رسالة من أهالي حارة الشميس لرئيس المجلس المحلي
حضرة رئيس المجلس المحلي في
مجدل شمس
السيد دولان أبو صالح المحترم
نحن أهالي حارة الشميس قد ضقنا ذرعاً بسلوك المجلس المحلي بخصوص الأعمال التي تنفذ في طريق حارتنا منذ أكثر من شهرين. لذا قررنا التوجه إليكم بهذه الرسالة لإعلامكم بما وصلت إليه الأمور، فربما لم تصل لمسامعكم معاناتنا التي تسبب بها المجلس المحلي من خلال إهماله الواضح وغير المفهوم في هذه القضية.
في البداية نريد أن نحدثكم قليلاً عن تاريخ هذا الشارع. فقد شق الشارع في العام 1995 من قبل الشخص الأول الذي بنى بيته في هذه الحارة، وعلى نفقته الشخصية، بعد رفض المجلس المحلي المساهمة بشقه، بالرغم من تبرع هذا الشخص وجيرانه بمعظم مساحة الطريق من أرضهم الخاصة (حوالي نصف دونم من أرض كل منهما).
على مر السنوات ازداد عدد البيوت في الحارة وأصبحت حركة السير عليه نشطة، فتسببت ذلك بإزعاج كبير بسبب الغبار المنبعث. فتوجه الأهالي للمجلس المحلي طلبا بتعبيده، لكن المجلس رفض ذلك، على الرغم من استعداد الأهالي للمساهمة مالياً بالتكاليف.
بعد معاناة لعدة سنوات قرر أهالي الحارة تعبيد الطريق على نفقتهم الخاصة، فجمعوا الأموال وعبدوه، وتوجهوا للمجلس المحلي لخصم التكاليف من ضريبة الأرنونا، لكن المجلس المحلي رفض حتى هذا بشكل قاطع.
إن هذا الطريق قد تم فتحه وتعبيده من قبل الأهالي بصورة تامة، ولم يكن للمجلس المحلي أي يد في ذلك.
نذكركم بأن حارتنا، وبرغم مرور 14 عاماً، لا تزال غير موصولة بشبكة المجاري، وتشرب الماء من ماسورة بلاستيكية قطرها نصف إنش، ممدودة بصورة مكشوفة تماماً على جانب الطريق، وعندما يريد أحدهم الاستحمام فإنه يتصل بالجيران ويطلب منهم عدم فتح المياه، وعلى وجه الخصوص استخدام كرسي الحمام، ريثما ينهي حمامه..
ومع هذا يدفع جميع أهالي الحارة، بدون استثناء، ضريبة المجلس بصورة منتظمة، على أمل أن تتحسن الأمور يوماً ما...
قبل أكثر من شهرين تفاجأنا بعمال المجلس المحلي يحفرون الطريق، وقالوا لنا بعد الاستفسار أن المجلس قرر توسيع الطريق لأنه اكتشف (بعد مرور 14 عاماً) أنه خطير ويمكن أن يتسبب بحوادث سير لا سمح الله...
ولكننا أصحاب خبرة طويلة مع
المجلس، ونعرف أن لا أحد يمكنه معرفة متى سينتهي العمل في الطريق، فقلنا لهم:
"يا جماعة في شوارع بالبلد ما شافت الزفت بحياتها.. روحو زفتوها أبدا..
نحنا مبسوطبن بطريقنا. وكثير مرتاحين".
قالوا أن العمل لن يستغرق أكثر من أسبوع، فالقضية سهلة، ولا تحتاج لأكثر من ذلك
لتنفيذها. "وحطوا إيدون على شواربهن".
كان هذا الكلام قبل أكثر من شهرين، ولا زال الطريق مفتوحاً ولا زالت الأعمال غير منتهية حتى كتابة هذه السطور...
إن الإزعاج الذي يتسبب به الوضع القائم للأهالي لا يمكن وصفه، فكأننا كمن يعيش في كسارة.. لا يمكن لأحدنا فتح شباك بيته.. ولا يمكن لربة البيت نشر الغسيل على الشرفة.. وأصبح منظر بيوتنا مزرياً.. ومنظر سياراتنا أتعس.. والأشجار وأحواض الورد التي تعبنا سنين بالاعتناء بها تلفت وأصبح وضعها مأساوياً...
حضرة رئيس المجلس:
قررنا أن نرسل لك هذه الرسالة لإعلامك بالأمر، خوفاً من أن يكون البعض قد أخفى عنك
الحقائق. إذ يعتقد بعض أهالي الحارة أنك لو عرفت لما كنت تقبل باستمرار معاناتهم..
إن القضية لا تحمل أي تأخير، خاصة وأن الشتاء أصبح على الأبواب، والأضرار ستزداد
أضعافاً.
إن معاناة أهالي الحارة تقاس بالدقائق والساعات، وليس بالأيام، فنأمل بعد أن عرفت قصتنا أن تحل هذه القضية ليس أبعد من الأسبوع القادم، ولك منا كل احترام وتقدير.
أهالي حارة الشميس
01\10\2013