هفوة فغلطة فجنحة فجناية فجريمة فإرهاب
عقاب سليم ابو شاهين – بقعاتا – 30\06\2013
كُثر هم الإرهابيون الذين يقولون: يا ليت لو أوقفنا أحد ما عند أول غلطة، عندها ما
كنا لنصل الى هنا. وكثر هم الأشخاص ذوو الميول الإجرامية من الصغر وقُدر لهم أن يتم
توعيتهم مع بداية ظهور الجنوح لديهم فاصطلح حالهم. نعم سادتي وسيداتي هكذا يبدأ
الشر بذرة صغيرة فإذا وجدت أرضا خصبة كبرت ونمت وتفرعت ومدت غصونا لكل وجهة بل ورمت
ثمرا حلو المنظر خبيث المخبر. كذا هو الخير ولكن على النقيض فكبره مرغوب ونموه
مطلوب، امتداده جميل وفيئه ضليل، ثمره طيب المنظر والجوهر يعود على الجميع بالخير
والفلاح.
يبدأ الخطأ أحيانا هفوة، فإن لم يكن من مربي فستكبر لتصبح غلطة فجنحة لتصبح إرهاب
آخرأ. ونحن جميعا في الجولان لدينا مسؤولية فردية في بيوتنا وأمورنا الخاصة
ومسؤولية جماعية في أمورنا العامة. كما أن كل منا مسؤول عما يقوله وعن ما لم يقله
حين كان يجب أن يقوله، فإن صمتَّ عن الرأي في وقته فاتت فائدته.
إن ما يحدث في الجولان من انقسام في الرأي حول مؤيد ومعارض هو شيء طبيعي إلى أقصى
حد، بل هو يعكس حالة الانقسام الموجودة في الوطن. إذا كان في سوريا وتحت سلطة
الدولة معارضون بل جزء منهم في الحكومة، أفلا يحق لأشخاص هنا أن يكونوا معارضين؟
طبيعي جدا أن يعارض جزء من المجتمع بل ذلك واجب، لأن المعارضة للحكومة تجعل أداءها
أفضل، والمعارضة لحزب ما تجعله يتطور، ومعارضة الهيئات الدينية يمنعها من الضلال
والانفراد بقرارات لفئة من المجتمع ليتم اسقاطها على المجتمع ككل وهي تخدم جزء.
إن الاعتداء الجبان على الدكتور علي أبو عواد أنما هو عمل يدل على غباء أكثر مما
يدل على نذالة لأن من فعل ذلك حتما لا يدرك معنى ذلك. ومعنى ذلك أنه لو عُرف الفاعل
هل كان سينام في بتيه؟ لو صادف ومُسك وهو يقوم بذلك، فهل كان سيتركك تفلت، وأنت
ستفعل المستحيل لتنجو وقد تكون ضحية لتسرعك، أو مجرما بفعلتك.
ثم لنفرض أن الدكتور لم يعرفك وبعد سنة أو أكثر أنت مرضت وأسعفك الدكتور علي. كيف
سيكون شعورك وأنت تحت الفحص؟ وهل ستسمح له أن يسمع نبض قلبك أم سترفض خوفا أن يُفشي
قلبك السر؟
ثم لما يحدث هذا في بقعاثا؟ وقد حدث مرارا سابقا وعلى خلفيات متعددة، فلماذا في
بقعاثا؟
المجدل هي مركز القرار، وكل الجولان يتبع ما يتقرر هناك بغض النظر عن آلية ومن ولما
يتم اتخاذ قرار ما، لكننا في النهاية نصدع للأمر، فلما لا يحث ذلك هناك أو في بقية
القرى؟
فهل نحن وطنيون أو معارضون أكثر من غيرنا؟ أم نحن أكثر حماسة؟ أو تعصبا؟ أو غباء؟
أو ذكاء؟ أو- أو وأو.
أنا لست مؤيدا لكثير من أفكار الدكتور، بل أختلف معه بشدة في وجهات نظر محددة
وأوافقه في قليل من الأفكار. ولكن لا يعني ذلك نهائيا أن نكون أعداء، أو نعتدي على
بعض، أو نخرب أموال بعض.
إن من يفعل أفعال مشبوهة كهذه لا ينتمي للرجولة بتاتا، لأن ما ذنب السيارة، ولكنها
أفعال طيور ليل تخاف الضوء، أفعال تنم عن غباء، والطريق بين حرق السيارة وارتكاب
جريمة قتل قصيرة.
وهنا أقول للآباء أبناءكم يعودون بعد الساعة 2 أو 3أو 4 قبل الفجر! فهل تسألونهم
أين كانوا ؟ وماذا فعلوا؟ ماذا شربوا؟
مسؤوليتنا جميعا أن ندين هذه التصرفات ونرفضها بقوة وحزم وكل واحد بدوره، لأن
الطريق لأول قتيل باق فيها خطوة ويقع المحظور، فهل ننتظر حتى تقع الواقعة ثم نبدأ
العلاج، أليست الوقاية خير من العلاج؟
أحذر الجميع من إن التساهل في هذه القضية إنما هو وصفة ناجعة لتفاقم الوضع ووقوع
المحظور ولا نعلم من سيكون ضحية ماذا. فلا بد أن يجتمع الناس وعلى كافة المستويات
أن يجتمعوا مع جدول عمل محدد سلفا وهو إدانة ورفض ذلك، لأن في ذلك حفظ للود وأمان
الناس، ورفض كل المظاهر المرافقة ليس من أجل الدكتور فقط بل من أجلنا جميعا لأن في
ذلك وقاية لنا جميعا.
أهلنا – إن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، فللا تدعوا قضية واحدة تفرقنا فجميعنا
متألمين أشد الألم لما يجري في بيتنا الكبير المعارضون والموالون على حد سواء.
ملاحظة: التعقيب على هذه المادة بالاسم الحقيقي فقط