يواصل الفنان السوري أيمن رضا تصوير دوره في مسلسل «عناية مشددة»، كما يستعد للمباشرة في الجزء الـ12 من السلسلة الكوميدية الساخرة والناقدة «بقعة ضوء»، كما يتفاوض مع المخرج ناجي طعمة للمشاركة في مسلسل اجتماعي معاصر جديد. وكان المشاهد قد تابع رضا في عدد من المسلسلات التلفزيونية في الموسم الرمضاني ومنها «بقعة ضوء» و«ضبوا الشناتي» و«صرخة روح».
وفي حوار مع أيمن رضا، يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن أعماله المقبلة قائلا: «في مسلسل عناية مشددة الذي يتحدث عن الواقع السوري الراهن، أجسد شخصية مطرب ملتزم مستقل يدافع عن الناس.. لا ينحاز لأي طرف، ولكنه يتعرض للخطف من قبل مجموعة إرهابية تضغط عليه لإعطائها معلومات عن زملائه الفنانين، فيرفض فتحصل معه أحداث مؤلمة. لا أريد الاستفاضة بالحديث عن الشخصية حتى لا تفقد بريقها عند عرضه».
وحول عدم مشاركته في مسلسلات البيئة الشامية في الموسم الماضي، خصوصا في «باب الحارة» الذي شارك في أحد أجزائه، يوضح أيمن: «لم أحاول مؤخرا المشاركة في أي مسلسل بيئي شامي، لأن نتائجه معروفة، وهذه المسلسلات صناعة خارجية، وليست داخلية، ومقصود منها تكريس التخلف.. ولي رأي خاص في مسلسل (باب الحارة)، فالمسلسل إشكالي يعيدنا لعام 1800، ويكرس التخلف، وهو يدعو للخلافات وليس للوحدة، حيث نشاهد حارة تهاجم حارة أخرى، وثرثرة نساء. لقد قدمه بسام الملا بطريقته الخاصة، وهي البيئة الشامية المفرغة من الثقافة، وغير ذلك. وأنا شاركت في أحد أجزائه لسبب رئيسي، هو أن جمهورا كبيرا سيشاهدني من خلال محطة (mbc) المتابعة في العالم العربي. والشخصية التي أديتها لم تكن مكتوبة بشكل يجعل لها خطا تصاعديا، بل كتبت بوتيرة واحدة، وهذا كان سبب خلافي مع المخرج بسام الملا».
وحول شخصيته الكوميدية «أبو ليلى» التي قدمها في مسلسل «ملك التاكسي» مع سامر المصري، ولاقت إعجابا من الناس فيما لم تصل الشخصية الشبيهة لها والتي قدمها في مسلسل «سيت كاز» الذي عرض في الموسم الماضي، يشرح أيمن: «برأيي أن مسلسل (سيت كاز) كان عملا جماعيا ولم يتوقف على ممثل واحد فقط، بل على مجموعة وعلى مخرج ونص، ففي بعض الأحيان تصيب، وفي أحايين أخرى تخيب، وطريقتي في التعامل مع أي عمل كوميدي هي أنه عندما أوافق على الدور والفكرة لم تعد لي علاقة بالتنفيذ، ولذلك أتمنى عندما أقدم أي عمل أن أحاسب على الشخصية التي أجسدها وليس على العمل ككل.. صحيح أن فكرة المسلسل لي ولكن الكتابة ليست لي، وكذلك الإخراج ليس لي، واختيار الممثلين، ومواقع التصوير لست المسؤول عنها. وشخصية «أبو ليلى» موجودة حتى في (سيت كاز)، ولكن هل قدمت بالشكل المناسب، وبرأيي أن هذه الشخصية لم يتجاوزها أحد في الكوميديا من جيلي، فبعد (أبو ليلى) لم تقدم شخصية كوميدية بمستواها، ولذلك لاقت إقبالا جماهيريا، وفي (سيت كاز) كانت الشخصية نفسها (أبو ليلى)، ولكن الظرف الذي وضعت به لم يكن صحيحا».
وأسأل أيمن عما أشيع من مشروع كوميدي له مع الفنان ياسر العظمة، فيبتسم أيمن: «لم يحصل أي كلام بذلك، وطيلة مسيرة الفنان العظمة الفنية مع سلسلة (مرايا) عملت معه لوحة واحدة فقط، وياسر العظمة فنان كبير، وقد يكون له رأي خاص في أو يعتبر أن لي مشروعا كوميديا خاصا مثل مشروعه، وبالتالي لا يمكن أن نكون مع بعض، مع أنه في (بقعة ضوء) شارك معظم الممثلين السوريين من بسام كوسا وباسم ياخور وعبد المنعم عمايري ونضال سيجري، ويبقى الفنان العظمة أحد رموز الحالة الكوميدية في سوريا، وليست جميعها العظمة، ولا دريد لحام، فالأجيال تتواصل، وسيأتي أناس بعدنا كما كان هناك أناس قبلنا، فهي متوالية».
وحول تردي حال الكوميديا السورية في السنوات الأخيرة وتحول بعض الأعمال لتهريج، يقول رضا: «برأيي أن هناك اهتماما بالتهريج، والدليل على ذلك صعود ممثلين قدموا حالة تهريجية وليست كوميدية، وقد تكون الظروف لعبت دورا في انتشارهم.. وأتساءل هنا: هل لدينا كتاب كوميديا؟ نحن لدينا مشكلة بالكتاب. من المعروف أن الممثل في أوروبا أو في بعض الدول العربية عندما يظهر كممثل كوميدي يكتبون له.. عندنا يشاهدون أنه كوميدي فيقومون بكتابة عمل له بحيث لا يعود يظهر بالتلفزيون»
وعن العروض التي قدمت له للمشاركة في أعمال كوميدية خارج سوريا، يوضح أيمن: «عرض علي العمل خارج سوريا، ولكنني اعتذرت لسبب بسيط، وهو أنني لا أعمل بلهجة ثانية، خاصة أن الكوميديا تحتاج لروح البيئة، فلا يمكن العمل في مصر أو السعودية أو الأردن وأن أنافس ممثلا يتكلم لهجته بكل تفاصيلها وروحها، فالكوميديا تعتمد على البيئة الشعبية، ولذلك على الممثل الكوميدي أن يوجد في الشارع الذي سيصور فيه لغته».
يضحك أيمن وهو يروي ما يحصل معه في الشارع منذ تقديمه شخصية «أبو ليلى» قبل 4 سنوات: «الناس في الشارع ينادونني (أبو ليلى) ويتصورون معي قائلين (تصورنا مع أبو ليلى).. وليس (أيمن رضا)!.. ومن الطرائف الأخيرة أن أحد الأشخاص في الشارع طلب مني أن يتصور معي مادحا شخصية (أبو ليلى) قلت له تكرم تعال، وعندما وقف معي ليتصور، قال لي: هل معك كاميرا لأتصور معك فأنا لا أحمل كاميرا».