إيقاف الدوريات
الليلية للقوات الدولية في الجولان
الجولان - جولاني - 12\03\2013
أعلنت الأمم المتحدة عن إيقاف الدوريات الليلية التي تقوم بها قوة مراقبة فض
الاشتباك في الجولان. وقال المتحدث باسم المنظمة مارتن نيسيركي إن الخطوة تأتي في
إطار عملية إعادة نظر متأنية جدا تقوم بها المنظمة الدولية فيما يخص أمن مراقبيها
المنتشرين في الهضبة.
وتأتي هذه الإجراءات بعد تعرض عدد من المراقبين الدوليين لإطلاق نار الأسبوع الماضي
إثر استهداف موقع لهم عقب الإفراج عن المراقبين الفلبينيين الذين احتجزهم مقاتلون
معارضون.
وكان مسلحون من المعارضة قد احتجزوا عناصر من قوة حفظ السلام يوم الأربعاء الماضي
أثناء قيامهم بمهام روتينية في المنطقة.
وتأتي هذه الخطوة لتزيد الوضع في الجولان توتراً وغموضاً، ويعيد إلى الأذهان
السيناريوهات التي تحدثت عنها إسرائيل مؤخراً، والتي تتحدث عن المزيد من التوغل داخل الأراضي السورية وإقامة حزام أمني. فقد
دخلت القوات الاسرائيلية في حالة تأهب لمجابهة اسوأ التوقعات، على حد وصفها، وذلك
مع التوتر المتصاعد على الطرف الآخر من الحدود.
ويتحدث الإسرائيليون اليوم علناً عن الاستعداد لمواجهة انسحاب قوات حفظ السلام.
وأولى الخطوات المتوقع تنفيذها، «اقامة حزام امني عسكري» في المناطق التي توجد فيها
هذه القوات، بعدما هددت دول بسحب قواتها من المكان. والحزام الأمني يعني اجتاح
القوات الاسرائيلية المنطقة السورية واحتلال جزء جديد منها في الطرف الشرقي من
الجولان المحتل.
وتسعى اسرائيل حالياً لإقناع اكبر عدد من الدول التي تشارك عناصر منها في هذه
القوات، لإبقائها وعدم انسحابها من المنطقة خشية التدهور إلى حرب مع سورية. ويكمن
التخوف الاسرائيلي من ان تتحول منطقة وقف اطلاق النار والمنطقة الحدودية التي تنوي
اقامة الحزام الامني العسكري فيها، الى جنوب لبنان ثان بعد انسحاب اسرائيل من
الجنوب عام 2000 وسيطرة «حزب الله» على معظم البلدات المحاذية للحدود. كما تخشى
اسرائيل ان تقام منطقة شبيهة بالمنطقة الحدودية مع مصر، من جهة سيناء، حيث شهدت
عمليات ضد اهداف اسرائيلية من جانب تنظيمات متطرفة ومعادية.
وفي قرارات اولية وسريعة لمواجهة هذا الوضع اعلن عن تكثيف الجيش دورياته على طول
الحدود وإنهاء حملة استبدال الألغام القديمة بألغام اكثر تطوراً وزرع عبوات ناسفة
وتحسين البنى التحتية والإنذار المبكر.
السيناريوات التي تضعها اسرائيل لمواجهة الوضع المتفاعل في الجولان، تتناول كل
التوقعات التي تجعل احتمال اشعال المنطقة اقرب من أي وقت مضى. وعلى عكس سياسة
اسرائيل في عدم التعليق او الاعتراف بنشاطات عدائية واستخباراتية تقوم بها في الطرف
الآخر من الحدود، سواء سورية او لبنان، لم تؤخر هذه المرة الاعلان، عبر وسائل
الاعلام، ان وحدة كوماندوس النخبة في هيئة اركان الجيش، التي أُقيمت بهدف تنفيذ
عمليات في عمق ارض العدو، هي التي قامت بزرع اجهزة تنصت في اللاذقية لغرض التجسس
بالتشديد على ان النشاط الاستخباراتي، بخاصة تجاه سورية، متزايد عبر معدّات الرقابة
وأجهزة التنصت وأجهزة حديثة تم نصبها على طائرات من دون طيار وتفعيل طائرة حديثة،
ادعى الجيش انها ستدخل الى نشاطه خلال الفترة القريبة، وأطلق عليها اسم «راكب
السماء» وتقوم بالتقاط الصور ومراقبة التحركات، وهي من النوع الذي لا يمكن اكتشافه
او ملاحقته عبر رادارات عادية، على حد ادعاء الجيش.
وتحظى اسرائيل بالدعم الكبير من الولايات المتحدة. ووفق مسؤول اسرائيلي، فإن
الإدارة الأميركية أبدت تفهماً للقلق الاسرائيلي من تدهور الأوضاع في سورية.
وستتغاضى عن «اجراءات اسرائيلية رادعة للقوى المتطرفة إذا اعتدت على اسرائيل»، ما
فسر انه ضوء اخضر لإسرائيل لأن تدخل الأراضي السورية وتحتل منطقة محدودة تستخدمها
كحزام أمني حتى لا تقترب قوات المعارضة من حدود وقف النار في الجولان.