كلما توغلنا في العمر ضعف جهاز المناعة لمواجهة الأمراض، خصوصاً المعدية منها، كالرشح والإنفلونزا والالتهابات الرئوية التي تترعرع في فصل البرد ويمكن أن تفضي أحياناً إلى تعقيدات صحية تشكل تهديداً فعلياً للحياة عند كبار السن. وتحدث لدى كبار السن جملة من المتغيرات التي تساهم، بشكل أو بآخر، في إضعاف الجهاز المناعي، أبرزها قلة الشهية على الأكل، والتبدلات الفيزيولوجية في جهاز الهضم، وصعوبة البلع والمضغ، وضعف حاستي الشم والتذوق، فكل هذه الأمور تحرم المسن من الحصول على العناصر الغذائية الأساسية التي تقوي جهاز المناعة. وفي ما يأتي أهم الأغذية التي تدعم جهاز المناعة عند المسنين:
– الخضار الطازجة، مثل الجزر والسبانخ والملفوف والكرنب واللفت والبروكولي والثوم والبصل والملفوف والأفوكاتو. وتعتبر هذه من أهم الأغذية التي تعزز نشاط الجهاز المناعي بسبب غناها بمضادا الأكسدة التي تعمل على تنشيط الخلايا المناعية وصيانتها. وتشتهر الخضروات الطازجة أيضاً بغناها بفيتامين حامض الفوليك الذي يشارك في إنتاج خلايا مناعية جديدة عند مهاجمة الجسم من الفيروسات والبكتيريا.
– مجموعة الحمضيات، مثل البرتقال والليمون والماندرين والليمون الهندي والكيوي. وتضم هذه المجموعة كميات عالية من الفيتامين سي الذي يحسّن صحة الخلايا المناعية وبالتالي يقوي جهاز المناعة. ويساعد الفيتامين سي على تكوين مادة الكولاجين الضرورية لالتئام الجروح ومقاومة العدوى.
– مجموعة الأغذية الغنية بمادة الليكوبين، مثل البندورة والبطيخ الأحمر والبطيخ الأصفر والغوافة والباباي والليمون الهندي، فقد أثبتت بحوث أوروبية وجود علاقة قوية بين ارتفاع نسبة الليكوبين في الدم والحماية من أمراض القلب وزيادة المناعة لدى المسنين، حيث يزيد الليكوبين من نشاط الخلايا القاتلة في الدم.
– مجموعة الحبوب الكاملة، وتحتوي هذه على باقة متنوعة من المواد الغذائية مثل الفيتامين ي، وحامض الفوليك، والمغنيسيوم، والزنك، وهي عناصر بالغة الأهمية لدعم الخلايا المناعية المسؤولة عن مهاجمة الفيروسات أو البكتيريا.
– مجموعة الألبان العضوية، وقد صنفها خبراء علوم التغذية ضمن القائمة التي سميت «أغذية المناعة» لأنها تعمل على تقوية جهاز المناعة في الجسم وترفع من فعالية مقاومته للأمراض، وتحتوي هذه الألبان على بكتيريا نافعة تقاوم الفيروسات، وعلى مواد عضوية تفتك بالميكروبات، مثل الأحماض وأوكسيد الهيدروجين وسواها.
– مجموعة الأعشاب، كالشاي الأخضر والصعتر والقرفة والزنجبيل وغيرها، فهي تملك خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، وتحتوي على مركبات تصون الجهاز اللمفاوي الذي يعتبر أحد أهم أركان الجهاز المناعي في الجسم.
– مجموعة الأسماك، مثل السردين والماكريل والسلمون، وتعد هذه من أغنى الأغذية بمعدن السلينيوم الذي يساعد خلايا الدم البيض على مقاومة الفيروسات. أيضاً تضم الأسماك نوعاً مميزاً من الأحماض الدهنية أوميغا-3 التي تدعم الكريات البيض التي تعتبر من أهم أركان جهاز المناعة. وتعتبر الأحماض الدهنية أوميغا-3 أساسية للجسم فهي تحسّن المزاج، وتقوي نشاط المخ، وتحمي من الأمراض القلبية الوعائية.
أخيراً، يجب عدم إغفال مجموعة الأغذية الغنية بالمواد البروتينية التي يجب أن يتناولها المسنون بكميات كافية لأن وحداتها المكونة من الأحماض الأمينية تعتبر النواة الأساسية في تشكيل مضادات الأجسام التي تتولى مهاجمة الميكروبات.