مع اتجاه شركات السيارات العالمية إلى تطوير مركبات أكثر أمانا وأكثر اقتصادا في استهلاك الوقود وأفضل مراعاة لسلامة البيئة، ازداد إنفاق الكثير من الشركات على أعمال لبحث والتطوير والدراسات الفنية المتعلقة بها.
وفي هذا السياق أعلنت مجموعة فولكس فاغن، بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن تخصيص ميزانية جديدة لاستثمارها في السوق الروسية خلال السنوات الأربعة المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن أكبر شركة لإنتاج السيارات في أوروبا تعتبر روسيا سوق النمو الاستراتيجي رقم واحد في أوروبا، الأمر الذي حملها على التعهد باستثمار 1.2 مليار يورو إضافية في روسيا بحلول عام 2018.
ويبدو أن فولكس فاغن تعول على هذه الاستثمارات لإعادة إنعاش مبيعاتها المتراجعة، حاليا، في السوق الروسية بعد أن سجلت مبيعات هذا العام تراجعا بلغت نسبته 4.4 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
إلا أنه، على الرغم من ذلك، جاءت نسبة التراجع في مبيعات فولكس فاغن في السوق الروسية خلال الفترة المذكورة أقل بشكل ملحوظ من نسبة تراجع العام السابق التي بلغت 6.7 في المائة.
وكانت فولكس فاغن قد استثمرت منذ 2006 نحو 1.3 مليار يورو في الإنتاج المحلي الروسي.
وكانت بيانات للاتحاد الأوروبي قد أظهرت أن شركة فولكس فاغن تتصدر قائمة الاتحاد لأكبر مستثمرين من القطاع الخاص في عمليات البحث والتطوير في العالم إذ بلغت قيمتها 9.5 مليار يورو (12.8 مليار دولار) عام 2012، تليها شركة سامسونغ إلكترونيكس الكورية الجنوبية العملاقة للتكنولوجيا. وكانت فولكس فاغن الشركة الأوروبية الوحيدة التي تصل إلى المراكز الـ10 الأولى في القائمة التي ضمت أيضا الشركات الأميركية مايكروسوفت و إنتل و«ميرك» و«جونسون آند جونسون» و«فايزر» وشركتي «روش» و «نوفارتس» السويسريتين وشركة تويوتا اليابانية لتكون شركة السيارات الثانية، بعد فولكس فاغن، التي تستحوذ على موقع على قائمة الشركات الـ10 الأولى الأكثر إنفاقا على الأبحاث.
ويشمل التصنيف ألفي شركة على مستوى العالم، أكثر من نصفها بقليل، تتخذ من دول الاتحاد الأوروبي مقرا لها. لكن البيانات أظهرت أن الاستثمار العالمي في البحث والتطوير ارتفع بمتوسط بلغ 6.2 في المائة عام 2012 مقارنة بالعام 2011. وارتفعت استثمارات الاتحاد الأوروبي بشكل طفيف بنسبة بلغت 6.3 في المائة لكنه تراجع خلف الولايات المتحدة التي ارتفعت استثماراتها بنسبة 8.2 في المائة مقارنة مع عام 2011.
وزادت الشركات اليابانية إنفاقها على البحث والتطوير بنسبة 0.4 في المائة فقط، بينما استحوذت الصين على النصيب الأكبر من الزيادة السنوية بمتوسط بلغ 12.2 في المائة لشركاتها محل الدراسة وعددها 93 شركة. ووجد التقرير أن الزيادة في استثمارات أوروبا ترجع بشكل كبير إلى أداء الشركات الألمانية خصوصا في قطاع السيارات.
وزاد إنفاق الشركات الألمانية وعددها 130 شركة بالقائمة على البحث والتطوير بنسبة 11.9 في المائة ما يشكل أكثر من 60 في المائة من زيادة الاستثمار الأوروبي.
وكانت شركة السيارات الألمانية الأخرى، أي شركة «دايملر» التي تصنع سيارات مرسيدس الفارهة، قد ذكرت أنها تعتزم إقامة مركز للبحث والتطوير في كوريا الجنوبية سيكون جزءا من خطة من محاور نقاط للتوسع في رابع أكبر اقتصاد بقارة آسيا.
وأوضحت الشركة أنها اختارت كوريا الجنوبية مقرا لهذا المركز لأن كوريا هي خامس أكبر أسواقها في العالم بالنسبة لفئتها المعروفة «إس كلاس» والرابعة لسيارات الصالون من فئة «إي كلاس» ولأن مبيعات الشركة من الشاحنات تضاعفت في كوريا الجنوبية منذ عام 2003.