في الذكرى الأربعين لرحيل ثراء
عائلة ملحم الصباغ
بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي صدق الله العظيم |
ومضت الاربعين يوما من قسوة الفراق ولوعته..
ووقع الفؤاد وحرقته على رحيلك الموجع الحزين. وتمر الأيام والجرح ما زال ينزف،
والقلب ما زال يبكي. أربعين يوما وكأنها الدهر بلا نهاية منذ الفراق الأبدي الذي لا
عودة منه أبداً.
فارقتنا ويا له من فراق يدمي القلب والعين والفؤاد.. مازالت روحك الطاهرة النقية
تعيش في الوجدان المكسور.. والقلب المكلوم.. وما زالت الدار كئيبة موحشة.. وما زلت
حية في قلوبنا، نعيش مرارة الفراق وحرقة الشوق لرؤيتك المستحليلة.
كل ما في البيت يشتاق إليك. أطفالك. أشياؤك. بل كل ما في الدنيا يشتاق إليك، وما
زال يبكي فراقك.
حبيبتنا البعيدة القريبة: ستظلين في الذاكرة الانسانة المليئة تفاؤلا وحبا للحياة،
وفي القلب ستظل تلك الحسرة والغصة التي لن تعالجها السنين. ما زلنا نراك دوما في
أحلامنا.. وما زلنا نشعر بك حولنا، ويظل وجهك الحبيب وصوتك الحنون ساكنا في
الوجدان، وحيا في القلب والروح.
رحيلك الموجع أحرق القلب والعمر معا، ومع هذا سنظل نعيش على ذكراك الطيبة التي
تمدنا بالقوة والقدرة على الاستمرار، لتبقي حية في الذاكرة وفي قلوب الكثيرين ممن
عرفوك وعايشوك.
هذه هي الحياة.. كم هي قاسية عندما يمتزج الألم والحزن والفقدان مع ألم الانتظار
والشوق. ومع هذا سنظل نحمد الله ونشكره على كل النعم والبركات التي منحنا إياها،
بوجود هاتين الشمعتين المضيئتين في حياتنا، واللتين هما أعز ذكرى من رائحتك، ولتبقى
الذكريات الجميلة هي النور الذي يضيء ظلمة الحياة التي لسعتنا بقسوتها بوجع فراقك
القاتل.
فلتشملك رحمة الله وترأف بك.
وإنا لله وإنا اليه راجعون.