د. "فهد كم نقش" "الجولاني" الذي يدخل "الكرملين" بدون
استئذان
علي الأعور \ خاص لموقع "جولاني"
- 04\11\2009
الدكتور "فهد كم نقش" مراسل التلفزيون السوري في "موسكو" ومدير مكتب "سانا"
و"تشرين" فيها، ومراسل إذاعة دمشق أيضا هو مواطن من "الجولان" عاش طفولته وريعان
الشباب في مسقط رأسه مدينة القنيطرة وتركها مكرها عام 1967 بعد احتلالها من قبل
إسرائيل وتهجير سكانها بالقوة.
خلال زيارته إلى مسقط رأسه مدينة "القنيطرة" التقيناه ورافقناه إلى بيت العائلة
المدمر والبئر المهجورة التي لعب بجانبها مع أطفال الحي لسنوات
الدكتور فهد يختزن في ذاكرته الكثير عن الجولان والقنيطرة رغم بعاده ودراسته في
بلاد الجليد وامتهانه للصحافة فكان لنا معه هذه الوقفة:
"راس المال" ل "ماركس"..انجازي الأكبر
«اعتبر الانجاز الأساسي الذي حققته في بلاد الاغتراب "روسيا"، هو ترجمة كتاب "رأس
المال" ل "كارل ماركس" بمجلداته الأربعة ولأكثر من لغة، واستمر مشروع الترجمة لهذا
الكتاب خمس سنوات، واقترحت واللجنة المركزية "للحزب الشيوعي" منحي شهادة دكتورة
فخرية لقاء ترجمته،علما أني دكتورا، واقدر عاليا هذه أللفتة من قبل أعلى سلطة
سياسية في روسيا».
وبين لنا "كم نقش" مسيرة عمله في الإعلام والترجمة في بلاد الاغتراب مضيفا: «بدأت
حكايتي مع الاغتراب عام (1971) عندما سافرت إلى "الاتحاد السوفيتي" (سابقا)
لاستكمال تحصيلي العلمي في اكادمية العلوم الاجتماعية في "موسكو" وهناك قدمت أطروحة
الدكتورة في الاقتصاد السياسي، وبعد حصولي على الدكتورة، وعملت في دار "التقدم
للترجمة والنشر في موسكو" وصدر بترجمتي أكثر من 40 كتابا في المجالات الاقتصادية
والسياسية ولأكثر من لغة وقد عملت في "إذاعة موسكو" الناطقة في اللغة العربية ومجلة
"أبناء موسكو" وفي وكالة "تاس ونوفستي السوفياتان" وفي عام( 1994 ) باشرت العمل مع
الإعلام الوطني "سانا" ومديرا لمكتبها اعتبارا من عام (1996) ومراسلا للإذاعة
والتلفزيون وجريدة تشرين هناك وما أزال حتى يومنا».
مؤسس الجالية العربية في "موسكو"
وعن نشاطه مع أبناء الجالية العربية تابع الدكتور "فهد كم نقش" يقول": «لي الشرف أن
أكون احد مؤسسي الجالية العربية في "روسيا" وأنا وعضو مجلس إدارة الجالية منذ
تأسيسها مطلع السبعينيات ومسؤول المكتب الإعلامي فيها وللذين يرغبون بمراسلتي سواء
في الوطن أو في "روسيا" هذا الايميل الشخصي وذلك من اجل تقليص المسافات والايميل
هو(Yahoo.com @ F7291035)».
وأشار الدكتور "فهد" إلى بداياته في وطنه ومحافظة القنيطرة والتي اتسمت بالكثير من
المعاناة حتى وصل إلى ما هو عليه وقال: «كنت أعمل في البنك العربي في مدينة
"القنيطرة" مطلع ستينيات القرن الماضي وقبل احتلال "الجولان"، وتابعت دراستي
الجامعية في كلية اللغة العربية وآدابها عام ( 1963 – 1967) وبعد النزوح، عملت في
المصرف التجاري السوري "بالحجاز" وكنت ادرس اللغة العربية في ثانويات "القنيطرة في
مدينة "دمشق" و منها "نجم الدين عزت" وبالإضافة إلى نشاطي في نقابة المصرف كعضو
متطوع».
