شكراً...
شهرزاد الكلمة - 04\09\2013
لا يسعُني حين أطبقْ جفنايّ كل ليلة، بعد عراكي مع يوم طويل وشاحب، خضته بكل ما
أوتيت من يقظة، حين أُسند رأسي على المخدة، المحشوة بأحلامنا، وشوشاتنا، امانينا..
المحشوة بملح دموعنا, لا يسعُني إلا أن استذكر طعم السُكر من على شفاهك.. ورحيق
الشمام من على ذراعك.. وعناقنا المتخم بالشوق..
استذكر سرد التفاصيل، وتقاطع أنفاسنا، وسرب من الفراشات يدغدغ اوصالنا.. وفيض
الكلام الذي لم يُحكى.. وأقول لك بعد الوداع بحين... شكرًا
شكراً، لأنك احييت القلب من بعد ممات، من بعد سُبات، سُباتٌ دام من الأيام ما لم
أعد أذكر.
شكراً، لأنك حررت روحي من منفى اليقين وصرفتها الى ضوضاء الخيال..
شكراً، لأنك حررت مدن الغربة التي احتلتني سنين طوال..
شكراً، لأنك فضضت عذرية روحي ، على سرير من غيوم..
شكراً، لأنك أورثتني مجلداً، أرشيفا هائلا من الذكريات، اعشقها... أتذكر من خلالها
بأني، لا، لم اكن عانسا طوال حياتي..
شكرًا.. لأنني اتوسد، بعد أن اتوحد كل ليلة وسادة من قصائد، من لوحاتٍ لذيذة
لوجهك.. من كلامٍ بعضه صادق وكثيرهُ لا..
وبالرغم من انك خلعتني من حياتك سريعا، كمعطف شتاء بالٍ... أنهكه صقيع مشاعرك..
ومطر دموعي... إلا اني أشكرك لأنك منحتني من الحزن، ما يكفي ليجعل مني امرأة
ناضجة..
أوليست المرأة بلا أحزان هي امرأة لم تنضج بعد..؟؟؟
وبالرغم من قِصر فترة إقتراننا العاطفي.. إلا اني ممتنة حفنة من الإمتنان، لكل ما
منحتني من حب.. ولا حب
شكراً.. فبفضلك جربت حمى العشق، والاشواق وبكتيريا الجنون.. جنون امرأة تشتهي رجل..
شكراً
لأنك أيقظت حواسي، شهواتي، أيقظت مساءاتي، عطرت صباحاتي...
شكرا، لأنك اغدقتني بالآمال، حتى جعلت من راسي الصغير آلة لنسج الحكايات الجميلة،
وقلبي اليتيم صديق والنبضات من جديد.
شكراً، لأنك جعلت مني مُتدينة، أعبد رباً أتم تفاصيلك بإتقان.. وتارة كافرة، ارتكبت
من المعاصي ما هو ليس بقليل.
شكراً لأنني تعلمت من تجربتي المُختزلة، الطويلة الأمد معك، أنني لست ندا لك او
لحورياتك، ولا بحوزتي من أسلحة، و ليس لدي من قنابل الأنوثة بالكثير.. ليس لدي
لمجابهة العالم سوى سلاحي الارقى ( قلمي النحيل ).
وحين يصبح موتي مستباحاً، كم أود ان تحفروا على قبري: "ماتت وفي جسدها العاري.. قلب
ينبض عشقاً. ينبض عشقاً".
شكرا لأنك جعلت مني عاشقةً، وعفواً لأنني لم أجعل منك متيماً...