شارع الملعب بين تذمر
الأهالي ووعود المجلس
مجدل شمس\الجولان – جولاني – 24\07\2013
للشهر الثالث على التوالي تستمر الأعمال في شارع الملعب في مجدل شمس، مع ما يترتب
عليه ذلك من إزعاج لا يطاق للمواطنين الذين ضاقوا ذرعاً بما وصلت إليه الأمور،
موجهين اللوم والغضب إلى المجلس المحلي، الذي عزا بدوره التأخير إلى مشاكل في
الميزانية من جهة، والعمل على تحسين جودة المشروع لصالح المواطنين من جهة أخرى،
واعداً الأهالي بإتمام العمل في الشارع خلال أسبوعين.
صورة
من الجو تبين الطريق المذكور (Google Earth)
الشارع المذكور يمتد على طول 250 متراً، يبدأ من ملعب كرة القدم غرباً وينتهي بجانب
بيت الشيخ أبو فخري المقت شرقاً، ويعتبر أحد الشوارع الحساسة والحيوية في مجدل شمس،
إذ يشكل طريقاً بديلة للانتقال من الجهة الغربية للبلدة إلى جهتها الشرقية، ويشكل
كذلك ممراً أساسياً للوصول إلى المدرسة الابتدائية أ من جهة الغرب، عدا عن كونه
شريان الحياة لحارة مكتظة من حارات البلدة.
أهالي الحي ضاقوا ذرعاً بما أسموه إهمال المجلس المحلي في إنهاء العمل، وإغلاق هذا
الشارع لأكثر من شهرين، وهو أمر غير مقبول، مهما كانت الأسباب، كونه يعطل حياة
الناس – على حد قولهم.
السيدان
كنج الولي (يمين) ومحمود الولي (يسار)
السيد كنج الولي، أحد سكان الحي، وهو مقاول لأعمال البناء، وذو خبرة في هذه
الأعمال، قال متذمراً:
"هناك خطأ في استراتيجية العمل في المشاريع التي ينفذها المجلس المحلي في البلدة،
حيث يفتح المشروع ويبدأ العمل ثم يطول ذلك أشهراً، ما يسبب الإزعاج والأذى
للمواطنين. فمثلاً، ليس من المعقول أن يبدأ العمل في الطريق، ثم يتم الانتباه بعد
فترة أنه لم يؤخذ بالحسبان موضوع تصريف مياه الأمطار، فيتوقف العمل أياماً،
ويترك كل شيء على حاله.. ولا يجوز أن يترك المقاول المنفذ ليعمل على مزاجه ودون
مراقبة من مهندس البلدية، فينفذ الأعمال بما لا يتناسب مع المواصفات، مع أخطاء
فادحة سيعاني منها المواطنون لاحقاً. لقد اكتشفنا نحن سكان الحارة أن ميلان خط
تصريف المياه الذي أنجزه المقاول في الطريق معكوساً، فقمنا بتنبيه البلدية إلى هذا
الأمر ففحصوا ووجوا أن ما نقوله صحيحاً، فأعيد حفر الطريق من جديد وأعيد مد خطوط
الصرف بصورة صحيحة.. ولو أننا لم ننتبه لذلك، لكانت غرقت الحارة بالماء عند أول
هطول للأمطار".
سيارة
انزلقت إلى إحدى الحفر وعلقت بماسورة
وأضاف السيد كنج، أن المقاول لا يراعي شروط السلامة، فلا توجد أي شاخصات تنبيه،
بالرغم من وجود عدد كبير من الحفر الواسعة والعميقة في الطريق، ولا توجد أي إحاطة
لهذه الحفر بوسائل الأمان كما تفرضه قوانين السلامة. لقد انزلقت سيارة يوم أمس
بإحدى الحفر، ولولا اصطدامها بماسورة مياه وتوقفها، لكانت سقطت داخل الحفرة. هذا
أمر غير مقبول وخطير".
وأضاف السيد كنج أيضاً، أن هذا الطريق لا يتطلب أكثر من شهر كحد أقصى لإنجازه، ولا
يفسر استمرار العمل فيه أكثر من شهرين إلا بسوء الإدارة والإهمال. ولو كان الأمر لا
ينطوي على إزعاج ومخاطر على حياة الناس لما تذمرنا، ولتفهمنا الأعذار التي يوردها
المجلس المحلي.. لكن الأعذار برأيي غير مقبولة بتاتاً بعد هذه المدة".
