معطيات سوق التفاح
تفرض علينا إعادة التفكير في طرق التسويق لدينا
الجولان – جولاني – 15\01\2014
تفرض المعطيات التي وردت في تقرير مجلس الفواكه الأخير، الذي صدر في 01\01\2013،
على مزارعي الجولان، إعادة النظر في الطرق المتبعة حتى الآن في تسويق تفاحهم.
وحسب هذه المعطيات فإن كمية التفاح التي بيعت في السوق خلال شهري 11-12\2012 بلغت
15,460 طن، وتبلغ حصة تفاح الجولان من هذه الكمية 2,381 طن فقط، أي ما نسبته 15%
فقط من السوق.
وللمقارنة، فإن تجمع "بريشيت" باع بنفس الفترة ما مقداره 6,813 طن وهي نسبة 44% من
مجمل الكمية المباعة، مع العلم أن كمية التفاح المنتجة لدى "بريشيت" تساوي تقريباً
الكمية المنتحة لدى مزارعي الجولان. (بلغت كمية التفاح المخزنة في برادات الجولان
في 01\11\2013 35,110 طن، ولدى بريشيت 37,375 طن).
بكلمات أخرى باع مزارعو الجولان خلال الشهرين الماضيين 6,000 ميخال، بينما باع تجمع
بريشيت 17,000 ميخال، هذا بدون النظر إلى ما باعه المنافسين الآخرين. هذا غير
الكميات التي باعها منتجون آخرون. وللمقارنة أيضاً، هذا الجدول الذي استخرجناه من
تقرير مجلس الفواكه المذكور يبين هذه الكميات:
الجهة | كمية التفاح المخزنة في 01\11\2012 بالميخال | كمية التفاح المباع حتى 31\12\2012 بالميخال | نسبة البيع |
الجولان | 87775 | 5953 | 7% |
بريشيت | 93438 | 15800 | 17% |
نؤت غولان | 1840 | 1840 | 100% |
المطلة | 17225 | 2450 | 14% |
كيرور غاليل | 5475 | 1038 | 19% |
هار كور | 20500 | 4303 | 21% |
راف كور | 750 | 750 | 100% |
ميرون | 8075 | 3045 | 38% |
الكمية الكلية في السوق | 253093 | 38650 | 15% |
من الواضح من الجدول أن نسبة البيع لدى مزارعي
الجولان هي الأقل على الإطلاق، فهي لا تتجاوز 7% من الكمية المخزنة، ومن المفروض أن
تدفعنا هذه المعطيات إلى إعادة النظر بصورة جدية بطريقة التسويق الفوضوية والمتخلفة
وغير الناجعة التي نتبعها نحن في الجولان.
يقول السيد أسعد الصفدي، مدير براد الشرق، أن المزارعين لدينا لم يستوعبوا حتى الآن
أن هذه السنة هي سنة سيئة، وأن عليهم البدء ببيع التفاح بأي طريقة، وبالتحديد
التبريد العادي الذي بدأ يفقد جودته، وأن التبريد المراقب سينزل إلى الأسواق
قريباً، وعندها ستتفاقم المشكلة.
لقد تم التداول كثيراً في هذا الموضوع والحلول أصبحت معروفة لدى الجميع، والمطلوب
أن ينظم المزارعون أنفسهم ويبدؤوا البيع بطريقة منظمة ومدروسة.
برأيي هناك نقطتان أساسيتان مهمتان يجب العمل حسبهما، وهذا من شأنه حل معظم مشاكل
التسويق:
أولا: يجب بيع التفاح "معروباً" فقط.
ثانياً: يجب وضع برنامج تسويق موسمي تحدد فيه كمية التفاح التي يجب أن تباع كل شهر
بغض النظر عن الأسعار في السوق. وهذا لضمان تصريف التفاح بصورة سلسة من جهة وعدم
إغراق السوق من جهة أخرى، والمهم جداً هنا هو ضمان حصتنا من السوق مقارنة مع باقي
المنتجين.
ويضيف السيد أسعد:
لقد بدأنا مؤخراً العمل بهذا الاتجاه في براد الشرق، وقد تمكنا من اقناع عدد من
المزارعين بتسويق تفاحهم بصورة جماعية من خلال البراد، على أن يضمن البراد لهم
حقوقهم ويكفل حصولهم على أثمان التفاح الذي يباع، وحتى الآن تسير الأمور بشكل لا
بأس به، وهذا حسن بصورة كبيرة تصريف التفاح، مع العلم مسبقاً بأن الأسعار هذا
الموسم سيئة ولا تفي المزارع حقه.
هناك عدم فهم لدى الكثير من المزارعين لطريقة التسويق الجماعي والمنظم، فمعظمهم
يخاف من أن يباع تفاحه في وقت يكون السعر فيه منخفضاً، بينما يباع تفاح غيره بسعر
أفضل، وهنا يجب التوضيح، أنه في حال العمل بصورة منظمة فإن التفاح يباع على مدار
أشهر بأسعار متفاوتة، لكن عند حساب السعر للمزارع فإنه يحاسب حسب متوسط سعر البيع،
أي أن جميع المزارعين يحصلون على نفس السعر لنفس نوع التفاح بغض النظر متى بيع
تفاحهم، وهذه نقطة مهمة يجب معرفتها.
وبملخص الحديث، فإن الأمور أصبحت واضحة للجميع، والعنصر المركزي فيها هو أن ينظم
المزارعون أنفسهم ويعملوا بصورة جماعية، كجسم واحد، وإلا لن يستطيعوا الصمود في
السنوات القادمة وسيكون مصير زراعة التفاح مرهوناً بتطورات السوق الخارجة عن
سيطرتهم، في الوقت الذي ينظم المنافسون فيه صفوفهم ويحاولون السيطرة على هذه السوق.