هبوط حاد في السياحة
في الجولان
الجولان - جولاني - 12\05\2013
يتذمر العاملون في قطاع السياحة في قرى الجولان من هبوط حاد في السياحة في
الأسبوعين الأخيرين، بلغ أكثر 70% مقارنة مع هذا الوقت من السنوات السابقة.
ويعزو هؤلاء هذا الهبوط إلى الأوضاع الأمنية بصورة عامة في المنطقة، والتوتر الذي
سببه الاعتداء الإسرائيلي الأخير على سوريا، حيث قامت طائرات إسرائيلية بقصف مواقع
في دمشق. يضاف لذلك الحشود والتدريبات العسكرية التي بدأتها إسرائيل بصورة مفاجئة
الأسبوع الأخير، وسحب قوات الأمم المتحدة لجنودها العاملين في الجولان، فشغلت هذه
الأخبار مساحة كبيرة في الإعلام الإسرائيلي والعالمي، وهو ما دفع السياح إلى
الامتناع عن القدوم إلى الجولان.
السيد سلمان سراي الدين، من مطعم نيسان، أكد أن
هناك انخفاض واضح في عدد السياح، فقال:
"هناك انخفاض واضح في عدد الزوار من السياح الإسرائيليين، ولكن بالنسبة لنا كمطعم
نيسان، فإننا عوضنا ذلك بزبائننا المحليين، الذين يشكلون القسم الأهم من زبائن
المطعم".
ويعزو سلمان ذلك الانخفاض إلى الوضع الأمني فيوضح:
"الوضع الأمني في المنطقة يفرض نفسه، فالضربة الإسرائيلية في دمشق أثرت بشكل كبير
جداً. هناك تخوف من قبل الإسرائيليين من القدوم إلى المنطقة بشكل عام. حتى الشركات
التي تزودنا بالمواد الأولية تتصل لتتأكد ما إذا كان الوضع آمن لإرسال مندوبيهم
إلينا".
ومن فندق النرجس، تقول نادين الصفدي:
"نحن على أبواب عيد "الشفوعوت" لدى اليهود، وفي مثل هذا الوقت من السنوات السابقة
كانت لدينا حجوزات بنسبة 100%. هذا العام نسبة الحجوزات لم تتجاوز الـ 30%. السبب
بوضوح يعود للأسباب الأمنية، حيث يتصل كثيرون من الزبائن الذبن لديهم حجوزات لدينا
للاطمئنان من أن الوضع آمن بالنسبة لهم للقدوم إلى هنا. نحن نطمئنهم ونقول لهم أن
الأوضاع هنا هادئة ولا خطر على أحد".
وتضيف نادين:
"في الوقت الذي انخفضت فيه حجوزات السياح، زادت الحجوزات من قبل الصحافة
الإسرائيلية والعالمية، فينزل لدينا الآن العديد من الصحافيين الذين قدموا لمراقبة
الوضع، وليكونوا قريبين من الحدث في حال حصول تطورات".
وخلال تجولنا في المنطقة الغربية، التي عادة ما تعج بالسياح نهاية الأسبوع، كان بالإمكان عدّ السياح الذين رأيناهم على أصابع اليدين. من بين هؤلاء السياح كان الزوجان دينا وأوري بن ميخائيل، اللذين قدما من الخضيرة. وقال الزوجان اللذان كانا يبحثان عن مكان لتناول الكنافة والقهوة العربية: "جئنا للسياحة في الجولان برغم الوضع المقلق، فنحن نعيش في منطقة هذا هو قدرها - أن تكون في توتر أمني دائم. إذا كنا سنسمع الأخبار دائماً فلن نخرج من بيتنا. الطقس جميل هنا والطبيعة خلابة، وجئنا للاستمتاع بهذا".
وفي بقعاثا تحدث السيد مهدي أبو عواد، صاحب مطعم
السنديانة، فقال:
"عدد السياح لدينا انخفض على الأقل 50% خلال الأسبوعين الأخيرين. حتى أولئك الذين
يأتون إلينا يكونون قلقين ويسألون عن الأوضاع، وما إذا كنا نسمع أصوات القصف على
الجهة الثانية من خط وقف إطلاق النار، وهل التواجد هنا فيه خطر عليهم. يعتقدون أننا
على جبهة حرب، حتى أن البعض يسأل إذا سقطت قذائف هنا".
أكثر المتضررين هم أصحاب الأكشاك المتواجدة على
جوانب الطرق، والتي تبيع المنتجات الزراعية من كرز وتفاح وعسل وغيرها.
سهام الصفدي وقفت بجانب الكشك، على الطريق الرئيسية مجدل شمس - مسعدة، بانتظار قدوم
الزبائن، وبدا أن عددهم قليل. تقول سهام:
"لا مجال لمقارنة الوضع بسنوات سابقة، حتى القليلين الذين يأتون يشترون الكرز
ويغادرون على عجل. في الماضي كانوا يجلسون هنا ليرتاحوا في المكان، ويتناولون
القهوة ويتحدثون ويستمتعون بالمناظر والأجواء وحركة الناس".
في مسعدة الأجواء لم تكن أفضل، فطريق المطاعم الرئيسي، الذي عادة ما يتشكل فيه دور في انتظار أن تفرغ طاولة للجلوس إليها، بقيت الطاولات فارغة، باستثناء طاولةكانت تجلس إليها عائلة واحدة.
وربما كانت سوق المنتجات الزراعية في "المزار" هي المقياس الحقيقي لحركة السياحة، التي تعتمد في مثل هذا الوقت من العام على الكرز. يقول يوسف، صاحب كشك في السوق:"لا يوجد سياح! بدأ موسم الكرز والمفروض أن يعج المكان بالسياح، لكنهم على ما يبدو خائفين من الأوضاع الأمنية. لدينا عملاء نتعامل معهم منذ سنوات، يتصلون لاستيضاح الأمر وما إذا كانت الظروف الأمنية تسمح بقدومهم. نطمئنهم بأن الأوضاع مستقرة، وأن الأحداث بعيدة عنا. نأمل أن يتغير الوضع إلى الأفضل، فمعيشة كثير من الناس هنا تعتمد على هؤلاء السياح".