يكاد ألا ينتهي برنامج للمواهب على شاشة «أم بي سي» حتى يبدأ برنامج آخر، فبعد أيام قليلة على اختتام برنامج «Arabs got talent»، ها هو العدّ العكسي ينطلق لافتتاح الموسم الثاني من برنامج «the voice» السبت المقبل مع احتفاظه بالمدرّبين – النجوم الأربعة: عاصي الحلاني وصابر الرباعي وشيرين عبد الوهاب وكاظم الساهر.
ويتميّز هذا الموسم بإدخال تعديلات على هيكلية البرنامج وبنيته، أبرزها ما يُعرَف في الصيغة العالمية بـ «مناورِة الاقتناص» – «The Steal»، التي تتجلّى خلال «مرحلة المواجهة»، إذ يدفع كل مدرّب باثنين أو ثلاثة من الأصوات التي في فريقه إلى التنافس على حلبة واحدة، من خلال تأدية الأغنية ذاتها، لتنتهي الجولة باختيار المدرّب لصوت واحد متأهّل فقط، بالتالي خروج الصوت الثاني أو الثالث من الحلبة، مُستَبعَداً ومغادِراً البرنامج. وفي هذه اللحظة، تبرُز «مناورِة الاقتناص» – «The Steal» التي تُفسِح المجال أمام كل من المدرّبين الثلاثة الآخرين، للتدخُّل وضغط الجرس، بالتالي الإعلان عن الرغبة في ضم المشترك المُستبعَد إلى فريقه، وإتاحة الفرصة أمامه للعودة مجدداً إلى غمار التنافس، ولكن هذه المرّة تحت مظلّة مدرّب آخر غير المدرّب الأساسي الذي كان اختاره في مرحلة «الصوت وبس»… لتنقلب الأدوار وتتبدّل التوقعات!
وكانت مجموعة «أم بي سي» عقدت مؤتمراً صحافياً في بيروت ليل أمس، أُعلن خلاله إطلاق الموسم الثاني، بحضور عاصي الحلاني وكاظم الساهر وصابر الرباعي، واعتذرت شيرين عبد الوهاب في اللحظة الأخيرة عن عدم تلبية الدعوة، لظروفٍ خاصة.
واستهل المؤتمر بأغنية للفائز بلقب الموسم الأول مراد بوريقي من ألبومه الجديد، تلتها كلمة للناطق الرسمي باسم مجموعة «أم بي سي»، المدير العام للعلاقات العامة والشؤون التجارية مازن حايك شدّد فيها على «دور المدرّبين – النجوم الأربعة، وعلى الكمية والنوعية النادرة للأصوات المشاركة، وعلى حرص طاقم البرنامج على اختيار نخبة من الأصوات من بين عشرات آلاف المتقدّمين، ضمن عملية احترافية متكاملة، استلزمت الجهد والوقت والفَرز والتدقيق، على أيدي أساتذة واختصاصيين في الموسيقى والغناء». وأشار حايك الى «الخلطة السحرية والتوليفة الفريدة للبرنامج، وما تحمله في الموسم الثاني من إضافات وتعديلات نوعية، من شأنها زيادة عوامل التفاعل والإثارة والتشويق مع الجمهور»، داعياً إياه إلى «التصويت لمصلحة الموهبة قبل الانتماء خصوصاً أن هذا النمط من البرامج الرائدة هو لكل العرب من دون استثناء». ونوّه حايك بالشراكة الناجحة بين «Arabia Sony Pictures Television) «SPT)، بإشراف مديرها العام زياد كبّه، وطاقم «أم بي سي» بإشراف المديرة العامة للإنتاج سمر عقروق.
أما عاصي الحلاني فأعرب عن فخره بالمشاركة في البرنامج إلى جانب زملائه المدرّبين الذين باتوا كأخوةٍ له، كما قال، مُشدّداً على أهمية برنامج «the Voice»، ومعتبراً إياه بمثابة «إضافة قيّمة للفن العربي». وعن طبيعة علاقته الفنية بالفائز في الموسم الأول مراد بوريقي، بخاصة أن الأخير كان مُنتَمياً إلى فريقه، أوضح عاصي أنه يضع خبرته في متناول بوريقي، ولكن كناصحٍ فحسب. وقال ممازحاً: «يقول المثل اللبناني «جازة وجوزناك بس حظ من وين بجبلك؟» .
وأضاف: «يعتمد نجاح الفائز في حياته العملية على مدى قدرته على العمل والجد والمثابرة إلى جانب الذكاء في الاختيارات».
وعن كيفية اختيار الأصوات في المرحلة الأولى من البرنامج ومن ثم آلية المفاضلة بينها، أوضح عاصي أن التطوّر الذي طرأ على هيكلية البرنامج في هذا الموسم يزيد من جرعة التشويق تصاعدياً، بخاصة في مرحلة المواجهة، من خلال «مناورة الاقتناص» أو «The Steal».
واعتبر كاظم الساهر أن الأصوات في هذا الموسم «رائعة ومتقارِبة وينافس بعضها بعضاً، إلى درجةٍ تجعل من عملية المُفاضلة والاختيار بينها شاقّة وبالغة الصعوبة». وأضاف: «آلية المفاضلة لا تعتمد على قوة الصوت فحسب، بل كذلك على الإحساس الذي يحمله الصوت في ثناياه، ومدى رشاقته وحلاوته وقدرته على بلوغ القلوب والأسماع معاً بلا استئذان». وعن السرّ الكامن وراء التناغم ما بين المدرّبين الأربعة، أكّد الساهر أن «شخصيتَي صابر وعاصي مُشاكِسَتَيْن، ولكن صفاء السريرة وطيبة القلب هما ما يُميّزان شخصيات المدرّبين الأربعة، ما ينعكس على أجواء البرنامج، رغم حدّة المنافسة الضرورية بين المدرّبين، وذلك بموازاة المنافسة بين المشتركين».
أما صابر الرباعي الذي حرص على حضور المؤتمر الصحافي رغم وفاة والده أخيراً، فشدّد على أنه ورغم صعوبة الاختيار بين المواهب الغنائية الرائدة والمُتفوّقة خلال الموسم الثاني، يبقى التحدّي الأكبر في مدى القدرة على تمكين صاحب أحلى صوت من الوصول إلى النهائي، ونَيْل اللقب لاحقاً.
وقال الرباعي إن «عملية الحُكم على الأصوات ليست سهلة إطلاقاً، لكنها عملية مُمتعة وشيّقة في آنٍ، بخاصة أن الأصوات المتنافسة تتميّز بتقاربها في شكل كبير، وهي تفوق كل التوقعات». وأضاف: «ثمّة تحدٍ آخر لا بدّ من الإشارة إليه في برامج المواهب عموماً، ألا وهو استمرار نجومية صاحب اللقب خلال المرحلة التي تلي انتهاء البرنامج… وهنا تبرز أهمية الدعم الذي يتلقّاه الفائز لإطلاقه في بداية طريق النجومية».