"الجولان" بالمانشيت العريض في روسيا
ونوه مراسلنا في "موسكو" إلى زياراته الخاطفة إلى مسقط رأسه نظرا لضغط العمل قائلا:
«خلال زيارة العديد من كبار المسؤولين "الروس" إلى البلد كنت أرافقهم وخاصة عند
زيارة العديد منهم إلى مدينة "القنيطرة" مسقط الرأس وكنت وأقول لهم هنا كان بيتنا
واريهم مدرستي الغالية التي دمرتها إسرائيل ثانوية الشهيد "احمد مريود" وأنا أتردد
إلى منزلنا المدمر كلما ازور الوطن واقف إلى جانب بئر الماء وله ذكريات جميلة ولا
أريد أن أغوص فيها لأنها بالأصل جزء من كياني ووجداني واعتقد انه لايوجد صحافي في
"روسيا" تعرفت عليه إلا وصار يعرف عن "الجولان" مثل أي مواطن في بلدي لان هذه
القضية واجب على كل سوري أن ينقلها على طريقته إلى الرأي العام العالمي والشعبي».
واختتم د. "كم نقش" حديثه مبينا أن له في البلد شقيقة وعنده ولدان الأول تخرج من
كلية الصحافة في "موسكو" والآخر خريج جامعة "أكسفورد" في "بريطانية" ويعمل حاليا
أستاذا جامعيا فيها».
لقاء الاحبة
الدكتور "يعقوب الكردي" صهر الدكتور "فهد كم نقش" تحدث إلينا قائلا: «ننتظر زيارة
الدكتور بفارغ الصبر ولدينا معه ذكريات في مدينتنا "القنيطرة" قبل النزوح، وبصراحة
مهما تحدثت عن الدكتور "فهد" أبقى مقصرا فهو مثالا "للجولاني" والسوري الملتزم
بقضية وطنه وأرضه في بلاد الاغتراب وقد رفض العمل مع العديد من وسائل الإعلام
الغربية رغم الإغراءات المادية من اجل العمل مع إعلامنا الوطني هناك، ويؤسفني كثيرا
أن هذا الإعلامي الذي يدخل "الكرملين" عشرات المرات في اليوم الواحد لم تدخل صوره
في إعلامنا علما انه مراسلا للعديد منها والدليل على ذلك أن الناس يعرفونه من صوته
وهو ينقل الأحداث للتلفزيون والإذاعة ولا يعرفون شكله طوال السنوات الخمسة عشر الذي
عمل فيها في هاتين الوسيلتين».
الأسير المحرر "محمود الشبعاني" من بلدة "خان أرنبة" الذي يعرف مراسلنا الدكتور
"فهد" من خلال الإذاعة أثناء فترة اعتقاله في سجون الاحتلال قال: «سعيد جدا أن أرى
الشخص الذي دخل صوته قلبي فترة الآسر وكنا نسمعه خلال فترة التنفس اليومية يقدم
تقاريره الإخبارية للإذاعة، وسعيد أكثر عندما التقيته وعرفت انه ابن المحافظة».
الأستاذ "حبيب سلمان" مدير الأخبار المصورة في التلفزيون السوري قال: «الجميع في
إعلامنا الوطني يقدر الجهد الكبير الذي يبذله الدكتور "فهد كم نقش" في "روسيا" ثاني
بلد صناعي بالعالم والدولة ذات الثقل العالمي، ومعروف انه سفير الإعلام و"الجولان"
هناك لأنه يقاتل من خلال الكلمة والصوت والصورة لأجل وطنه وتقاريره الإعلامية تصنف
من أفضل التقارير التي تقدم على الفضائيات وهو رفض العمل لغير إعلام وطنه».
دمشق: علي الأعور
aliawar@maktoob.com