الجنة تحت أقدام الأمهات
نايف ابراهيم - 21\03\2013
أصدقائي وأَحبابي! صغارًا وكبارًا: يَقولونَ: إِنَّ الْجنَّةَ تَحتَ أَقدامِ
الأُمَّهاتِ! ويَقولونَ: إِنَّ الأُمَّهاتِ مَلائِكةُ الْجنَّةِ على الأَرضِ!
ويَقولونَ: إِنَّ الدّنيا أُمٌّ بلْ الأُمَّ هيَ الْحياةُ الدُّنيا بما فيها ومَنْ
فيها! ولكنْ أَنتُمْ أَنتُمْ زُهورُ الْحياةِ الْفوّاحةِ وطُيورُها الصّدّاحةِ!
وأَنتُمْ أَنتُمْ زينةُ الْحياةِ وفرحتُها! وما مَكانَةُ الأُمِّ ومَهابتُها إِلاّ
انْعكاسًا طبيعيًّا وحقيقيًّا لِوُجودِكُم وحَياتِكُم وَحَيَويَّتِكُم واستقامتِكُم
سرًّا وعلانيةً! فلا قيمةَ للسّماءِ دونَ نُجومِها وأَقمارِها! ولا قيمةَ للأَرضِ
دونَ أَزهارِها وأَطيارِها وثِمارها! ولا قيمةَ للْبحارِ دونَ أَسماكِها ومرجانِها!
أَبنائي وأَحبابي! في هذا الْيومِ الْفضيلِ (في عيدِكُم وعيدِ أُمَّهاتِكُم)
أُحيِّيكُمْ وأَشدُّ على أَياديكُمْ! وأَتَمنَّى لكُم ولأُمَّهاتِكم عيدًا سعيدًا
وعُمرًا مَديدًا! أُحيِّيكُم تحيَّةَ أُمٍّ رؤومٍ، تَفخرُ وتَعتزُّ بِكُم! ولا
تَنتظرُ مِنْكُم سِوَى الْمحبَّةِ والْخيرِ والْجمالِ!
فإذا نلْتُ مِنْكُمُ الْودَّ فالمْالُ هَيِّنٌ |
|
فكُلُّ الّذي فوقَ التُّراب تُرابُ |
أَبنائِي وأَحبابي: يُخطِئُ مَنْ يَظنُّ صغيرًا
كانَ أَو كبيرًا أَنَّهُ بابتعادِهِ عَنْ أُمِّهِ يُصبحُ مُستقلاًّ عنْها بِقلْبِهِ
وجَسدِهِ وحَياتِهِ! فَقلوبُكم وأَجسادُكم وحيواتُكم هيَ جزءٌ لا يَتجزَّأُ مِنْ
قُلوبِ وأَجسادِ وحَيواتِ أُمَّهاتِكم! فما إنْ يزحلُ ولدٌ عنْ قلبِ والدةٍ، حتَّى
تُصبحَ الْوالدةُ ولها قَلبانِ وجَسدانِ وحَياتانِ! وتَتعدَّدُ الْمواليدُ، فإذا
الْوالدةُ ذاتُ قُلوبٍ وأَجسادٍ وحَيواتٍ عِدَّةٍ! فَكأَنَّها شَجرةُ التّينِ
الْهنديِّ الّتي ما إنْ يَتدلَّى غصنٌ مِنْ أَغصانِها إِلى الأَرضِ ، فَيلمسُ
التُّرابَ حتَّى يَتَّخذَ لهُ جُذورًا، ويَنموَ شَجرةً مُستقلَّةً في الظَّاهرِ
بِساقِها وفُروعِها وأَغصانِها عنْ ساقِ أُمِّها وفُروعِها وأَغصانِها! أَمَّا في
الْواقعِ فَهيََ مُتَّصلةٌ بِها أَوثَقَ اتّصالٍ
أَبنائي وأَحبابي: إِنَّ الْحياةَ مَسرحٌ كبيرٌ جميلٌ مُفيدٌ ومُمتعٌ! فاكتبوا
عليْهِ ذكرياتِ غدِكُم بأَحرفٍ مِنْ نورٍ على صَفحاتٍ مِنْ نورٍ! لتبقَى ذِكرًا
طيِّبًا لأَبنائِكُم وأَحفادِكُم مِنْ بَعدِكُم! فتعاونوا على الْبرِّ والتَّقوَى!
فيدُ اللهِ مع الْجماعةِ! وتَسامحوا وتَصالحوا فالتّسامُحُ مِنْ شيمِ الْكرامِ!
والصّلحُ سيِّدُ الأَحكامِ! واعلموا أنَّ قُلوبَ أُمَّهاتِكُم كَالظِّلِّ تَتبعُكُم
دائِمًا وأَبَدًا! تحرسُكُم وتُسدِّدُ خُطاكُم! وتدعو اللهَ جلَّ وعلا أَنْ
يحفظَكُمْ ويَرعاكُمْ سالمينَ غانمينَ مَحبوبينَ مُباركينَ! فَعيشُوا حياتَكُم مِنْ
بابٍ شريفٍ وكسبٍ حلالٍ مُجدِّينَ مُجتهدينَ أَحرارًا صادقينَ! تُحبُّونَ لغيرِكُم
ما تُحبُّونَهُ لأَنفسِكُمْ!! ولْيجهَرْ ويَفخَرْ كُلٌّ مِنْكُمْ في كُلِّ زمانٍ
ومَكانٍ بقولِهِ: يا دُنيا ما هَمِّي إذْ عَنْ يَميني أُمِّي!