من كان يتصور أن وضع الهاتف الخليوي في جيب البنطال على مقربة من الخصيتين يمكن أن يعرّض الرجال لمشاكل انجابية؟
لقد زادت نسبة العقم عند الذكور في السنوات الأخيرة، وعندما حاول الباحثون ايجاد التفسير توجهت الأنظار نحو الهاتف الخليوي. ففي دراسة بريطانية حديثة شملت 1500 رجل، تم فيها قياس مقدرة الحيوان المنوي على التحرك في شكل صحيح نحو البويضة وكذلك نسبة الحيوانات المنوية الحية وتركيزها في كل وحدة من السائل المنوي، تبين أن الترددات والاشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الهاتف الخليوي أثرت سلباً في الخصيتين وبالتالي في نوعية الحيوانات المنوية وقدرتها على التوجه في شكل صحيح صوب البويضة.
وسبق لفريق طبي أميركي من مستشفى كليفلاند أن أجرى تحريات على حوالى 400 رجل يعانون من العقم بينت أن الذين استعملوا الهاتف الجوال بصورة مكثفة، أي أكثر من أربع ساعات في اليوم، اصيبوا بتدهور في أعداد الحيوانات المنوية اضافة الى تراجع ملحوظ في نسبة الحركة وفي الشكل الطبيعي، وذلك بالمقارنة بالأشخاص الذين لم يستعملوا الجوال أو استعملوه لفترة قصيرة.
وهناك اتهامات جادة للهاتف الخليوي بأنه يزيد من احتمال الاصابة بأورام الدماغ، إذ أشار بعضها الى أن معدل خطر الإصابة بالورم الدبقي (وهو من أخطر أورام الدماغ) يتضاعف بعد 10 سنوات من استخدام الهاتف الخليوي.
وحتى الآن ينصح العلماء بإبعاد الهاتف الذكي عن الجسم، خصوصاً عن الرأس ومنطقة الحوض، وعدم النوم على مقربة منه، أو على الأقل تركه بعيداً، فكلما زادت المسافة بين الهاتف وصاحبه قلّ تعرض الجسم لإشعاعاته.