الطريق
يشكل خطراً كبيراً للأطفال
ومن جانبه قال السيد محمود نمر الولي، وهو أحد سكان الحارة أيضاً، ومقاول لأعمال
الكهرباء، أن الأمور باتت لا تطاق، فالغبار والأوساخ التي تنثرها الرياح في كل جهة
قلبت حياتهم جحيماً:
"الوضع يفوق قدرة سكان الحارة على الاحتمال، فمنذ شهرين لا يمكننا فتح نافذة في
البيت، ونعيش 24 ساعة مع مكيف الهواء، وبالرغم من هذا يتسلل الغبار إلى داخل
المنزل، أنظر إلى البيوت كيف تبدو، وكأننا نعيش في كسارة.
ليس الوسخ والغبار فقط، فالأهم هو سلامة الناس. ليس هناك أي مراعاة لقواعد السلامة.
لقد تعثّر أخي وسقط أمام منزله قبل يومين، فتأذى بصورة كبيره، فنقلناه إلى
المستشفى، وتبين إصابته برضوض في الصدري، وجروح في الخاصرة.
رائحة
مياه الصرف الصحي تملأ المكان
أطفالنا محاصرون داخل البيوت طوال العطلة الصيفية، لا نسمح لهم بالخروج خوفاً من
سقوطهم في إحدى الحفر أو تعرضهم للأذى من المخلفات على الطريق.
شبكة المجاري أصيبت بانسداد نتيجة الأعمال، وقمنا نحن بجهودنا بفتحها، بعد أن فاضت
مياه الصرف الصحي على الطريق أمام بيوتنا. رائحة مياه المجاري باتت لا تطاق، فكيف
يمكن القبول بذلك".
السيد ياسر ابراهيم، ساكن آخر من سكان الحي، أكد ما قاله جاراه، موضحاً أنه يجد
صعوبة في الوصول إلى بيته في كل يوم، وأنه من غير المعقول أن تستمر الأعمال كل هذه
المدة، مطالباً المجلس المحلي بإنجاز العمل في أسرع وقت، حتى يتسنى للناس العودة
لحياتهم الطبيعية.
موقع جولاني توجه للمجلس المحلي، طارحاً أمامه شكوى الأهالي، فكان الرد على لسان
سكرتير المجلس، السيد حسن محمود:
"نحن نحاول بإمكانيات محدودة تنفيذ مشاريع ضرورية في البلدة، وهذا يفرض علينا
ظروفاً صعبة في تنفيذ الأعمال. ففي هذا الشارع مثلاً بدأنا العمل بدون ميزانية
لشبكة تصريف المياه، ثم تمكنا في وقت لاحق، وبعد بدء العمل من الحصول على
الميزانية، فكان لا بد من التوقف لإعادة التخطيط من جديد بما يتناسب مع الميزانية،
وهذا أخذ بعض الوقت. كذلك اكتشاف خطأ في تنفيذ العمل من قبل المقاول أدى إلى توقف
المشروع عدة أيام وتطلب إعادة أعمال الحفر، وهذه أمور لا يمكننا تجاوزها. أما سبب
التوقف في الأيام الأخيرة فنابع من توصية من قبل مهندسين ومقاولين من أبناء البلدة،
الذين نبهونا، مشكورين، إلى ضرورة تنفيذ حفر تصريف المياه بطريقة أفضل، واتضح أن ما
يقولونه صحيحاً، فاضطررنا إلى توقيف العمل عدة أيام، لأن ذلك يتطلب زيادة في
الميزانية، وسيكون لدينا اجتماع بهذا الخصوص اليوم، والمؤشرات تدل على أن الأمور
ستسير بصورة جيدة، وسيستأنف العمل في الطريق".
ووعد السيد حسن أن تنتهي الأعمال خلال أسبوعين، لأنه لم يعد هناك ما يعيق متابعة
العمل، كما قال.
ملاحظة: التعليق على هذه المادة بالاسم الحقيقي فقط
إضغط هنا لمشاهدة المزيد من الصور