انهيار جدار صخري في
حارة الجبل
مجدل شمس\الجولان – جولاني – 29\04\2013
انهار جدار صخري عالٍ في حارة الجبل الشرقية في مجدل شمس صباح اليوم، دون أن يؤدي
ذلك إلى إصابات بالأرواح.
الجدار الواقع على مقربة من بيت المواطن أحسان العقباني انهار بصورة مفاجئة صباح
اليوم، بعد دقائق من مغادرة "الباغر" والعمال الذين كانوا يعملون في محضر عمار يقع
تحت الجدار مباشرة.
ويقول صاحب "الباغر" الذي كان يعمل في المكان انه لو انهار الجدار أثناء تواجده
هناك لكانت الصخور طمرته تحتها، ولكنه، ولحسن الحظ أنهى العمل وابتعد عن المكان قبل
دقائق معدودة من الانهيار.
وتجمع في المكان عدد من المقاولين والعمال الذين
يعملون في بناء بيوت جديدة في الحارة، وألقى الجميع باللائمة على المجلس المحلي
الذي من المفروض أن يهتم بمثل هذه الأمور وأن يحضّر البنية التحتية لتكون مناسبة
وآمنة للسكن.
وتساءل المجتمعون عن غياب دور مهندس المجلس في مراقبة مثل هذه الجدران والتأكد من
بنائها بطريقة هندسية سليمة. فالجدار المذكور بني ليسند طريقاً يوصل إلى أحد
البيوت، وكان مطلوباً من المجلس المحلي، إذا لم يكن بناء هذا الجدار وفتح الطريق،
فعلى الأقل مراقبة العمل والتأكد من أنه بني بطريقة هندسية سليمة وآمنة للناس.
صاحب البيت المجاور، السيد أحسان العقباني، قال
أنه توجه للمجلس المحلي منذ عام، وحذر من أنه خطير، لكن المجلس لم يحرك ساكناً.
ويضيف أحسان:
"مر فصل الشتاء ونحن بقلق شديد من أن ينهار هذا الجدار علينا، وكنا نخاف أن ندخل
الغرف الشمالية من البيت، لأنها الأكثر خطورة في حال انهياره. ومرّ الشتاء فتنفسنا
الصعداء واعتقدنا أن الخطر زال، مؤقتاً على الأقل، إلا أن الجدار انهار اليوم،
ولحسن الحظ في المقطع البعيد قليلاً عن بيتي.
كنت أراقب الجيران يعملون في (عمرتهم) الواقعة تحت الجدار. هم لم يقتربوا منه ولم
يلمسوه، وعلى ما يبدو أن الاهتزازات التي أحدثها "الباغر" أدت إلى انهياره، وهذا
يؤكد الكلام الذي قلناه للمجلس المحلي من أن الجدار خطير وممكن أن ينهار في أي
لحظة.
الآن الوضع أصبح أخطر، فجزء من الجدار انهار وبقي الجزء القريب من بيتي، وهو أكثر
ارتفاعاً وأشد خطورة، وفي حال انهياره فإن الصخور ستسقط على بيتي".
نشير إلى أن الجدران الصخرية التي يبنيها
الأهالي مضطرين، بسبب طبيعة الأرض الجبلية وشديدة الانحدار، باتت تشكل خطراً شديداً
على الناس، خاصة في حارات الجبل العليا.
ويلوم معظم الناس المجلس المحلي ويتهمونه بالتقصير في القيام بواجبه في تحضير
البنية التحتية، وخاصة شق الطرقات وإسنادها بجدران استنادية مناسبة ومبنية حسب
المواصفات الهندسية الصحيحة، خاصة وأنه يجبي ضريبة التحسين على كل رخصة بناء جديدة،
وهي الضريبة التي من المفروض أن تذهب إلى تجهيز البنية التحية من طرقات وشبكة صرف
صحي وكهرباء وغيرها.
ومن جهة أخرى يحمل هؤلاء المجلس المسؤولية
القانونية والأخلاقية عن مراقبة عملية بناء هذه الجدران، فإذا كان مقصراً في
بنائها، فعلى الأقل يجب أن يتأكد من أنها تبنى بطريقة سليمة، وأنها ستكون آمنة
للناس، أي يكن بانيها.
ويتساءل البعض عن غياب أي دور لمهندس البلدية في مراقبة خروقات البناء التي تحدث كل
يوم، دون أي رادع، حتى بات التعدي على الشوارع أمراً اعتيادياً.
ويؤكد البعض أن مسألة حدوث كارثة من انهيار أحد هذه الجدران هو قضية وقت ليس إلا،
فإذا لم تسقط نتيجة الأمطار الغزيرة التي تشهدها منطقتنا في فصل الشتاء، فإن الخوف
الكبير هو في حال حدوث هزة أرضية، ومنطقتنا مرشحة بقوة لحدوث هزّة أرضية عنيفة، فإن
انهيار أحد هذه الجدران أو عدد منها أمر محتم.