قال سعد الحريري، السياسي اللبناني البارز ورئيس تيار 14 آذار، إن ثمة “أملا كبيرا” في إنهاء أزمة شغور منصب الرئاسة المتواصلة في لبنان منذ 18 شهرا بعد مقترح صفقة لتقاسم السلطة بين الفرقاء اللبنانيين.
ويمنح الاتفاق المقترح، الذي ناقشته الأطراف السياسية اللبنانية على مدى واسع ولكن لم يعلن رسميا بعد، منصب الرئاسة إلى سليمان فرنجية، السياسي اللبناني من الطائفة المسيحية المارونية ومنصب رئيس الوزراء للحريري الذي ينتمي لطائفة المسلمين السنة.
وقال الحريري، الذي كان يتحدث بعد لقاء مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ثمة ” أمل كبير” في إنهاء الفراغ الرئاسي الناجم عن فشل السياسيين المتنافسين في الاتفاق عمن سيشغل هذا المنصب.
وردا على سؤال بشأن هل أن مقترح فرنجية ما زال قائما، قال الحريري إن الحوار جار بين الاطراف السياسية اللبنانية والمناخ ايجابي، وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريبا.
ويضم تحالف 14 آذار، الذي يرأسه الحريري مجموعة من الأحزاب اللبنانية التي اجتمعت قبل نحو عقد على معارضة النفوذ السوري في لبنان، وتتمتع بدعم من المملكة العربية السعودية.
Image copyrightReutersImage captionيعطي الاتفاق لسعد الحريري منصب رئيس الوزراء
وتصف تقارير سليمان فرنجية، بأنه حليف وصديق طفولة للرئيس السوري بشار الأسد، وهو عضو في تحالف 8 آذار الذي يضم عددا من القوى المقربة من سوريا ومن بينها حزب الله الشيعي اللبناني، الذي يحظى بدعم إيراني ويقاتل إلى جانب الجيش الحكومي في النزاع السوري.
وظل منصب الرئيس في لبنان شاغرا منذ مايو/آيار عام 2014 بعد فشل الكتل السياسية في الاتفاق على مرشح يخلف الرئيس السابق الذي انتهت ولايته ميشيل سليمان.
ويقضي الدستور اللبناني في أن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية المارونية، وقد قدم كل واحد من التحالفين المتنافسين في لبنان مرشحا لشغل هذا المنصب.
إذ رشح تحالف 14 آذار، سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، ورشح تحالف 8 آذار الجنرال السابق في الجيش اللبناني ميشال عون لشغل منصب الرئيس الشاغر.
ومنع الخلاف الحاد بين التحالفين البرلمان الذي اجتمع 32 مرة من انتخاب من يشغل منصب الرئيس.
وقد اضطر الحريري الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء إلى مغادرة البلاد في عام 2011 بعد أن أطاح تحالف 8 آذار بحكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها حينذاك، ولم يعد إلى لبنان بعدها إلا في زيارتين قصيرتين.
ويمثل التحالفان المتنافسان حاليا وزراء في حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها تمام سلام، بيد أن الصدع الحاد بينهما غالبا ما يعيق التوصل إلى قرارات مهمة داخل الحكومة.