الحديث تبين
أنه يحمل معه سكين، اعتقدنا في بادئ الأمر أنها "قداحة"، لكن تبين لنا أنها سكين
على شكل "قداحة". فقمنا بأخذ السكين ودفتر التبرعات منه واستدعينا الشرطة.
عند قدوم الشرطة قلنا لهم أننا نشك بحقيقته وأعطيناهم السكين ودفتر التبرعات،
وأفهمناهم أن قضية الشحاذين الغرباء هذه باتت تشغل بال الناس وتخيفهم، وطلبنا منهم
التحقق من هويته.
الشرطة التي حضرت مع محقق قامت بتسجيل الوقائع
وأخذت السكين ودفتر التبرعات، وتحققت من هويته من خلال رخصة قيادة السيارة التي
كانت بحوزته، واستدعته للتحقيق معه غدا في محطة الشرطة، طالبة منه مغادرة البلدة
على الفور".
ويبدو أن نفس الشحاذ قد أثار الشكوك لدى بعض المواطنين في الحارة الشرقية من البلدة
الليلة الماضية، عندما دخل بيوتهم بنفس الطريقة، دون أن يطرق الباب، وطلب التبرع
بمبالغ مالية.
وعن هذه الظاهرة قال أحد المواطنين الذي تواجد
في المكان:
"يجب وضع حد لهذه الظاهرة. أصبحت منطقتنا مركزاً للشحاذين الذين يأتون إلينا من كل
حدب وصوب. ويبدو أن كرمنا هو الذي يشجعهم، ويبدو أنه أصبحت لنا سمعة جيدة بين
الشحاذين، فبدأت أعدادهم تتزايد بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة.
على المواطنين أن يعرفوا أن هؤلاء الأشخاص ليسوا في ضائقة مالية، إنما هم شحاذون
يمتهنون الشحاذة كطريقة عيش، وتبرعنا لهم يشجعهم على القدوم أكثر وأكثر. فكل يوم
نرى شحاذين جدد، منهم العرب ومنهم اليهود، حتى أن إحدى السيدات أخبرتني قبل قليل
أنه قبل حوالي الأسبوع دخل بيتها شحاذان تايلنديان، وكانا يشحذان بطريقة مبتكرة،
فقد عزفا لها الموسيقى، وكان معهما جيتار، وغنيا لها، وطلبا منها التبرع للمحتاجين
في تايلند".
وتابع المواطن حديثه فقال:
"أتوجه للأهالي بعدم التعاطي مع الشحاذين وعدم الشفقة عليهم. أولادكم أولى بهذه
الأموال منهم حتى ولو كانت بعض شواقل، فليس في هذه البلاد شحاذين، ومن هم بحاجة
فإنهم يحصلون على مخصصات من التأمين الوطني، والمعاقون بصورة خاصة يحصلون على
مخصصات وهم ليسوا بحاجة للشحاذة. هؤلاء الشحاذون حرامية ونصابين وهم يمتهنون
الشحاذة، وهم خطرون على المجتمع، فقد رأينا العام الماضي كيف سرقت شحاذة سيدة من
مسعدة بعد أن أشفقت هذه عليها وأدخلتها بيتها، وسمعنا عن قصص مخيفة عن شحاذين وصلت
بهم الأمور إلى قتل الناس بعد أن أشفقوا عليهم أدخلوهم بيتهم".
نشير إلى أنه بالفعل هناك تزايد في أعداد الشحاذين الغرباء الذين يأتون إلى منطقتنا
في الآونة الأخيرة، وأن هذه الظاهرة بحاجة إلى الفحص والمواجهة من قبل الجهات ذات
الصلة. فمن غير المعقول أن يتجول أشخاص غرباء في البلدة بهذه الطريقة دون أن يقوم
أحد مخول بالتحقق من هويتهم وحقيقتهم.