قالت شركة آي.بي.إم انها انتجت رقيقة كمبيوتر “مماثلة لعقل الانسان” في حجم طابع البريد يمكنها معالجة كميات هائلة من البيانات من مصادر كثيرة مختلفة.
ويأتي الاعلان عن الرقيقة الجديدة بعد شهر واحد على كشف الشركة النقاب عن استثمارات قيمتها ثلاثة مليارات دولار ستنفذها على مدار السنوات الخمس القادمة في ابحاث تطوير الرقائق الالكترونية لتحقيق اختراق في الصناعة قد يساعد في احياء وحدتها المتباطئة للتصنيع اجهزة الكمبيوتر.
وقالت آي.بي.إم ان الرقيقة الجديدة تختلف عن غالبية الرقائق الالكترونية -التي تعمل في مسارات محددة مسبقا- بقدرتها على معالجة البيانات في الوقت الفعلي والتعامل مع البيانات الملتبسة.
وتعمل بطاقة تعادل الطاقة المستخدمة في سماعة الاذن حيث تستهلك 70 ميللي-وات فقط من الطاقة.
وتهدف الرقيقة الجديدة، وهي نتاج ابحاث امتدت لحوالي عشر سنوات، الى تضييق الفجوة بين اجهزة الكمبيوتر الحالية والقدرة المعرفية العالية والاستهلاك المنخفض للطاقة للعقل البشري.
وقال البروفسور راجيت مانوهار بكلية كورنيل للتكنولوجيا في نيويورك حيث صممت الرقيقة الجديدة “بعد سنوات من التعاون مع شركة آي.بي.إم نقترب الان خطوة اكثر من انتاج جهاز كمبيوتر مماثل لعقلنا.”
وقالت الشركة إن الرقيقة تحتوي على مليون خلية برمجية، وقد تمكن جهاز قياس درجات الحرارة من مسح واستنشاق الاشارات الكيميائية واعطاء تشخيص او مساعدة اجهزة الانسان الالي (الربوت) المستخدمة في البحث والانقاذ على التعرف على الضحايا اثناء الكوارث.
وقالت الشركة، أن الشريحة التي أطلقت عليها اسم “ترو نورث” مزودة بـ4، 096 نواة معالجة، وتُحاكي عمل مليون خلية عصبية في دماغ الإنسان و256 مليون من نقاط الاشتباك العصبي، وهما عنصران رئيسيان يُشكلان البناء الحيوي للدماغ.
وهذا يعني بحسب الشركة، أن الشريحة تستطيع تشفير البيانات وكأنها أنماط نبضية، وهو الأسلوب الذي يعتقد علماء الأعصاب بأن الدماغ يُخزن المعلومات بواسطته. وذكر البروفيسور “كارفر مايد” في الورقة البحثية التي نشرتها الشركة بأن معالجات الكمبيوتر التقليدية لا تستطيع تشفير البيانات بهذه الطريقة، وبالتالي تجلب الشريحة تطورًا كبيرًا على طريقة عمل أجهزة الكمبيوتر.
وقامت آي بي إم باختبار قدرة الشريحة على أداء بعض مهام الذكاء الصنعي الشائعة، مثل تمييز الصور، ووفقًا للشركة تستطيع الخلايا العصبية ونقاط الارتباط العصبي الإلكترونية في الشريحة التعامل مع هذه المهام بالسرعة المعتادة مع استهلاك مُنخفض للطاقة مقارنةً بالشرائح الأخرى.
ولدى اختبار الشريحة على بعض مقاطع الفيديو، تمكنت من تمييز عناصر مثل الأشخاص وراكبي الدراجات والسيارات والحافلات والشاحنات بدقة تصل إلى 80 بالمئة.
وقال دارميندرا موداه المُشرف على المشروع بأنه لا يوجد أي مُعالج حسابي أو رسومي ولا أي جهاز كمبيوتر هجين يمكن أن يصل ولا إلى جزء بسيط مما وصلت إليه الشريحة المصممة لتقديم نتائج فورية مع التوفير في استهلاك الطاقة.
ورغم أن الشريحة ما زالت تجريبية، إلا أن آي بي إم تعتزم استخدام هذه التقنية لتحقيق ثورة بمجالات عدة مثل الخدمات السحابية وأجهزة الكمبيوتر الخارقة والهواتف الذكية، ووصفت الشركة الشريحة بأنها “جهاز جديد لعصر جديد”.