رسائل صامته
ثائر سمير البطحيش - 01\02\2013
وقفت كالطفل التائه عن حضن أمه حينما أطليت من شباك النافذة المطل على شارع أنهكه
ثقل خطواتي الحزينة , تنظرين نحوي بابتسامة كانت كالدواء الشافي تخيط جروح قلبي
النازف , فاختلطت علي حواسي وامتزجت دموع فرحتي بابتسامة كنت قد نسيت وجودها
أصلا...
...إليك
***
ترتعش يداي وانأ ممسك بقلم هو محاولة هروب أخيرة إليك, بعدما أن حرم لساني من لفظ
أحرفك المحرمة واغتصبت نبضات قلبي وانتزعت منه عذرية حبك ونفيت مشاعري إلى ألأعماق
لتقبع سجينة القدر!.
***
كثيرا كانت محاولاتي لتتمة هذه الكلمات ولكن دائما كانت دموعي توقفني وكأنها تحاول
انتشالي من محاولة انتحار! .
وكيف لا وأنت قاتلتي فأنت كالنيران جميله ودافئة من بعيد وحارقه ومدمره عند
الاقتراب منك .
كنت أتخيلك وأنت تقرئين رسائلي مراقبا بكثب كل تعابير وجهك وكأني اقرأ لك كلماتي
فابتسم بابتسامتك وارتعش خوفا من نظرة استغراب كانت تعلو وجهك أخشى بها أن أكون قد
خسرتك .
وأغار من أحرف الكلمات المداعبة لأنفاسك خارجة من شفتيك كممارسة ممنوعة لقبله
محرمه.
ما زلت اذكر بدقة تفاصيل قصتنا التي لم تتجاوز عدد التقائنا بها عدد أصابع اليد
ولكنها امتدت لسنوات ثلاث سنوات احتضاري!.
التقيتك أثناء دراستي بدمشق ,في البداية لم تكن سوى نظرات مسروقة ليست أكثر من
همسات سريه للعيون.
لم تكن هذه النظرات تعني لي الكثير ربما لأنني لم أكن انظر بعيون قلبي فغالبا ما
يأتي الحب الذي نحلم به في وقت الانشغال بغيره وغالبا ما يأتي متنكرا على هيئة
مختلفة لتكون ضربته مباغته وعميقة فما إن أنغرز يبث شروشه في قلب الفريسة وتبث فيه
سموم الرغبة فإما أن يستقر ويدوم أو يترك مكانه أثرا لا يزول .
هي أيام تمر وتصبح هذه الجنحة الصغيرة من الشيء الروتيني وكأن أعيننا قد الفت بعضها
وكسر بينهما حاجز الخجل , بل وبدأت اشعر بنوبات قلبيه تتسارع بخجل وكأنها تحاول أن
تخفي عني مأمرتها مع عيوني .لما لا فلطالما كانوا متآمرين علي .
يرتب لنا القدر موعد سري تحت حيلة ألصدفه فيجمعنا في امتحان واحد وفي قاعة واحده
"صدفة"
جلست في قاعة الانتظار مع مجموعة لم أكن أراها وأصواتهم كانت صامته أمام عينيك.!
ترفعين عينيك عن الأرض كتفتح وردة خجولة.! وبصوت كنار عذب تطلبين قلم .
تحدث داخلي حالة تمرد ينادى بك سيدته الجديدة.
لو كنت ذكيا لابتعدت عنك ولكني كنت الوحيد أللذي يملك "قلم"
ندخل الامتحان أللذي لم ادري عن ماذا كان فوجدتني اروي الأسطر الضمآنه بحبر ينطق
شغفا بك كتبادل سر مع ورقه!
اخرج من القاعة محاولا الرحيل توقفني قدماي مطالبة "بالقلم"
تخرجين أخيرا وبابتسامة تمدين نحوي القلم وبكلمة "شكرا"
فتكونين أنت المبادرة بجريمة لم تحدث بعد.
- شو اسمك:دجانه
- وأنت: دمشق
غريب وكأن روح المدينة قد تجلت بهيئة ملاك لتخاطبني .
كيف لا وإنا أللذي تجمعني قصة عشق لهذه المدينة لطالما كنت أخاطبها بشوارعها
بمنازلها بغيومها بقمرها وها هي تكسر حاجز الخيال وتخرج لمخاطبتي .
كنت أراقبك وأنت تحدثيني رحت أتأملك فكنت كالملائكة بشعر اسود طويل أتابع خصله
وكأني أداعب الليل أغوص ببحره الأسود العميق , أهبط قليلا فأتوه بعينيك أجد نفسي في
جنة خضراء أسير بها في طريق تحاصره الورود بأنواعها أصل إلى جسر يفصل نهر عذب
يوصلني إلى الجهة الأخرى إلى طريق يطير بي فوق السحاب وكأني في طريقي إلى ألجنه .
اقطع رحلتي وأعود لاستكشافك , أتمعن في تفاصيلك تستوقفني شفتيك من العطش وكأنهما
نهري نبيذ ينادياني للتذوق اهرب من شفتيك فدائما كانت الشفاه مصيدة للعشاق تنادي
بهم إلى المجهول.
أراقب مفاتنك فكانت تناديني تارة وتطردني تارة .
قررت المجازفة تجرأت فاستنشقت رائحتك فكانت الملائكة تحضنني بدفء وتطير بي إلى اعلي
السماء ثم تعيدني الأرض مع كل نفس.
شعرت كالطفل المدلل وكأن الله قد قطفك وردة من الجنة وقدمك إلي في عيد مولدي.
عدت للإصغاء إليك محاولا دخول مغامرة خطيرة بالتقرب منك وكيف ولا فإن لم أكن مغامرا
معك يا حبيبتي فلا اعرف من أكون !
تستوقفني منك جملة أوقعتك بمصيدتي
- "غريب أول مره بشوفك"
أكانت هذه جملة تهرب من علاقة عيون سريه أو محاولة استفزازية للمشاعر لتعطي طاقتها
القسوة .
كثيرا كانت الاحتمالات ولكن كان الجواب واضح لقد وقعت يا حبيبتي.
يقاطعنا دخيل من خلوتنا الحارة فيقطع حبل مودتنا ليصبح الجو باردا ويبدأ بمقاطعتنا
إلى أن يدمر أللحظه.
تودعيني بابتسامه ونظرة عين توعد باللقاء القريب .
تسيرين أمامي فترفض عيني رؤية غيرك وبدا جسدي خارجا عن السيطرة وكأنك قد أمسكتي به
بخيوط عشق مخفيه وبدأت تحركينه كما تريدين فبدا جسدي يتحرك خلفك وعقلي قد ضاع مني
غير شاعرا بمن يرافقني فلم يعد بالدنيا إلا أنا وأنت .
***
يتبع....