
تأجلت محادثات السلام بين اوكرانيا والمتمردين الموالين لروسيا التي كانت مرتقبة اليوم الثلثاء في مينسك، من دون تأثير يذكر على وقف إطلاق النار المعلن على خط الجبهة في شرق الجمهورية السوفياتية السابقة.
واعلنت وزارة الخارجية الاوكرانية أن “مفاوضات السلام مع المتمردين التي تضم مندوبين عن روسيا وموفدين اوروبيين في مينسك، ارجئت ولن تعقد على الارجح قبل الجمعة”.
واكد الزعيم الانفصالي دنيس بوشيلين رئيس “برلمان” جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، هذه المعلومات رداً على اسئلة وكالة “فرانس برس”. وقال إن “هناك اتفاقاً تمهيدياً على اجراء المفاوضات هذا الاسبوع”، مضيفاً أن “الموعد الجديد يمكن أن يعلن الاربعاء”. وأوضح أن “الموعد يمكن أن يحدد ما إن نتفق على برنامج عمل” هذا اللقاء.
ويرغب المتمردون خصوصاً في أن ترفع كييف “الحصار الاقتصادي” بعدما اوقفت تمويل مناطق شرق البلاد الخاضعة لسيطرة الانفصاليين، وفق ما اضاف المصدر نفسه. وتتعلق النقاط الاخرى بسحب الاسلحة الثقيلة وتبادل سجناء، وكذلك تطبيق قانونين اوكرانيين ينصان على اصدار عفو عن بعض المقاتلين المتمردين واعطاء المزيد من الحكم الذاتي للمنطقة الخاضعة لسيطرتهم، وفق ما قال بوشيلين.
لكن وقف اطلاق النار الذي اعلن على خط الجبهة في شرق اوكرانيا، يبدو صامداً الى حد كبير الثلثاء.
وقال مراسلو “فرانس برس” إنهم سمعوا دوي قذيفة مدفعية واحدة في مدينة دونيتسك، فيما قالت مصادر المتمردين والحكومة وشهود أن “القتال توقف في منطقة النزاع”.
وجاء في بيان للجيش الاوكراني نشر على “فايسبوك” اليوم أنه “بمبادرة من الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو، يطبق وقف اطلاق نار في كل مواقع القوات” الحكومية.
وأعلن الرئيس الاوكراني في سنغافورة، أن “وقف اطلاق النار على خط الجبهة صامد”. وقال: “قبل ساعة ونصف، قمنا بالاعلان عن وقف اطلاق نار جديد، لم تحصل طلقة واحدة، ولم يقتل اي جندي”.
واكد أن “اوكرانيا مستعدة للعمل على وقف حمام الدم في هذه المنطقة” حيث قتل اكثر من 4300 شخص منذ نيسان (ابريل)، لكن ليس عبر “التخلي” عن حريتها وسيادتها واستقلالها.
واضاف أن هذا النزاع ليس حرباً تتعلق باوكرانيا فقط وانما حرب من اجل الحرية والديموقراطية ومن اجل اوروبا”.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، إن “مجموعة الاتصال في شأن أوكرانيا ستجتمع قريباً لمناقشة تنفيذ إجراءات تعزيز خطة وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا”.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف قوله “من المقرر في الأيام المقبلة، اجتماع مجموعة الاتصال، وسنناقش خطة تهدف إلى وقف نهائي لإطلاق النار”.
وعقدت مجموعة الاتصال برعاية “منظمة الأمن والتعاون في أوروبا” جولات محادثات عدة، منها جولة في الخامس من أيلول (سبتمبر) جرى خلالها الاتفاق على وقف إطلاق النار في أوكرانيا وهو غير مطبق الآن تقريباً.
وفي حديثه عن الخطوات التي اتخذت في الأشهر الماضية لتخفيف حدة التوترات في شرق أوكرانيا، قال لافروف “حتى الآن من الواضح تماماً أننا بعيدون عن هذا الهدف”.